عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 18-05-2020, 10:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان


كيف تعيش رمضان؟
مجمد حسين يعقوب
(25)

أيها الأحبة في الله ..
مشاهد العبودية في الصيام
إخوتاه ..

الاعتكاف
أهداف الاعتكاف:

(2) تحري ليلة القدر:
يكدح الإنسان في حياته من رمضان إلى رمضان اثني عشر شهرًا بأيامها ولياليها، {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [الانش قال: 6] ويبقى الإنسان المسلم في عملية أخذ وعطاء في ميدان الطاعة والمعصية، ويغفل القلب في كثيرٍ من الأحيان عن ميدان الطاعة، وتتفلت الجوارح في الخطايا، وتتكاثر الذنوب على كأهل هذا الإنسان من حيث يدري ومن حيث لا يدري، وفي واقع الإنسان المسلم الحصيف نجده مستغفرًا منيبًا إلى الله عند درايته بوقوعه في المعصية والخطأ، وهذه من سمة الإنسان؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل بني آدم خطاء، وخير الخ
طائين التوابون" (1). فتدوم توبة الحصيف ويضيع الكثير على الغافل.

وتبقى بذلك الخطايا التي لم يعلم بها، ولكن هذا الواقع لا يتوافر في حياة الكثير من مسلمي اليوم، الذين يعيشون في عصرٍ سمته الغفلة عن مرضاة الله -عز وجل-؛ وذلك لكثرة صوراف وشواغل الدنيا، وكثرة المُلْهِيَّات والمنكرات، التي أصبحت في عرف
هذا العصر من المعروف، كل هذا يستوجب على الإنسان تحَيُّن الفرص التي يقف فيها لمحاسبة نفسه، والتخلص قدر الاستطاعة من تراكم الذنوب.
ومن رحمة الله -عز وجل- بالإنسان المسلم أن أوجد له مواسم للطاعات يتقرب فيها الإنسان إلى ربه -عز وجل-، وتحط عنه من خلال هذا التقرب تلك الخطايا والمعاصي، ومن هذه المواسم شهر رمضان، وأخص ما في هذا الشهر ليلة القدر، إذ يقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (1).

ففي الاعتكاف فرصة دورية للمعتكف لمراجعة حياته السابقة، وتأمُّل ما عمل فيها من سوء، وعقد النية على عدم الرجوع إليه، والتوبة والندم عليه، والتضرع إلى الله العلي القدير أن يعفو عنه ويغفر له، وخاصةً في ليلة القدر، وأولى الناس بشهود ليلة القدر من بداية وقتها وحتى انتهائه هو المعتكف؛ لأنك تجده قابعًا في المسجد في ذلك الوقت ذاكرًا لله في جميع أحراله بمختلف أنواع الذكر متحريًا هذه الليلة المباركة.
وشعور الإنسان المسلم بمغفرة الله -عز وجل-، وأنه قد تخفف من كثيرٍ من الذنوب الت
ي أزيحت عن كاهله يعطيه نوعًا من الدافعية للانطلاق في طاعة الله -عز وجل-، ومرضاته في أعماله المختلفة، لكسب المؤيد من الحسنات التي تثقل موازينه يوم العرض على الله -عز وجل-.

(3) تعوُّد المكث في المسجد:
في الاعتكاف تدريب وتربية للنفس على تعود المكث في المساجد، الذي له أهميته في حياة الإنسان المسلم؛ فالمعتكف قد ألزم نفسه البقاء في المسجد مدة معينة، وفي شهر رمضان عادةً ما تكون ما بين تسع إلى عشر ليال يقضي وقته كله في مرضاة الله -عز
وجل-، وقد لا تَقبل النفس الإنسانية مثل هذا القيد في بداية الاعتكاف؛ ولكن عدم القبول هذا عادةً ما يتبدد سريعًا لما تلقاه النفس المسلمة من راحة وطمأنينة في بقائها في بيت الله.
ومعرفة المعتكف بأهمية بقائه في المسجد أثناء اعتكافه، وبالتالي المبادرة إلى المسجد قبل الأذان أو بعده بعد رمضان، يجعله يحرص على هذا الأمر في حياته بصورة مستمرة لأهميته التي تتجلى في الأمور التالية:
1 - رجل تعلق قلبه بالمساجد:
أن الرجل الذي يمكث في المسجد قد أحب المسجد من قلبه، وذلك الحب يجعله من الذ
ين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ففي الحديث: "ورجل قلبه معلق بالمساجد" (1).

2 - فضيلة المكث في المسجد:
أن الذي يمكث في المسجد ينتظر الصلاة له أجرُ صلاة، وأن الملائكة تستغفر له مادام
في مُصَلَّاه ولم يُحْدِث. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتابٌ في عليين" (2).
3 - فرح الله بالعبد:
فرح الله -عز وجل- باتخاذ المؤمنِ المسجدَ موطنًا يَقصد اللهَ فيه ويذكره، وهذه من النعم الجليلة من الله الجليل -عز وجل- على هذا العبد الفقير، ففي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما توطن رجلٌ مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبشَ الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم" (1).

الله أكبر!، لك أن تتصور من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطي
ل ولا تأويل تبشبش الله لك حال قدومك إليه وإقبالك عليه.
ومعرفة هذه الفضائل ضرورية بالدرجة الأولى للمعتكف؛ إذ أنها تعطيه دافعًا للاستمرار في اعتكافه بجدٍّ واجتهاد في طلب رضا الله -عز وجل-؛ حتى تستمر له هذه الحسنات والأجور.
(4) البعد عن الترف المادي:
فُتحت الدنيا على كثيرٍ من مسلمي اليوم، وتوفرت وسائل الراحة المختلفة التي كلما أَخلد إليها الإنسا
ن ازداد في طلبها، وبذلك عملت وسائل الراحة هذه في زيادة الغفلة في حياة المسلم، ويشعر في كثيرٍ من الأحيان أن وسائل العيش المترف أمرٌ أساسي في حياته لا يستطيع أن يتخلى عنه.
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوةٌ حسنة، إذ كان راضيًا من الدنيا بالكَفَاف، وهو الذي كان يعطي عطاءَ مَنْ لا يخشى الفقر، ويتمتع بالطيبات متى تيسرت من غير سَرَفٍ ولا مخِيلَة؛ ليوضح لأمته حقيقة الزهد لتستَنَّ به فيه؛ لأنه إمام الزاهدين وقدوة المؤمنين ورحمة الله للعالمين.

(1) أخرجه أحمد (3/ 198)، وحسنه الألباني
(4515) في "صحيح الجامع".
(1) متفق عليه، البخاري (35)، مسلم (760).
(1) متفق عليه، البخاري (1357)، مسلم (1031).
(2) أخرجه أبو دواد (2/ 27)، وحسنه الألباني (1288) في "صحيح أبي داود".
(1) أخرجه أحمد (2/ 328)، وحسنه الألباني (5604).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.54 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]