عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-09-2019, 06:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,937
الدولة : Egypt
افتراضي الإنشاء غير الطلبي

الإنشاء غير الطلبي


حسين لون بللو









الإنشاء غير الطلبي هو ما لا يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطلب[1].



وله أساليب وصيغ كثيرة؛ منها:

1- صيغ المدح والذم؛ مثل: نعم، وبئـس، وحبذا ولا حبذا.



وفيما يلي أمثلة لهذه الصيغ:

قال زهير:

نعم امرأً هرم لم تعر نائبة *** إلا وكان لمرتاع بها وزرَا[2]



قال تعالى: ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].



2- أما التعجب فيكـون قياسًا بصيغتين، ما أفعله وأفعل به، وسماعًا بغيرهما[3]؛ نحو: ﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ﴾ [البقرة: 28].



3- وأما الرجاء، فيكون بعسى، وحرى، واخلولق[4]؛ نحو: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [النساء: 84].



4- صيغ العقود؛ نحو قولك: بعت، واشتريتُ، ووهبت، وقولك لمن أوجب لك الزواج: "قبِلت هذا الزواج"[5].



5- القسم: ويكون بـأحرف ثلاثة تجر ما بعدها، وهي "الباء" و"الواو" و"التاء"، كما يكون بالفعل "أقسم"، أو ما في معناه؛ من مثل: "أحلف"، فالباء، هي الأصل في أحرف القسم الثلاثة، وهي تدخل على كل مقسم به، سواء أكان اسمًا ظاهرًا، أو ضميرًا؛ نحو: "أقسم بالله"، و"أقسم بك".



و"الواو" فرع عن الباء، وتدخل على الاسم الظاهر فقط[6]؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾ [الليل: 1 - 4].



و"التاء" فرع مـن الواو، بمعنى أنها لا تدخل على كل الأسماء الظاهرة، وإنها على اسم الجلالة فقط[7]؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ﴾ [الأنبياء: 57].



ومن صيغ القسـم التي ترد كثيرًا في الأساليب العربية "لَعَمْر" مضافة إلى اسم ظــاهر أو ضمير؛ مثل: "لَعَمر الله"، و"لعمرك"، والتقدير: لعمر الله، ولعمرك قسمي أو يميني، أو ما أحلف به، وذلك نحو قول معن بن أوس:

لَعَمْرك لا أدري وإني لأوجلُ *** على أينا تعدو المنية أولُ



وقول ابن الرومي:

لعمرُك ما الدنيا بدار إقامةٍ *** إذا زال عن نفسِ البصير عطاؤها[8]





[1] الهاشمي؛ جواهر البلاغة، عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص54.





[2] علم المعاني؛ عبدالعزيز عتيق، ص54.




[3] الهاشمي، جواهر البلاغة، ص64.




[4] الهاشمي، جواهر البلاغة، ص64.




[5] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص56.





[6] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 55.




[7] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 55.




[8] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 55.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]