[ابوالوليد المسلم]

إزالة الرواسب وتنقية الشوائب
نهى فرج

الأفكار والمشاعر والذكريات المخزونة في ذاكرتك داخل صندوق عقلك وقلبك - تأثيرُها مُباشرٌ عليك، ودورها رئيسي في تصرُّفاتك، وسلوكياتك، وأقوالك وأفعالك.
الرسائل الإيجابيَّة المشجِّعة والمحفِّزة لن تنساها يا ولدي حتى بعد مرور السنين.

الرسائل السلبيَّة والكلمات المحبطة، أيضًا لن تتمكَّن من التخلُّص منها، فصدَى هذه الأصوات سيُلاحقك وسيتبعك كالظِّلِّ المرافق لك.
حتَّى تتخلَّص من التأثير السلبيِّ لأيَّة تصنيفاتٍ لشخصيَّتك أزعجتك، عليك بمعرفة نفسك واكتشافها، ورؤية حقيقتك ودواخلك وباطنك.
أنت أعلم بنفسك يا ولدي، بمميِّزاتك وعيوبك.

"لا أحد يُدرك عيوبه"، عبارة قد تكون سمعتها من قبل يا بُني، ويقتنع بها البعض.
في رأيي الشَّخصي، أعتقد أنَّ هناك مَن يرى عيوبه وبوضوح، وآخرون قد يَعجِزون عن إدراك مواطن ضعفهم وسلبيَّاتهم.
أمَّا تغيير أو تقليل الصِّفات السلبيَّة ومحاولة القضاء عليها، فهذا هو المجهود والتحدِّي الأكبر الذي يجب بذله، والذي يحتاج إلى صبرٍ ووقتٍ طويل، وتدريبٍ كبير، ومحاولاتٍ عديدة.

انتهاج الصِّراط المستقيم دون ارتكاب أيَّة أخطاءٍ أو انحرافاتٍ - أمر خياليٌّ، ويستحيل حُدوثه.
فلا يوجد مَن هو بلا هفواتٍ أو زلَّاتٍ، لا يوجد إنسان دومًا على صواب ولا يفعل ما قد يندم عليه.
عليك يا بُني بتنقية هذا الصندوق كل فترة، تخلَّص مِن ذكريات الماضي السلبيَّة، وحاول أن تتناساها.
فلتقُم بتصفية الشوائب وإزالتها، واستبدل بها كلَّ ما هو مُشجِّعٌ ومُحفِّزٌ لك.