الحماس لدى مدرس اللغة
أسامة طبش
إن الحماس والرغبة الشديدة في التعلُّم مطلوب لدى المتعلِّم؛ كي يكتسب اللغة ويتمكَّن منها، كما أن ذلك يقوم بدور مهم بالنسبة إليه، والأمر نفسه ينطبق على المدرس؛ حتى يَفيَ بمتطلبات مهنته، ويكون على قدر مسؤولياتها.
المدرس الذي لا يتمتَّع بهذه الخاصية سيفشل في عمله؛ لأن المتعة وقضاء وقت جميل في ممارسته لمهنته، سيُمكِّنه من أداء رسالته على أكمل وجه، وفي الميدان سيُواجه عوائق شتى، لن يتغلب عليها إلا بهذه الطاقة النفَّاثة الكامنة فيه.
المدرس الذي يملك هذه المشاعر الإيجابية، سينقلها إلى متعلِّميه، فيقضي على الركود الذي قد يسود الدروس، فتوالي الحصص ربما يُشيع شعورًا بالملل، ولتبديده، فالمدرس هو المسؤول الأول عن ذلك، باكتسابه لمهارات التواصل، وتثمين جهود المتعلمين، وفتح آفاق جديدة في مسار تعلُّمهم.
للجانب الجسدي دور مهم في التدريس، بالحفاظ على صحة الجسد، وصيانة هذا الجهاز الفاعل، وأيضًا يوجد الجانب النفسي الذي يُفعِّل قدرات الجسد، ويجعله نشيطًا وفعَّالًا ومُقبِلًا على العمل، فالاهتمام بالنفس له أهميته التي لا يجب أن تُغفَل، وبطبيعة الحال، فإن للجو الدراسي الملائم، ووجود الوسائل اللازمة، وتَحقُّق الشروط العامة لهذه العناصر الثلاث - أثرًا في إقبال المدرس وتَحفُّزه، فهي تقذف فيه رُوح العمل، وحب الدرس الذي سيُقدِّمه لمتعلِّميه بالمدرسة.
للحماس وإضفاء حب التعلُّم لدى المتعلمين فنيات، منها ما هو فطري لدى المدرس، بأن تكون طبيعته مرحة ومُنشرحة، وهذا ما يُعينه كثيرًا في تطوير إمكانيَّاته بالتدريب وتنمية شخصيته، فيتمكن من استثمار هذه الخامات في مجال عمله، بإتقان طرق التواصُل والتعامُل مع المتعلمين، وله الأخذ بإرشادات المختصين، وملاحظة زملائه والاستفادة من أساليبهم في جذب الانتباه.
إن للمدرس العديد من الصفات والسمات، وسمة الفعالية والنشاط تُيسِّر له التغلُّب على المثبطات التي يواجهها بشكل يومي، وتُمهِّد له العمل في هدوء وسكينة، كما أنها تمنح متعلِّميه الرغبة في التعلُّم، والإقبال على الدرس، وبالتالي إراحة مدرسهم.