عرض مشاركة واحدة
  #395  
قديم 08-04-2020, 06:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

الحلقة (394)
تفسير السعدى
سورة النمل
من الأية(80) الى الأية(86)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة النمل



" إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين " (80)
" إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ " أي, حين تدعوهم وتناديهم, وخصوصا " إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ " فإنه يكون أبلغ في عدم إسماعهم.
" وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون " (81)
" وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ " كما قال تعالى: " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " .
" إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ " أي: هؤلاء الذين ينقادون لك, هم الذين يؤمنون بآيات الله, وينقادون لها بأعمالهم, واستسلامهم كما قال تعالى: " إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ " .


" وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " (82)
أي: إذا وقع على الناس, القول الذي حتمه الله, وفرض وقته.
" أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً " خارجة " مِنَ الْأَرْضِ " أو دابة من دواب الأرض, ليست من السماء.
وهذه الدابة " تُكَلِّمُهُمْ " أي: تكلم العباد " أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ " أي: لأجل أن الناس ضعف علمهم ويقينهم بآيات الله.
فإظهار الله هذه الدابة, من آيات الله العجيبة, ليبين للناس, ما كانوا فيه يمترون.
وهذه الدابة, هي الدابة المشهورة, التي تخرج في آخر الزمان, وتكون من أشراط الساعة, كما تكاثرت بذلك الأحاديث, لم يذكر الله ورسوله, كيفية هذه الدابة.
وإنما ذكر أثرها والمقصود منها وأنها من آيات الله, تكلم الناس كلاما خارقا للعادة, حين يقع القول على الناس, وحين يمترون بآيات الله.
فتكون حجة وبرهانا للمؤمنين, وحجة على المعاندين.

" حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون " (83)
يخبر تعالى عن حالة المكذبين في موقف القيامة, وأن الله يجمعهم, ويحشر من كل أمة من الأمم فوجا وطائفة " مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ " .
يجمع أولهم على آخرهم, وآخرهم على أولهم, ليعمهم السؤال والتوبيخ واللوم.
" حَتَّى إِذَا جَاءُوا " وحضروا, قال لهم, موبخا ومقرعا: " أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا " العلم, أي: الواجب عليكم التوقف, حتى ينكشف لكم الحق, وأن لا تتكلموا إلا بعلم.
فكيف كذبتم بأمر لم تحيطوا به علما؟ " أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " أي: يسألهم عن علمهم, وعن عملهم, فيجد عليهم, تكذيبا بالحق, وعملهم لغير الله, أو على غير سنة رسولهم.

" ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون " (85)
" وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا " أي: حقت عليهم كلمة العذاب بسبب ظلمهم, الذي استمروا عليه, وتوجهت عليهم الحجة.
" فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ " لأنه لا حجة لهم.

" ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون "(86)
أي: ألم يشاهدوا الآية العظيمة, والنعمة الجسيمة, وهو تسخير الله لهم الليل والنهار.
هذا بظلمته, ليسكنوا فيه ويستريحوا من التعب, ويستعدوا للعمل.
وهذا بضيائه, لينتشروا فيه في معاشهم وتصرفاتهم.
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " بكمال وحدانية الله وسبوغ نعمته.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.22 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.16%)]