الموضوع: مملكة الرماد
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 13-12-2008, 07:02 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي


كانت القصص الكثيرة الوهمية والأساطير التي أتخمت بها مخي في سنوات عمري
جعلت من خيالي عصفورا محبوسا يحاول أن يخترق الفضاءات ويخلص من سجنه

أرى الوجوه واكمل رسمها بخيالي
أسمع أطراف الحكايات لأكمل نسجها بخيالي
كانت كل الكلمات التي أقرأها تحولني الى كائن خرافي بقدرات خرافية.

كنت أجلس أوقات طويلة في عمر المدرسة مع صديقتي أستمع الى حكايا والدها الذي توجه الى فلسطين في أحداث النكبة
كان السامع يهيء له أنه لم يكن يقف في مواجهة قصف العدو الا رجل واحد ..هو
وبمنطقه ، فإن الحرب انتهت بالخسارة لأن أحدا لم يستمع اليه
لم تكن زوجته توافقه ابدا على قصصه التي يعيد تكرارها كأنها نشيد وطني
وكانت لا تخفي مللها وتثاؤبها وتوبيخها له أحيانا

شرد ذهني كثيرا الى هذه المرأة، لم يكن من الممكن أن تتفق مع زوجها في شيء
فقط كانت تجاريه إذا رأت أنه يأكل البصل
أستغرب كيف يختلفان في كل كلمة تقال ام لا تقال
بينما تتحول معه دون اعتراض الى وجبة بصل نيء .

يكفيني استغابة لئيمة لهذه المرأة المنهكة من العمل والتعب ، بينما زوجها جالس يتمطى ببطولاته الوهمية في أرض فلسطين
معلقا على الحائط أمامه جلد ذئب يدعي أنه اقتنصه، وعلق جلده دلالة على شجاعته.
يكفي أنها كانت تصف نومه المرعب ونصف عيونه مفتوحة على بياضها بالنوم الغزلاني !


كنت أجلس وصديقتي في زاوية من الزوايا لنذاكر معا ونقرأ القصص معا ، كنت أكره رواية " الأميرة النائمة " ولا أتصور أن انام عمرا ، حتى يشرّف الأمير .
و نتضاحك على صوت شخيره القادم من الغرفة المجاورة بانتظام ورنة عالية توحي بزلزال ما ، بينما ترقد زوجته " الأميرة النائمة " في وداعة وكأنه أصابها الصمم.


ليس ثمة لعبة أتذكرها في ذلك الوقت كلعبة " سباق الصراصير "
تلك اللعبة الشريرة
نجمع صراصير الحقل ونعلق في كل منها عود ثقاب ونشعلها جميعا ، فيبدأ السباق
وتحرث الصراصير الأرض ألما،،
بينما نحرث نحن الأرض ضحكا ...


أحنّ الى تلك الأيام....
أحن الى الضحكات...
أحن الى القصص والأساطير...
أحن حتى الى صوت الشخير...


كان كل شيء في تلك الأوقات ، يغلب عليه النظام ،
حتى الشخير والضحكات والحكايا والكلام

في أيامنا هذه ، يقفز الشخص بين قناع وقناع
وخلف كل قناع ،
ألف قناع.....
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.38%)]