عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-10-2020, 04:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي عرفت أنها عصبية وتسمع الأغاني هل أخطبها؟

عرفت أنها عصبية وتسمع الأغاني هل أخطبها؟
أجاب عنها : همام عبدالمعبود

السؤال:
اخترت خطيبتي لأنني رأيت فيها الصلاح، وأنا أكبر منها بـ6 أعوام، ولكن بعد الخطوبة وجدت بها أمورًا لا تعجبني، كسماع الأغاني والعصبية، وكلما حاولت أن أقربها إلى الله تبتعد عني، ولا تستمع إلى نصائحي لها، ودائمًا يكون الرد منها إن شاء الله، لكنني أشعر أنها تود أن تقول لي: لا، وقد فكرت أكثر من مرة أن أتركها، ولكنني أقول لنفسي اصبر عليها، فهي مازالت صغيرة السن.







الجواب:
أخانا الحبيب:
السلام عليكَ ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكَ، وشكر اللهُ لكَ ثقتكَ بإخوانِكَ في موقع (المسلم)، ونسأل الله (عز وجل) أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، آمين.. ثم أما بعد:
أحييكَ بدايةً لاعتبارك "الصلاح" معيارًا للاختيار، عندما فكرت في الزواج، في زمن قل فيه من ينظر إلى هذا المعيار، حيث نرى غالبية الشباب تجري خلف واحدٍ من ثلاثة معايير: الجمال، أو المال، أو الحسب والنسب والجاه والوضع الاجتماعي، وقد أوضح لنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم) هذا، فعن أبي هريرة (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) عن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).


أما عن قولك "بعد الخطوبة وجدت بها أمورًا لا تعجبني، كسماع الأغاني والعصبية"، فاعلم أخي - حفظك الله- أنه (لا يخلو مخلوق من عيب، والسعيد من قلت عيوبه)، وفي زماننا هذا الذي نحى فيه انتشرت الكثير من المخالفات بين الناس، حتى اعتادوها، ومن ثم فإنه يمكنك أن تمهلها بعض الوقت، فترسل إليها أمك أو أختك أو إحدى محارمك، لتراجعها في هذه الأمور، فإن استجابت، وأبدت تقبلها لنصائح محارمك، فتوكل على الله وامض في الأمر، وإن رفضت الاستجابة وأصرت على رأيها، ولم تبد رغبة في التراجع عن هذه المخالفات فاتركها وابحث عن غيرها. وبهذه المناسبة فإنني أنصحك ببعض الأمور، وهي:
1) توجه إلى الله بالدعاء، وصلّ بالليل والناس نيام، واسأله سبحانه أن يصلحها لك، وأكثر من الإلحاح على الله عز وجل، أن يصلحها لك، وجدد نيتك في كل ما تقوم به على أنه من باب الدعوة إلى الله.
2) اعلم أن قرار تركها، هو القرار السهل الذي لا عناء فيه، وأن قرار الإبقاء عليها والإصرار على إصلاحها، هو القرار الصعب، الذي يحتاج إلى جهد كبير، والخيار لك، والأمر بيدك أنت، والقرار قرارك. فإذا قررت الاستمرار في السباق فعليك بما بعده.
3) أرسل إليها والدتك أو أختك أو بعض محارمك، ليجلسوا معها، ويوضحوا لها أنك راغب في الزواج منها، والارتباط بها كزوجة، غير أنك تتحفظ على عدد من الأمور وهي: الاستماع إلى الأغاني، والعصبية، و...إلخ، وليطلبا منها ترك هذه المخالفات والسلوكيات.
4) فإن عاد إليك محارمك يؤكدن استجابتها لحديثهن، وتجاوبها مع طلباتهن، وامتثالها لنصائحهن، على أن تتأكد منهن أنها فعلت هذا عن قناعة، فتوكل على الله وامض في أمرك، وخذ خطوة للأمام، كعقد القران أو البناء بها، لينكسر المانع الشرعي، الذي يحول دون جلوسك معها مباشرة، وتعليمها وتربيتها والاجتهاد في ترقيتها إيمانيًا، وضبط سلوكياتها وتصوراتها وفق الشريعة الإسلامية.
5) وإن رجعن إليك (محارمك) يقطعن لك بأنها رافضة لحديثهن، وغير متجاوبة مع مطالبهن، مصرة على ما هي عليه من أمور، فليس أمامك سوى تركها، والبحث عن زوجة غيرها تتوافر فيها الشروط التي تتفق مع دينك وقيمك ومفاهيمك الإسلامية.


6) اعلم أن البنات الصالحات، والفتيات الملتزمات، كثيرات، وكل ما عليك أن تحدد مواصفات الزوجة التي ترغب أن تشاركك الحياة، وتكون لك عونًا على طاعة الله، تحفظ لك عرضك وبيتك ومالك وولدك، ثم تكلف والداتك أو أختك الكبرى أو بعض محارمك، كعمتك أو خالتك أو ....، ممن تثق في فهمهن وخبرتهن وقدرتهن على الفرز والتمييز.
7) وليسهل عليك الأمر، فإن هناك بيوتات تشتهر بالإيمان، وتتصف بالحياء، وتعرف بالعفة والطهارة، والتمسك بالإسلام اسمًا ورسمًا، وهذه البيوت هي الأولى بالطرق، والأجدر أن تجد بها بغيتك وطلبك، بدلا من البحث في المشاع، وتعريض نفسك لاحتمالات قد لا تحمد عقباها، وحتى لا تصطدم بزوجة لا تعرف عيوبها ولا تكشف مثالبها إلا بعد فوات الأوان.
8) وفي كل الأحوال، بعد الزواج يجب عليك أن تجتهد أن تدرس شخصيتها جيدًا، وذلك من خلال النقاش معها في القضايا العامة، بأن تطرح عليها بعض الأسئلة بطريقة غير مباشرة، وتنصت لردودها، وبهذا يمكنك أن تتعرف شيئًا فشيئًا على أفكارها وتصوراتها. وتعرف على موقفها من القواعد العامة الكلية، كصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، السعادة الدنيوية في اتباع الشريعة الإسلامية، ابتعاد الأمة عن منهج الله سبب الشقاء الذي تعاني منه، ... إلخ.


5) حدد مواضع الخلل في فكرها وتصورها للأشياء، ورأيها فيما يقع على الساحة من أحداث، لتتعرف على طريقة تفكيرها، وتفسيرها للأمور، وبهذا يمكنك الوقوف على مواطن الخلل في شخصيتها، وتعرف ما تحتاجه من مفاهيم وتصورات لتصحيح مفاهيمها.
10) التزم هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في الدعوة: بأن ترفق بها، ولا تشد عليها، ولا توجه لها نقدًا مباشرًا لما تقوم به، ولا توجه إليها أحكامًا تجعلها تفزع عن استماع الهدي. كن لها أستاذًا ومربيًا وموجهًا. ضع لها برنامجًا شاملاً ومتنوعًا للإصلاح، وفر لها مجموعة من الأسطوانات المدمجة، أو أشرطة الكاسيت، أو الكتيبات الصغيرة المركزة، لكبار ومشاهير الدعاة، وهم يتحدثون حول مواطن الخلل التي رصدتها لديها، بطريق غير مباشر، وذلك من باب إعلامها بالحق، وتعريفها بموقف الإسلام من هذه الأمور.
وختامًا؛ نسأل الله (عز وجل) أن يتقبل منك نيتك الطيبة، وأن يثيبك عنها خيرًا، وأن يصلح لك خطيبتك، وأن يعينك على دعوتها لخصال الخير، وأن يختار لك الخير، ويقدره لك، كما نسأله سبحانه أن يصرف عنك كيد الشيطان ومكره.. اللهم آمين.. وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.57 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]