الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 19-02-2024, 08:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,028
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين -1209


الفرقان



العمل التطوعي سعادة
إن المتطوع في أثناء قيامه بعمله التطوعي، يجد مشاعرَ من السعادة والرضا عن النفس، والراحة النفسية بما قدَّمه من مساعدة للآخرين، وهذه السعادة والطمأنينة مطلب جميع البشر؛ فهم يبحثون عن كل ما يزيل عنهم الغم والهم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتحب أن يلين قلبك، وتُدرِك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطْعِمْه من طعامك يَلِنْ قلبُك، وتُدرِك حاجتك»؛ صحيح الجامع.
الشباب والعمل التطوعي
حث الإسلام على التطوع في الكتاب والسنة النبوية، وحثت الكثير من آيات القرآن الكريم على التطوع، قال -تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، ففي هذه الآية تجسيد لمعنى التطوع بين أفراد المجتمع المسلم. وحث على القيام بكل عمل يؤدي إلى البر والتقوى، والمجالات عديدة بين الناس سواء كانت مادية أو معنوية، كما حثت الأحاديث النبوية على التطوع في العديد من المجالات الإنسانية والاجتماعية والخيرية، وجاءت أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - بصيغة العموم في الحث على فعل الخير، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، وصدَقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمُرِ»، ويدخل في باب المعروف كل عمل يقوم به الفرد من غير إلزام، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ»، ولما كان الشّباب هم المحرّك الرّئيس للعمل والإنجاز في شتّى أنواع المجتمعات الإنسانيّة، ففئة الشّباب هي التي تمتلك الحماس المطلوب، والتّفكير المُستنير، والطّاقة البَدنيّة العالية التي تُمكِّنهم من القيام بالأعمال التي قد تعجز عنها فئات أُخرى عديدة، ومن هنا فقد ارتبطت أنواعٌ معيّنة من الأعمال بهذه الفئة، ولعلَّ أبرز هذه الأعمال؛ الأعمالُ التّطوّعيّة التي تتّسم غالبًا بالتّنظيم، وتَستهدف تحقيق إنجازات مُتنوِّعة، وخدمةِ المُجتمعِ.
مفهوم التطوع
التطوّع هو العمل أو الجهد الذي يُقدّم دون مقابل أو عوض مادي؛ بدافع تحمل مسؤولية معينة، وتقديم خدمة إنسانية للمجتمع أو البيئة، والمتطوع هو الشخص الذي يسخّر نفسه عن طواعية ودون إكراه لمساعدة الآخرين ومؤازرتهم؛ بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد الجماعي في موضوع معيّن، ويسعى العمل التطوعي لخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة؛ فالتطوع ممارسة تتطلب ثقافةً ووعياً بما يقدم لنا وللآخرين؛ لأن التطوع هو منا ولأجلنا، وهو نابع عن خلق العطاء العظيم ويعد عملاً سامياً وجميلاً، انطلاقًا من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «... فالكلمة الطيِبة يتكلم بها الرجل صدقة، وعَون الرجل أخاه على الشيء صدقة، والشربة من الماء يسقيها صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة».
الطمأنينة في الصلاة
علمني الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- «أنَّ من أهم أركان الصلاة التي يجب على المسلم رعايتها والعناية بها، الطمأنينة في ركوعها وسجودها وقيامها وقعودها؛ فكثير من الناس يصلي صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها، ولا شك أن الطمأنينة من أهم أركان الصلاة؛ فمن لم يطمئن في صلاته فهي باطلة».
حقيقة الدنيا
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: الدنيا ليست بدار مقام، وإنما هي ممر إلى الآخرة، وسوق يتزود منه المسافر زاد سفره، فتزودوا منها بالأعمال الصالحة {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (البقرة:197)؛ فما عيبت الدنيا بأكثر من ذكر فنائها وتقلب أحوالها، وهو أول دليل على انقضائها، وزوالها، فتتبدل صحتها بالسقم، ووجودها بالعدم، وشبيبتها بالهرم، ونعيمها بالبؤس، وحياتها بالموت، وعمارتها بالخراب، واجتماعها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب.
من فتاوى العلماء للشباب
- سئل الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير: من المعلوم أن الشباب أكثر حماسًا وعاطفة من غيرهم، فما نصيحتك للشباب في هذه الأحداث التي تقاسيها الأمة اليوم في الداخل والخارج؟ فقال: الشباب عليهم أن يلتفُّوا حول العلماء، وألَّا يتفرَّدوا ببعض التصرفات، وهم ينقصهم الخبرة والحنكة؛ لأنهم ما زالوا شبابًا يحتاجون إلى شيء من الخبرة، والأمور إنما تُدرك بالتجارب، والعلماء الكبار أكثر تجربة منهم.
من توجيهات النبي - صلى الله عليه وسلم - للشباب
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يولي جانبًا من توجيهاته إلى الشباب فيقول -صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه -: «يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ» ويقول - صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه -: «يا مُعاذُ أتَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى العِبادِ؟، قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، أتَدْرِي ما حَقُّهُمْ عليه؟، قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ألا يُعَذِّبَهُمْ»، ويقول -صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة رضي الله عنه وهو طفل صغير وجالت يده في الصفحة-: «يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ».
أهمية العمل التطوعي للشباب
تظهر أهمية العمل الاجتماعي التطوعي للشباب بما يحققه من نتائج كثيرة لديهم، من خلال تعزيز الانتماء الوطني، وتنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية العلمية والعملية من خلال مشاركتهم في أنشطة المجتمع المختلفة، وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة وإبداء الحلول لها.
مواقف لا تنسى من حياة الصحابة
قال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: كنت بارًّا بأمي، فأسلمت، فقالت: لتدعنَّ دينك، أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت، فتُعيَّر بي، ويقال: يا قاتل أمه، وبقيت يومًا ويومًا، فقلت: يا أماه، لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا، فإن شئت فكلي، وإن شئت فلا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت، ونزلت: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (العنكبوت: 8).
مفهوم الإحسان
الإحسان، هو الإتقان والإجادة والإتيان بالعمل على أطيب صورة وأجمل وجه، ويكون في عبادة الخالق، وفي معاملة المخلوق، والإحسان في العبادة بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، والإحسان في معاملة المخلوق بيَّنه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بقوله: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ»، ومن ثمرات الإحسان محبة الله -عز وجل-: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة:195).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]