عرض مشاركة واحدة
  #271  
قديم 08-04-2008, 02:56 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع .... فر من المجذوم فرارك من الأسد

هذه حقائق علمية لم تكتشف إلا في القرن العشرين الميلادي، ما كان يعلمها الناس قديماً، وإذا رددنا الأمر إلى علم الإنسان فهناك عدوى بين بعض الأمراض يجب الاحتراس والحذر منها، فإننا لا ندري هل تسبب بعض هذه الحالات من العدوى مرضاً، أو إنها تصير لا (عدوى).. أما إذا رددنا الأمر إلى الله تعالى فالعدوى إن شاء الله تعالى لها أن تصير مرضاً، وإن شاء الله تعالى لها ألا تسبب مرضاً فتصير (لا عدوى ).. الأمر في ذلك – وفي كل شيء في الوجود – معلق بإرادة الله عز وجل، فهو الذي يسير كل شيء في الكون، وهو الذي إذا أراد شيئاً أن يكون كان.. وإذا أراد شيئاً لا يكون.. وهو القائل عز وجل: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس: 82]، وهذا هو الفهم العلمي لحقيقة العدوى من الأمراض، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى )، وفي آخر الحديث قال: (وفر من المجذوم فرارك من الأسد )، وقال أيضاً: (لا يوردن ممرض في مصح ).
أدلة أخرى على نفي وجود العدوى وإثبات وجودها:
بالإضافة إلى الأدلة العلمية السابقة، هناك دليل آخر.. وهو في قضية حامل الميكروب.. فكثيراً ما نجد إنساناً قد أصيب العدوى بميكروب مرض ما، مثل ميكروب التيفويد، أو ميكروب الالتهاب السحائي الوبائي، ولكن لا تظهر عليه أي أعراض مرضية، وغالباً ما يصير ذلك الإنسان حاملاً للميكروب المرضي وليس مريضاً.. ولكنه يكون مصدر العدوى لغيره من الأصحاء الآخرين.. في مثل هذه الحال تكون هناك عدوى لا شك ولكنها لا تحدث مرضاً.. إلا أن حامل المرض يكون خطراً على الأصحاء.
إذن فهناك عدوى لا شك في ذلك.. وعلى هذا المستوى من العلم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس: (لا يوردن ممرض على مصح ).. ويقول أيضاً: (وفرّ من المجذوم فرارك من الأسد )، إلا أن هناك عوامل أخرى كثيرة تجعل العدوى بجراثيم الأمراض كأن لم تكن.. أو لا تحدث لمن انتقلت إليه مرضاً – مثل حامل الميكروب – إذن، فمن العدوى ما يكون دواء – كما في حالات التطعيم – ومن العدوى ما يكون داء.
إن القول بأن العدوى بميكروب المرض هو السبب الوحيد في إحداث المرض، قول يدل على جهل قائله بأسرار الحقائق العلمية.. وفيه ضلال، لأن فيه إنكار لفطرة الخلق، ونسياناً، أو تناسياً، لمشيئة الله تعالى وأمره في خلقه.. من الذرة إلى المجرة، ومن الميكروب إلى الإنسان.. فليس الأمر بيد الميكروب.. فالميكروب ليس له من أمره شيء.. وليس له إدراك أو مشيئة.. بل هو مخلوق مصير تماماً بأمر ربه ومسخر تماماً لمشيئة الله عز وجل – وهذه حقيقة لا شك فيها ولا ينكرها عاقل، إذن فالأمر كله في العدوى تكون أو لا تكون معلق بأمر الله ومشيئته.. وإليه يرجع الأمر كله.. وهو القائل عز وجل: { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ } [الأعراف: 54]، هو القائل: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [التكوير: 29]، {وهو القائل أيضاً: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى } [الأنفال: 17].
من هذا المستوى من الفهم يمكن أن ندرك المغزى العلمي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم فرارك من الأسد )، فإننا إذا ناقشنا إنساناً فاهماً نقول له: إنك لو رددت الأمر إلى الحق المطلق لن تجد عدوى.. فيقول: هذا صحيح تماماً، ولكن أعطني دليلاً ملموساً.. كيف لا تكون عدوى لمرض السل أو الجرب مثلاً ؟ فنقول له: إنك تنظر إلى الحالات الفردية والتي تراها.. وإلى الأسباب والنتائج التي تشاهدها.. ولكنك لو غصت وراء الحقيقة، وفي أعماقها، لظهر أمامك سؤال هام: من أعدى هذا المريض بالسل، فيقال لك: مريض آخر سبق بالمرض.. فنقول: ومن أعدى ذلك السابق ؟ فيقال لك: مريض أسبق منه.. فنقول له: إذن، تسلسل معي إلى الماضي البعيد جداً.. حتى نصل إلى أول إنسان أصيب بالسل، أو الجرب، مثلاً لم يكن إنسان قبله مصاباً لا بالسل ولا بالجرب، واسأل: من أعدى هذا الإنسان ؟ فيقال لك: لا أحد.. فتبرز أمامك حقيقة لا شك فيها: إنه لا عدوى بصفة قطعية.. ونجد كل هذا في الحديث النبوي الشريف.. فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر )، فقال أعرابي: فما بال الإبل تكون كالظباء في الرمال، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (فمن أعدى الأول )، أي فمن أعدى أول بعير أصيب بالجرب في الماضي البعيد جداً حيث لم تصله أي عدوى أصلاً.. دائماً كانت إرادة الله وأمره دون وجود أية أسباب.
العدوى من الجذام:
الجذام مرض مزمن، أصيب به الإنسان منذ العصور القديمة، ويغلب على الظن أن الهند هي موطنه الأصلي، وانتشر إلى جنوب شرق آسيا، وشمال استراليا، وإفريقيا الاستوائية كلها.. ومن الهند انتشر في أوروبا منذ أكثر من ألفي عام عن طريق جيش الاسكندر الأكبر (سنة 326 ق.م)، ولم يكتشف ميكروب الجذام إلا سنة 1873م.. ولا يعرف الأطباء حتى اليوم طريق العدوى بميكروب الجذام.. والرأي السائد الآن أن العدوى به تحدث عن طريقة ملامسة جلد المريض مرات عديدة ومتكررة ولزمن طويل.. لذلك يظهر في المخالطين للمريض.. إلا أنه لا يظهر إلا في 1% فقط من المخالطين.. مما يدل على أن ملامسة جلد المريض لا تنقل العدوى إلا بعد زمن طويل، ولا ينقل ميكروب المرض عن طريق الطعام أو الشراب، لأنه ميكروب ضعيف جداً، ولو وصل إلى المعدة لقتل فوراً في الوسط الحامضي للمعدة..
من هنا نفهم المغزى العلمي في السنة النبوية ولماذا تجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصافحة مريض الجذام، فقد أخرج مسلم عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم (إنا قد بايعناك فارجع)، وفي يوم آخر أكل مع مريض آخر بالجذام في قصعة واحدة وقال له: (كل ثقة بالله وتوكلاً عليه )، ولقد علمنا في عصر العلم الحالي أن الجذام لا ينتقل عن طريق تناول الطعام.. فليس هناك تعارض بين أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المجذوم، كما تخيل العلماء قبل العصر الحالي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وفر من المجذوم فرارك من الأسد )، فما هو الفهم العلمي لذلك ؟ بعض أنواع الجذام الشائعة، تحدث تشوهاً بالوجه... فيغلط الجلد، وترتفع الجبهة، ويسقط الشعر عن الوجه والحواجب.. وفي القرن التاسع عشر (سنة 1847) كان أول وصف لمريض الجذام هو ما كتبه الطبيبان دانيال وبويك، وقالا في وصفهما بالكلمة الواحدة: (إن وجه مريض الجذام يشبه وجه الأسد )، ولم يوصف وجه مريض الجذام بهذا الوصف أبداً قبل سنة 1847.. إلا أننا نلاحظ أن رسول الله ص ذكر هذا الوصف العلمي في قوله (وفر من المجذوم فرارك من الأسد )، ونتعجب من كلمات الحديث النبوي في اختيار لفظ (الأسد )، ولماذا لم يقل مثلاً: وفر من المجذوم فرارك من الوحش، أو فرارك من الأفعى، ولكنه اختار لفظ (الأسد)، لقد حدث ذلك لتصف كلمات الحديث النبوي الشريف الموصوف وصفاً يجمع المعنى والصورة، ويصور المظهر أيضاً، كل ذلك في كلمة واحدة مما يعجز عن قوله البشر مما يدل على أنه وحي من الله تعالى لرسوله.. ولم يتطرق أحد من المفسرين للحديث النبوي لهذا الوجه من الإعجاز العلمي فيه، فلم يلاحظ أحد من الأطباء أن وجه مريض الجذام يشبه وجه الأسد قبل سنة 1847م في كتب الطب.. ويصف الأطباء وجه مريض الجذام (Leonine face) يعني (وجه الأسد ) ولكن الحديث النبوي سبق بالعلم في ذلك.. ولا يقبل عقلاً أن يكون هذا الحديث الشريف اجتهاداً من الرسول صلى الله عليه وسلم كبشر، كما ادعى ابن خلدون ومن وافقه من المفكرين، جهلاً منهم بالعلم في ذلك.
صورة لوجه أسدصور لشخص مصاب بالجذام
وميكروب الجذام لا يعقل ولا يدرك ولا يعي.. وكذلك خطوط الدفاع والمناعة في الجسم، إذن فالعدوى تكون أو لا تكون، أمر بيد الله وحده.. وإذا رددنا الأمر إلى الحق المطلق، ما وجدنا إلا أمر الله وقدرته ومشيئته.. إن شاء جعل ميكروب الجذام عدوانياً، وبذلك تتحقق العدوى – وإن شاء جعل الميكروب في منتهى الضعف فيقدر على إحداث المرض في إنسان آخر، وبذلك تصير العدوى لا عدوى.
لا عدوى وطيرة ولا هامة ولا صفر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا عدوى ).. وقد تحدثنا من قبل عن بعض المعاني في هذه العبارة من الناحية العلمية.. إن العدوى من مريض بمرض معد أمر نعرفه في حياتنا اليومية.. والعدوى قد تسبب مرضاً.. إذن فالعدوى (سبب )، والمرض (نتيجة)، والنتائج مترتبة على الأسباب في نظرنا نحن كبشر.. (نأخذ العلاج فتشفى )، العلاج (سبب والشفاء (نتيجة)، (اعمل في السوق في التجارة اكسب مالاً )، فالتجارة (سبب ) وكسب المال (نتيجة).. إلا أن النتائج في حقيقتها غير مترتبة على الأسباب، والله عز وجل بيده الأسباب والنتائج جميعاً، يصرفها كيف يشاء.. فقد يحقق نتيجة بدون سبب.. نجد ذلك في قوله تعالى عن السيدة مريم عليها السلام: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا } [مريم: 25]، فتساقط الرطب نتيجة هز النخلة بيد مريم (سبب )، والحقيقة أن السيدة مريم لم يكن في استطاعتها هز جذع النخلة.. الأمر الذي لا يقدر عليه إلا عصبة من الرجال.. إذن، (فالنتيجة) ههنا غير مترتبة على (سبب)، وقياساً على ذلك فإننا إذا قلنا إن المرض المعدي لا بد من عدوى تسببه، نقول إن ذلك في اعتقاد البشر.. أما إذا رددنا الأمر إلى قدر الله تعالى، فلا عدوى... وأخرج الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يعدي شيء شيئاً ).
وإذا تساءلنا عن ذلك يجيبنا حديث نبوي آخر أخرجه الترمذي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر، خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه)، مما تقدم نفهم الحقيقة الكبرى المعلقة بإرادة اله تعالى وأمره (لا عدوى )، أي (لا عدوى ) بالمعنى الذي يفهمه الناس.
لا طيرة: الطيرة هي التشاؤم، وكانت العرب في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر، أطلق الطير في الجو، فإذا طار الطير يميناً، أقدم إلى ما عزم عليه، وإذا طار الطير يساراً، تشاءم ورجع عما عزم عليه، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة هذه وقال (لا طيرة ) أي لا أساس لها من الصحة.
ولا هامة: كان العرب في الجاهلية تقول إذا قتل رجل ولم يؤخذ بثأره، خرجت من رأسه دودة، أي هامة، فتدور حول قبره، وتقول: (اسقوني اسقوني )، ولا تزال تفعل ذلك حتى يؤخذ بثأره(4)، فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس قال (لا هامة ) أي لا أساس لها من الصحة.
ولا صفر: كان العرب في الجاهلية يعتقدون أن في البطن دوداً يهيج عند الجوع، وربما قتل صاحبه، فنهى رسول الله ص عن الاعتقاد في هذا التصور الخاطئ.
التفسير الإيماني لأحاديث العدوى:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم فرارك من الأسد )، اعتقد ابن خلدون ومن نقل عنه من العلماء القدامى والمحدثين، أن في هذا الحديث تعارضاً، لأن أوله نفي لحدوث العدوى وآخره إثبات لوجودها.. وبالتالي اعتقدوا أنه حديث لا يؤخذ به لأنه كان ظناً من الرسول، بصفته بشراً يجوز عليه الخطأ.. ولم يكن وحياً من الله تعالى له، وهكذا وضعوا علمهم الناقص حكماً على العلم المطلق في الوحي الإلهي، فأخطئوا خطأ عظيماً.
وقال ابن خلدون ما قاله.. وقال من نقل عنه ما قالوه بسبب جهلهم بحقيقة العدوى.. وبحقائق علم البكتريا.. تلك الحقائق التي لم يكتشفها العلماء إلا حديثاً. وبسبب تأثرهم بالفلسفة اليونانية القديمة.. ونسوا أن هذا الحديث لو قاله أي إنسان غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان متناقضاً حقاً.. لماذا ؟ لأن أي إنسان غير رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تحدث بحديث، فهو يتحدث لإنسان معين أو لقوم معينين، وفي موضوع معين، له ظروف معينة، وله زمن معين، وينقل معلومة محددة لا تحمل معنى آخر.. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو إذ يتحدث، إنما يتحدث بوحي من ربه، أو بإلهام النبوة الذي خصه الله تعالى به دون سائر البشر.. وهو صلى الله عليه وسلم إذ يتحدث، لا يتحدث لفرد معين، ولا لمجتمع معين، ولكن الناس كافة، كما قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا } [سبأ: 28].. ويتحدث صلى الله عليه وسلم لا لمستوى واحد من الفهم والعلم.. ولكن يتحدث للبشر جميعاً، على اختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية والإيمانية، ويتحدث لا لزمن معين ولا لعصر معين.. ولكنه صلى الله عليه وسلم يتحدث للبشر جميعاً في كل عصر من العصور وإلى يوم القيامة.. فالوحي الإلهي في القرآن، والحديث النبوي، يعطي للناس كافة في كل عصر وزمان ومكان، وعلى اختلاف مستوياتهم، علماً وفهماً وبياناً – كل إنسان يفهم منه قدراً معيناً من العلم حسب مستواه الفكري والثقافي والإيماني.
ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم فرارك من الأسد ) نجد أنه يوجه أول حديثه للمؤمن العارف بربه، الذي يعلم يقيناً أن أمراً في هذا الوجود لا يحدث إلا بإرادة الله تعالى وأمره وقدره، فيوق له (لا عدوى ).. ويوجه الجزء الأخير من الحديث الشريف للإنسان الذي لم يصل إلى هذا المستوى من العلم والإيمان فيقول له: (وفر من المجذوم فرارك من الأسد )، كما يقول له (لا يوردن ممرض على مصح).
إن أسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلوب بلاغي معجز يعطي الناس جميعاً هداية وعلماً على اختلاف فهمهم وإيمانهم وعلمهم، وأحاديثه ليست مثل أحاديث غيره من البشر.. والأحاديث التي تثبت نسبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هي وحي من الله تعالى له – سواء كانت تتحدث عن أمور الدين أو أمور الدنيا – وإن لم تكن وحياً صريحاً لهي من إلهام النبوة الذي خص الله تعالى رسوله به دون سائر البشر.. وهو نوع من الوحي أيضاً.. والرسول صلى الله عليه وسلم لا يتحدث إلا صدقاً، ولا ينطق إلا حقاً ولا يتكلم إلا وحياً.. وما ينبغي لابن خلدون أو غيره من الناس، قديماً أو حديثاً، وهم مهما بلغ علمهم لم يصلوا إلى العلم كله.. ولا ينبغي لهم – وهم ناقصوا علم – أن ينصبوا أنفسهم حكاماً على العلم الكامل في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إنهم بذلك أخطئوا.. والخطأ هنا خطيئة.. وجهل كبير..
أ.د. أحمد شوقي إبراهيم.
============
[1]وقال: إنه لا تعارض في الأحاديث الشريفة، وإنما لكل منها وجه من وجوه العلم.
(2) يقول الشاعر الجاهلي:
يا عمرو لا تدع شتمي ومنقصتي أضربك حتى تقول الهامة اسقني
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.03 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]