عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 01-09-2014, 09:20 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة


ان الصهاينة يتقاسمون مع النازيين الاسس الايديولوجية التي انبتت على معاداة السامية ، رغم انهم يوظفون تلك الاسس للوصول الى نتائج مغايرة . فمقابل العرق الآري هناك بالنسبة لهم ، العرق اليهودي الذي يعتبر نقاوة وتفوقا من غيره .
التعاون المباشر والروابط المكشوفة : إلا ان العلاقة بين النازية والصهيونية لا تقف عند التشابه والتطابق فيما يخص المنطلقات والأسس الايديولوجية ، بل تعداها الى العلاقة التنسيقية المباشرة والروابط المصلحية المكشوفة ، علما ان بان القاسم المشترك بين الحركتين يبقى هو بروزهما من صلب نفس الايديولوجية البرجوازية الامبريالية الاكثر شوفينية ورجعية .
ولقد بات مؤكدا ان الزعماء الصهاينة كانوا على صلة تنسيق مباشر مع الحكم النازي بألمانيا ، وع الحركة الفاشية بشكل عام . فمنذ الثلاثينات من القرن الماضي ، شعر الزعماء الصهاينة بان تحالفهم مع بريطانيا لم يعد كافيا وانه من الضروري البحث عن حلفاء مضمونين مع طبيعة حركتهم ومبادئها .
وهكذا استقبل الزعيم الايطالي الفاشي موسوليني الزعيم اليهودي ناحوم غولدمان وصرح له قائلا : " يجب عليكم ان تنشئوا دولة يهودية حقيقية ، وان لا تكتفوا بهذا الملجأ الحقير الذي منحكم ايّاه البريطانيون . وانني شخصيا من مؤيدي الصهيونية ، وسأساعدكم على انشاء هذه الدولة ... " .
ان هذه المساعدة التي يتحدث عنها الدكتاتور الفاشي الايطالي هي نفسها التي قدمها حلفاؤه الالمان من خلال ( تقتيل ملايين اليهود ) في مختلف البلدان الاوربية ، الشيء الذي كان يخدم موضوعيا الصهاينة ، ويعزز فكرتهم حول ضرورة تعرض اليهود للاضطهاد حتى يكونوا مضطرين للالتفاف حول الحركة الصهيونية . وهذا هو راي ناحوم غولدمان نفسه الذي يخشى " تفتيت اليهود " بشكل سريع في حالة عدم تعرضهم للاضطهاد ، وهذا ما عبر عنه بشكل واضح عندما قال : " ان التضامن هو الذي مكن من وحدة الشعب اليهودي . وحتى بالنسبة لتقتيل ملايين اليهود من طرف النازية ، لقد عاد بنتائج مفيدة تجلت في إذكاء روح التضامن والإصرار على البقاء يهوديا " . وهذا ايضا ما ترجمه النازيون في دعايتهم من خلال شعارهم المشهور " المانيا للألمان ، واليهود الى فلسطين " والذي كان يناسب تماما اهداف الحركة الصهيونية .
وفي هذا الاتجاه ، عقد النازيون مع زعماء الحركة الصهيونية سنة 1933 ، اتفاقية تحت عنوان " عملية الانتقال هافارا " ، الرامية الى تهجير اليهود من المانيا النازية نحو فلسطين ، وذلك بتمويل الحركة الصهيونية نفسها ، وهذا ما تؤكده " الموسوعة اليهودية " التي تقول : " في سنة 1934 صدرت تعليمات رسمية الى جميع السلطات المحلية في المانيا النازية تنصص على تشجيع نشاط المنظمات والشبيبة الصهيونية في المانيا بهدف تهجير اليهود الى فلسطين " .
وفي سنة 1938 ، صدرت عن الحكم النازي تعليمات اخرى تنصص على عدم مضايقة نشاط الرأسماليين اليهود ، ذلك ان هتلر كان في حاجة الى العملة الصعبة التي يجلبها الرأسماليون الصهاينة من اجل تسليح جيشه . وفي نفس الاتجاه ، صدر عن وزارة الخارجية الالمانية تعميم الى سفاراتها وهيآتها الدبلوماسية عبر العالم يقول بالنص : " ان الاهداف التي يعمل من اجلها اليهود الذين يسعون الى خلق كيان خاص بهم ، وعلى رأسهم الصهاينة ، لا تختلف في شيء عن اهداف السياسة الالمانية تجاه اليهود عامة ... " .
ولما شرع النازيون في ( التقتيل الجماعي لليهود ) ، استعانوا بالمنظمتين الصهيونيتين اللتين انشأتا في المانيا تحت رعاية النظام النازي وهما " المجلس اليهودي " و " الرابطة الامبراطورية ليهود المانيا " . وكان دور المنظمتين هو وضع لوائح اليهود الذين يتوجب قتلهم وإحصاء ممتلكاتهم واستدعائهم الى المكان المقرر لاعتقالهم ، ومطاردة من تغيب او اختفى منهم .
وهكذا فان الصهاينة قد ساهموا فعلا في جرائم النازية ، والتقت مصلحتهم مع مصلحتها في تقتيل ملايين الابرياء ، في حين نراهم اليوم يتمادون في الجريمة والاعتداء على الشعبين الفلسطيني واللبناني ، بدعوى الانتقام لهؤلاء الابرياء .
ان الحقيقة المكشوفة للعيان ان حكام اسرائيل ليسوا اولئك اليهود الاوربيين الذين نجوا من الموت في معسكرات هتلر ، بل انهم يستعملون ( الجرائم التي ارتكبتها النازية في حق اليهود ) ، للتغطية عن الجرائم التي يقومون بها هم انفسهم في حق العرب من فلسطينيين ولبنانيين . وما ممارسة التقتيل الجماعي ، مجزرة صبرا وشاتيلا مثلا ، واحتقار القانون الدولي ، وسياسة الهجوم والتوسع على حساب البلدان العربية ، والعنصرية التي رفعها الصهاينة الى مستوى عقيدة الدولة ... إلا صورة طبق الاصل للعقيدة والممارسة النازية والفاشية السيئتي الذكر .


 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.05 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (3.82%)]