عرض مشاركة واحدة
  #1475  
قديم 14-12-2013, 09:10 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


يتبـــــع الموضوع السابق ( 4 )

إسماعيل أدهم، ذلك المغرور المنتحر



ومع ذلك نرى كاتبنا المغرور يعلق على هذا بقوله: "الواقع أن أينشتين في مثاله انتهى إلى وجود شيء غامض وراء نظام الكِتَاب عبر عنه بعقل صاحبه (مؤلفه). والواقع أن هذا احتمالٌ محضٌ، لأنه يصح أن يكون خاضعا لحالة أخرى ونتيجة لغير العقل. ومَثَلنا عن المطبعة وحروفها وإمكان خروج الكتب خضوعا لقانون الصدفة الشامل يوضح هذه الحالة. أما ما يقول السير جيمس جينز فرغم انه أخطأ في اعتباره الرياضة طبيعة الأشياء لأن نجاح الوجهة الرياضية في ربط الحوادث وتفسير تصرفاتها لا يحمل على أن طبيعة الأشياء رياضية، بل يدل على أن هنالك قاعدة معقولة تصل بينه وبين طبيعة الأشياء. فالأشياء هي الكائن الواقع، والرياضيات ربط ما هو واقع في نظام ذهني على قاعدة العلاقة والوحدة. وبعبارة أخرى أن الرياضيات نظام ما هو ممكن والكون نظام ما هو واقع، والواقع يتضمنه الممكن، ولذلك فالواقع حالة خصوصية منه. ومن هنا يتضح أنه لا غرابة في انطباق الرياضيات على الكون الذي نألفه، بل كل الغرابة في عدم انطباقها لأن لكل كون رياضياته المخصوصة، فكون من الأكوان مضبوط بالرياضيات شرط ضروري لكونه كونا. من هنا يتضح أن السير جينز انساق تحت فكرة السبب والنتيجة كما انساق أينشتين إلى التماس الناحية الرياضية في العالم، وهذا جعلهما يبحثان عن عقل رياضي وراء هذا العالم. وهذا خطأ لأن العالم إن كان نظام ما هو واقع خاضعا لنظام ما هو ممكن، فهو حالة احتمال من عدة حالات، والذي يحدد احتماله قانون الصدفة الشامل لا السبب الأول الشامل".
والحق أن قول صاحبنا، بخصوص ما انتهى إليه أينشتاين من وجود شيء غامض وراء نظام الكتاب هو عقل صاحبه (مؤلفه)، إن "هذا احتمال محض، لأنه يصح أن يكون خاضعا لحالة أخرى ونتيجة لغير العقل. ومثلنا عن المطبعة وحروفها وإمكان خروج الكتب خضوعا لقانون الصدفة الشامل يوضح هذه الحالة"، هذا القول هو سفسطة محضة لأنه يستثنى بذلك حالة الكِتَاب من النظام الكونى الشامل الذى يقوم على أن وراء كل مسبَّبٍ فى هذا الكون سببًا، ووراء كل موجود مُوجِدًا، وهو ما لا يمكن أن يوافقه عليه أى صاحب عقل يحترم نفسه! وإلا فليأت لى سيادته بمثال واحد عثر هو أو غيره فيه على كتاب تألف من تلقاء نفسه. ثم من يا ترى الذى خلق قانون الصدفة هذا؟ وحتى لو كانت نظرية الاحتمالات بالمعنى الذى يقصده هنا ويبنى عليه إلحاده صحيحة، وهى غير صحيحة كما وضحنا حين قلنا إن هذه النظرية تقتضى أن يكون وراءها كائن يخلقها وينظِّم كونه على أساسها، فما الذى يجعلنا نترك الاحتمال الذى لا نعرف سواه لأننا لم نر سواه، ونتشبث باحتمال لم نَخْبُره ولم يمرّ بنا فى تجربة من تجارب الحياة، وإنما نفترضه افتراضا ونعرف أنه (إن صح، وهو لن يصح كما قلنا) فإنه يحتاج إلى ملايين السنين، وربما لا يتحقق رغم ذلك كله بعد مرور تلك الملايين من السنين؟ إن العناد هو وحده الذى يسيِّر عقل أدهم هنا فيجعله يترك الطريق الواضح اللاحب المعبَّد المطروق الذى يوصِّل سالكه إلى غايته، إلى طريق مهلك فى بيداء مُعَمّاة متناوحة المسافات من يحاول اجتيازها يهلك ولا يعود كرة أخرى!
ومن الغرور الشائن أن يختم كاتبنا الصغير المتهور كلامه فى الإلحاد بقوله: "إن الصعوبة التي أرى الكثيرين يواجهونني بها حينما أدعوهم إلى النظر إلى العالم مستقلا عن صلة السبب والنتيجة، وخاضعا لقانون الصدفة الشامل تُرَدّ إلى قسمين: الأول لأن مفهوم هذا الكلام رياضي صرف، ومن الصعب التعبير في غير أسلوبها الرياضي ، وليس كل إنسان رياضي عنده القدرة على السير في البرهان الرياضي. الثاني أنها تعطى العالم مفهوما جديدا وتجعلنا ننظر له نظرة جديدة غير التي ألفناها. ومن هنا جاءت صعوبة تصوُّر مفهوماتها لأن التغير الحادث أساسي يتناول أسس التصور نفسه". ووجه الغرور هنا هو أن كلامه يطول اثنين من كبار علماء الرياضيات فى العالم فى عصرنا هذا الحديث، أى أنه يرى هذين العالمين أصغر منه وأعجز عن أن يجاريا عقله هو الذى يمكنه أن ينظر إلى المسألة من الناحية الرياضية لأنه مؤهل لمثل ذلك النظر الرياضى، على حين أنهما لا يمكنهما ذلك، إذ هما أضعف من هذا. وأى غرور أسمج من هذا الغرور؟ لقد كان بمستطاعه أن يقول مثلا إننى لا أستطيع أن أرى الأمر على غير ما قلت، أما أن يقول ما معناه أن هذين العالمين وأشباههما غير قادرِين على ما يقدر هو عليه فسخفٌ ومَعْيَلَةٌ وقلة عقل، إن لم تكن قلة شىء آخر أيضا!
أما قوله: "ولهذه الأسباب وحدها كانت الصعوبة قائمة أمام هذه النظرة الجديدة ومانعة الكثيرين الإيمان بها .أما أنا شخصيا فلا أجد هذه الصعوبة إلا شكلية، والزمن وحده قادر على إزالتها. ومن هنا لا أجد بدا من الثبات على عقيدتي العلمية والدعوة إلى نظريتي القائمة على قانون الصدفة الشامل الذي يعتبر في الوقت نفسه أكبر ضربة للذين يؤمنون بوجود الله" فلا أسوق فى الرد عليه أكثر من أنه لم يستطع أن يستمر فى هذا الإلحاد الذى كَذَبَ فزعم أنه يزوّده بسكينة لا يعرفها أكثر المؤمنين إيمانا، فبَخَعَ نفسه ووضع حدا لحياته تلك البائسة التاعسة التى كانت خير تكذيب لكل ما زعم وافترى! والعجيب بعد ذلك كله أن نقرأ له، فى الكلام عن الزهاوى وكيف تحول أولا من الإيمان بالله إلى الإلحاد ثم عاد ثانية إلى الإيمان بالله عن طريق النظر فى الكون ووحدة قوانينه، أن "هذه العقيدة التى يقيم عليها الزهاوى صرح تصوفه (يقصد إيمانه بالله) فى الواقع أساسية فى التفكير العلمى، وهى مستمدة أصولها من مطالعات الزهاوى للمؤلفات الرياضية التى كانت تنقل إلى التركية عن الفرنسية" (من الصفحات الأولى من كتاب أدهم عن الشاعر جميل صدقى الزهاوى). والله إن هذا لأمر يطير البرج من العقل. إن أدهم لا يثبت على شىء، فهو يقول كلاما، ثم سرعان ما ينبذه ويقول كلاما سواه، لينبذه بدوره ويردد كلاما آخر... وهكذا دواليك. وهنا نرى أن الرياضيات كانت أساس الإيمان الجديد عند الزهاوى، وكانت هى ذاتها قبلا أساس الإلحاد عند أدهم! وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فإن الزهاوى الذى أعجب أدهم لدرجة الكتابة عنه تمجيدا له كان ملاينا (إن لم نقل: ممالئا) للإنجليز، فى الوقت الذى كان يهاجم كثيرا من مقدسات الأمة. فهم كلهم، كما ترى، مجبولون من نفس الطينة!
على أنه لا بد من لفت نظر القراء الكرام إلى أن أدهم لم يكن ضد الإسلام فحسب، بل كان ضد الوطنية أيضا. وقد نشر كتابه: "من مصادر التاريخ الإسلامى" (وهو الكتاب الذى يهاجم فى مفتتحه الوطنية والدين جميعا) فى مصر، فما معنى ذلك؟ معناه أنه، وهو الذى يقول إنه كان يعمل ساعتها فى روسيا وكيلا لمعهدِ لا أدرى ماذا للدراسات الشرقية، لم يجد إلا مصر ليبث منها دعوته هذه العجيبة والمريبة. يقول ملحدنا المخلول العقل تحت عنوان "الإهداء": "إلى أحرار الفكر: إلى الذين حرروا الفكر من قيوده، وجاهدوا فى سبيل تحرير العقل الإنسانى من الأساطير الدينية والمزاعم الوطنية والذين أخذوا بيد الجماعات الإنسانية إلى الحياة الصحيحة أُهْدِى هذا الكُتَيّب لعلهم يجدون فيه نظرة حرة بعيدة عن تعصب الدين وجموده" (مطبعة صلاح الدين الكبرى/ القاهرة). إذن فالمسألة لم تكن إلحادا فحسب، بل خداعا للناس فى بلادى لخلعهم فى هدوء، وتحت اسم حرية الفكر الكاذبة، حتى من وطنيتهم. ترى ماذا يتبقى لنا بعد هذا وذاك؟
ولماذا، إذا كان هذا الدجال صادقا فى دعوته تلك، لم يَدْعُ بها وينشرها فى روسيا حيث يقول إنه كان يعمل يوما وحيث الحاجة إليه أقوى وأشد، إذ كان الاتحاد السوفييتى يضم بين جنباته شعوبا وأمما غير روسية يحكمها بالحديد والنار حكما يقوم على التعصب للروس والعدوان على تلك الشعوب والأمم، أو فى تركيا حيث كان مصطفى كمال يقرع طبول الوطنية كى يضرب بها النزعة الإسلامية؟ أما فى مصر حيث نشر ملحدنا كتابه ذاك التافه فقد كنا نرزح تحت احتلال البريطانيين منذ عشرات السنين، وقبلها أتانا أولئك الملاعين فى بدايات القرن التاسع عشر كى يلتهموا بلادنا، لكن الله قد شاءت إرادته أن يتأخر سقوطنا تحت سنابك خيول الأوغاد المجرمين بضع عشرات من الأعوام، وقبلها أيضا بقليل قاسينا الاحتلال الفرنسى لثلاث سنوات، وقبل ذلك بعدة قرون جاء الصليبيون إلى العالم العربى واقتطعوا فلذاتٍ من أرضه الطاهرة وظلوا ينجّسونها قرنين من الزمان حتى قيض الله لها صلاح الدين وأضرابه من حكام المسلمين الأبطال ذوى الشهامة والرجولة والعزة والمجد (لا حكام هذه الأيام الذين فقدوا، مثل شعوبهم الجبانة المستخذية، كل إحساس بالرجولة والكرامة والمجد والعزة والفخار، لعنة الله على هؤلاء وهؤلاء!) فكسحوهم إلى بلادهم كما تُكْسَح مياه المجارى وفضلاتها المنتنة، تلاحقهم لعنات الله والملائكة والجن والإنس أجمعين. فأية مزاعم وطنية جاء "أبو سُمْعَة الأصلى" لكى يحررنا منها؟ إنه لم يكن مصريا ولا عربيا لا من جهة أمه ولا من جهة أبيه، فما الذى كان يدفعه إذن للانشغال بأمرنا؟ أيرى القارئ أى فرق بينه وبين من يتبرعون الآن من الملاحدة الشيوعيين وغير الشيوعيين (ممن باعوا نفوسهم برُخْص الزُّبَالة لأعداء الملة والدين، وأخذوا يتمرغون فى أوحال العمالة والخيانة فى نذالةٍ وخزىٍ) لتوهين مشاعرنا الوطنية والدينية وتكسير روحنا المعنوية حتى لا يكافح منا مكافح ضد الهجمة الصليبهيونية التى تريد أن تمحونا من صفحة الوجود محوا؟ ألا ما أشبه الليلة بالبارحة!
ولكى يطلع القارئ على مدى إخلاص أدهم فيما كتب داعيا إلى القضاء على الوطنية أنقل له هذه الفقرة من دراسته التى سلفت الإشارة إليها عن إسماعيل مظهر (الكاتب المصرى المعروف ذى الأصول التركية): "وُلِد مظهر من أسرة تركية من سلالة هؤلاء الأماجد الذين سطروا فى سجل التاريخ صفحة رائعة بفروسيتهم وشجاعتهم، أولئك الذين نشأوا فى سُهُوب آسيا الوسطى فاستمدوا من براريها التى تمتد مع امتداد البصر طبيعتها التى لا تتصنع الإقدام مع الشجاعة والصراحة. وبهذه الصفات وحدها ملكوا العالم فى حقبة من الزمن لا تتجاوز بضع دورات من دورات هذا الفلك السيّار. ولا مُشَاحّة أن إسماعيل مظهر ورث عن أجداده المتحمسين خلال الإقدام والشجاعة وصلابة الرأى والصراحة والاستقلال المطلق والتمرد على كل شىء، وساعد على هذه الوراثة نشأتُه الحرة التى تركت لكفايته الطبيعية أن تنمو فى اتجاهها الطبيعى. لهذا خرج مظهر نسيج وحده بين المصريين"! بالضبط مثلما خرج أدهم نسيج وحده فى العبقرية بين العالمين من عباد الله أجمعين من إنسيين وجنيين! وانظر كذلك هذه العصبية للعرق الطورانى فى بداية بحثه عن الشاعر التركى عبد الحق حامد حيث يتغنى أدهم بخصائص الطورانية وكفاياتها السلالية الممتازة. وهكذا تكون الدعوة المخلصة الصادقة إلى نبذ الوطنية على الطريقة الأدهمية الباذنجانية السَّمَكِيّة اللَّبَنِيّة التَّمْرهِنْدِيّة، وإلا فلا. ألا فليفضح الله كل كاذبٍ عيّار فى أصل وجهه! ولعله سبحانه يقيّض لنا يوما من قد يكتشف أن هناك سرا سياسيا وراء انتحار أدهم، سرا له علاقة بالقوى العالمية الخفية التى تعمل على تجنيد كل من تستطيع تجنيده لمحاربة العروبة والإسلام وتمهيد الطريق أمام جيوشهم ومدافعهم لاكتساح بلادنا مثلما هو الحال فى حالة انتحار بول كراوس بعد ذلك بسنوات قلائل حسبما كتب تلميذه وصديقه د. عبد الرحمن بدوى لدى ترجمته لذلك اليهودى الغامض فى كتابه: "موسوعة المستشرقين".



يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــع


 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.07 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]