عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19-01-2020, 11:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اعرفي قدرك عند ربك


المرأة بنتاً: كان العرب في الجاهلية يتشاءمون بميلاد البنات حتى قال أحد الآباء وقد بشر بأن زوجته ولدت أنثى: " والله ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء وبرها سرقة "، لا تستطيع أن تبرهم إلا بأن تأخذ من مال زوجها لأهلها، وهذا هو حال الآباء عند ولادة البنات في الجاهلية، قال - تعالى-: ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب * ألا ساء ما يحكمون) [النحل 58] فكانوا يتفننون في وأد البنات منهم من ينتظر حتى تكبر وتبلغ مثلا(ستة سنوات) ومنهم من يوؤدها حال ولادتها والشرائع القديمة أعطت الحق لأب في بيع ابنته كشريعة حمورابي، وله أن يسلمها إلى رجل آخر ليقتلها أو يملكها إذا قتل الأب ابنه الرجل الأخر وجاء الإسلام فاعتبر البنت مثل الولد هبة من الله ونعمة يهبها لمن يشاء من عباده ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير(الشورى(49، 50). وتقص علينا السنة ما هو ثواب من أحسن تربية البنات تكريم لهم ولوالديهم. روى ابن عباس عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( ما من مسلم له بنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه إلا أدخلتاه الجنة)) رواه ابن ماجة. وفى حديث عائشة رواه الشيخان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)) رواه البخاري ومسلم.
ليس للأب أن يفرق بين البنت والولد في المعاملة وليس له أن يزوجها ممن تكره ولا ترضاه وعليه أن يأخذ رأيها بموافقتها فإن كانت ثيباً فلابد أن تعلن عن موافقتها بصريح القول وإن كانت بكراً اكتفى بسكوتها، عن أبى هريرة مرفوعاً: (( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: " أن تسكت)) رواه مسلم. وإذا زوجها والدها بغير إذنها فالعقد باطل مردود، وإذا كان الأب لا يحق له تزويج ابنته ممن لا ترضاه كان من حقه عليها ألا تٌزوج نفسها إلا بإذنه، عن أبى موسى مرفوعاً: (( لا نكاح إلا بولي))، والمطلوب منه أن يتخير لها الزوج الصالح الذي يسعدها ويسعد بها: (( إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) وبذلك علم الإسلام الأب أن البنت ليست سعلة ولكنها إنسانا.
المرأة زوجة: وكيف كانت النظرة للمرأة قبل الإسلام كزوجة وما أنواع الأنكحة:
أنواع الأنكحة في الجاهلية: 1- نكاح البدل: وهو أن يقول الرجل للرجل أنزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي وأزيدك.
2 - نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها.
3 - نكاح الاستبضاع: كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها حتى يتبين حملها فإذا تبين ذلك أصابها إذا أحب ويفعل ذلك رغبة في نجابة الولد. 4- نكاح الرهط: يجتمع الرهط دون العشرة على المرأة فيدخلون عليها يصيبونها فإذا حملت ووضعت ومر عليها الليل أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم، قد عرفتم ما كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمى من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع.
5- نكاح البغايا: يجتمع ناس كثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا فيصير على أبوابهن رايات تكون علماً، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت ووضعت جمعوا لها ودعوا لهم من يشبه أبيه، ثم ألحقوا ولدها بالذي يردن فالتاط بها ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك.
هدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكحة الجاهلية إلا نكاح الناس اليوم بعقد وإيجاب وقبول وشهود وإعلان حتى يثبت به الحقوق والواجبات وما يترتب عليه من آثار، أي امتهان هذا للزوجة في الجاهلية وكأنها سلعة تباع وتشترى ولكن لنقف قليلاً ونقارن بين هذه الأنواع من الزواج وما يشهده عصرنا الحالي من أنواع هي في الواقع تحايل على قضاء الشهوة بأي شكل وبأي وسيلة مثل الزواج العرفي وزواج الدم وشريط الكاسيت والوشم، ليس لها دافع إلا الاستمتاع الوقتي وكأننا نشهد في عصرنا هذا جاهلية القرن الواحد و العشرين أما عن علاقة الزواج في الإسلام فتحدثنا الآيات عنها: قال - تعالى-: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم 21]. فجاء الإسلام يعلن بطلان الرهبانية والتبتل وهذه الأنكحة أيضاً، ويحث على الزواج الذي يكرم المرأة ولا يعرضها كسلعة تباع وتشترى، وحيث أراد جماعة من الصحابة أن ينقطعوا للعبادة، صائمين النهار قائمين الليل معتزلين النساء أنكر عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قائلاً: (( أنتم الذي قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكنى أصوم وأفطر وأقوم وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى))، وجعل الزوجة الصالحة خير ما يكنزه المرء، وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)) رواه مسلم.
وقرر الإسلام للزوجة حقوقاً على زوجها:
أولها: الصداق (المهر) حتى يشعرها أنه يريدها، وأنها غالية عنده، قال الله - تعالى-: ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً) النساء 4. فالمرأة في الغرب هي التي تدفع للرجل (الدوطة) حتى يتزوجها مع أنه فطرت الله جعل المرأة مطلوبة وليست طالبة.
وثانياً: (النفقة)، فالرجل مكلف بتوفير المأكل والملبس والمسكن والعلاج لإمرأته بما يتناسب مع بيئته وزمنه وحاله؛ إذ يقول الله - تعالى-: ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها) [الطلاق 7].
ثالثا: المعاشرة بالمعروف: قال - تعالى-: ( وعاشروهن بالمعروف) [النساء]، وعن عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)).
استقلال الزوجة: لم يهدر الإسلام شخصية المرأة بزواجها ولم ينقص منها ولا تفقد أهليتها للعقود والتعاملات وسائر التصرفات، فلها أن تبيع وتشترى وتؤجر أملاكها وتستأجر وتهب وتوكل ولها اسمها واسم عائلاتها كما هي لم يتغير لتسمى باسم الزوج. أرأيت كيف أن علاقة الزواج في الإسلام تحكمها قواعد وشروط معينة لابد من توافرها وللمرأة من حقوق لابد منها حفظاً لكرامتها وحتى لا تكون سلعة من يدفع فيها أكثر يأخذها له ومن يشتهيها في أي وقت يأخذها ولكن دعونا نتحدث عن واقعنا اليوم وما نراه من أن هناك فتيات كثيرة ترخصن من نفسها عندما تسمح بقيام علاقة مع زميل لها في الجامعة دون حدود أو رقيب عليها، هذا هو الإسلام يحفظك فلما تزلين نفسك وترخصينها، حتى الطلاق تحدث عنه القرآن كما سنرى.
الطلاق ورحمة الإسلام: عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أبغض الحلال إلى الله الطلاق)) رواه أبو داود وابن ماجه، الطلاق لم يشرع إلا ليعالج مشاكل جمة في حياة الرجل والمرأة، والمشكلة هي سوء تطبيقه، وليس كل طلاق محمود في الإسلام، فالقرآن الكريم اعتبر أن الطلاق هو مثل العملية الجراحية المؤلمة التي يتحمل فيها الإنسان بتر عضو حفاظاً على بقية الجسد ودفع لضرر أكبر، فإن استحكم النفور بين الزوجين ولم تنجح وسائل الإصلاح فالطلاق هو الحل، قال - تعالى -: ( وإن يتفرقا يٌغن الله كلاً من سعته) [النساء 130]. والإسلام ضيق دائرة الطلاق عن طريق ترغيب الزوج في أن يكون واقعياً بحيث لا ينشد الكمال في زوجه بل ينظر إلى ما فيها من محاسن فإن سخط منها خصلة رضي منها أخرى، عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال: (غيره))" رواه مسلم. عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء)). رواه البخاري مسلم، وفى رواية لمسلم: (( وكسرها طلاقها)).
ـ أمر الإسلام المجتمع بالتدخل عند وقوع الشقاق بين الزوجين، قال - تعالى-: ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) النساء 35.
ـ وفى حالة نشوز الزوجة يعالج الزوج هذا كله بالحكمة والتدرج من الموعظة بالرفق واللين إلى هجرها في المضجع نهاية بالضرب غير المبرح لا يترك بجسمها أثراً، فقد قال - تعالى-: ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ً إن الله كان عليا كبيرا ً) [النساء 35]. كل هذا من الحكمة والضوابط لمنع وقوع الطلاق لأسباب تافهة وفى أي وقت حتى لا يحدث إلا للضرورة.
إساءة استخدام الطلاق: سوء الفهم وسوء التنفيذ مسئولية المسلمين وليس مسئولية الإسلام، ومن تضييق دائرة الطلاق انه لا يقع إلا بلفظ معين وفى وقت معين بنية معينة، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العابثين بلفظ الطلاق: (( ما بال أحدكم يلعب بحدود الله، يقول قد طلقت، قد راجعت)) رواه ابن ماجة وابن حبان.
عدد الطلقات: يقول الله - تعالى-: ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريحٌ بإحسان) [البقرة 229] وأما الطلاق الثالث بعدها تتزوج من رجل آخر زواج صحيح الشروط، وهذا من تكريم الإسلام للمرأة فهي ليست ألعوبة في يد الرجل يطلقها متى شاء ويعيدها متى شاء ولكن بحدود حفاظ على كرامتها.
آيات الطلاق: ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف) البقرة، دليل على حرص الإسلام على عدم هدم الأسرة وتضييع الطفل وعلى عودة الحب والوئام للبيت المسلم، وقال - تعالى -: ( ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم) [البقرة: الآية 231] في وسط آيات القرآن تحذير من الله للرجل بعدم اتخاذ آيات الله بالسخرية والاستهزاء وإنما الأمر بتقوى الله، وفى السنة: عن ابن عباس -رضي الله عنه-: أن امرأة ثابت بن قيس أتت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " يا رسول الله ثابت ابن قيس ما أعتب عليه خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أتردين عليه حديقته؟ " قالت: نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة)) أما إذا تضررت المرأة من الرجل لعدم الأنفاق عليها مع قدرته على ذلك أو لعيوب خلقية يستحيل معها العشرة أو السفر الطويل قال - تعالى-: ( ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا) [البقرة 231] فنجد الحل في الخلع أن ترد عليه ما أخذت من صداق ونحوه قال - تعالى-: ( فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به) البقرة 229].
وماذا بعد الطلاق: نجد أن الإسلام حافظ على حق المرأة حتى بعد وقوع الطلاق.
ـ فالطلاق لا يحرم المرأة من نفقتها طوال مدة العدة ولا يبيح للزوج إخراجها من بيت الزوجية إذ قال الله - تعالى -: ( لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً) [الطلاق 1].
ـ والطلاق لا يبيح للرجل أن لا يعطى المرأة مهرها، قال الله - تعالى -: ( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً) [البقرة: 229].
ـ كما أن لها حق المتعة جبراً لخاطرها وتعويضاً لها، قال - تعالى-: ( وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين) [البقرة 241]. يا الله ما هذه الرحمة حتى والزوج يطلق زوجته يتقى لها فيها ولا يبخسها حقها.
اعلم أن القليل من يفعل ذلك اليوم ولكن المشكلة في تطبيق الدين، من يتقى الله من البداية لا يُظلم في النهاية، إن الزواج القائم من البداية على أساس صحيح وليس علي أساس أنه صفقة تجارية أو على أساس الجمال فقط هو الذي إذا انتهى في يوم من الأيام ينتهي نهاية صحيحة.
ولننتقل إلى قضية أخرى في علاقة المرأة بالرجل: تعدد الزوجات:
قال - تعالى -: ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) [النساء 129]. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( من كانت له امرأتان فمال إلى أحدهما جاء يوم القيامة وشقه هائل)) رواه أبو داود، الإسلام اشترط العدل بين الزوجات من أجل السماح له بالتعدد فيعدل في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت والنفقة، والميل الذي حذر منه، هذا الحديث هو الجور على حقوقها، لا مجرد الميل القلبي، ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم ويقول: (( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)) وكان إذا سافر حكم بينهن بالقرعة فأيتهن خرج سهمها سافر معها إنما فعل ذلك ترضية للجميع.
الحكمة في إباحة التعدد:
1-من الرجال زوجته لا تنجب عقيمة، وهو من تكون قوة الرغبة في النسل عنده كبيرة مع البقاء على الأولى وضمان حقوقها.
2- من الرجال من يكون قوي الغريزة، ثائر الشهوة، ولكنه رزق بزوجة قليلة الرغبة في الرجال أو ذات مرض، وهو لا يستطيع أن يصبر على النساء.
3- هبوط عدد الرجال عن عدد النساء بسبب أزمة أو مشكلة أو إبان الحروب التي تتعرض لها البلاد نتيجة المشاركة في الحرب وهؤلاء النساء إما أن:
أـ يقضين العمر كله في مرارة الحرمان من الحياة الزوجية والأمومة.
ب ـ ينحرفن ويركدن وراء شهواتهن والشريعة لا تبيح ما فيه مفسدة راجحة، ولا تحرم عليهم شيئاً ينفعهم ومن مصلحة المجتمع أن يصون رجاله ويستر بناته ويحافظ عليهم من الانحراف.
عمل المرأة:
شبهات حول عمل المرأة:
1- إن الغرب أكثر تقدماً ورقياً في مضمار الحضارة، فقد سبقونا إلى تشغيل المرأة فإذا أردنا الرقى مثله فلنحذوا حذوه.
2 - المرأة نصف المجتمع وإبقائها في البيت تعطيل لهذا النصف وضرر بالاقتصاد القومي.
3 - مصلحة الأسرة تقتضى بعملها فتكاليف الحياة تزايدت وعمل المرأة يزيد من دخل الأسرة ـ وفي الأصل تصرفه على المكياج وزينتها وملابسها ـ.
4 - الاحتكاك بالحياة ينمى شخصية المرأة ويصقل شخصيتها.
ـ مضار انهماك المرأة في الاشتغال بعمل الرجال:
1- مضرة على المرأة نفسها: لأنها تفقد أنوثتها وخصائصها.
2- مضرة على الزوج: يحرم الأنس والسكن الذي يسكن إليه فليس له إلاّ الجدال والشكوى والمقارنة بينها وبين زملائها وتمقت حياتها.
3 - مضرة على الأولاد: الإشراف على الأولاد والحنان لا يغنى عنه غيره من خادم أو مدرسة إذا عادت إلى البيت متوترة.
4- مضرة على الرجال: لأنها تأخذ مكانه في العمل ويبقى الرجال متعطلون كثيراً.
5- مضرة على العمل: لأن المرأة كثيرة التخلف عن العمل لكثرة العوارض الطبيعية التي لا تملك دفعها من حيض وحمل ووضع وإرضاع.
6- مضره على الأخلاق: بالاختلاط وحكاية أسرار البيوت وهناك من الزملاء من يفسد البيوت على أصحابها، وتشريد الأطفال وفقد الحياء بين الرجل والمرأة.
ولكن متى يكون عمل المرأة؟
1- يكون العمل مشروعاً وألاّ يكون حراماً في نفسه كأن تعملي خادمة لرجل أعزب أو عاملة في بار أو وظيفة تفرض عليها عدم ارتداء الحجاب.
2- أن تلتزم آداب المرأة المسلمة إذا خرجت من بيتها في الزي والمشي والكلام والحركة (عدم الخضوع بالقول، ابتذال الزينة).
3- ألا يكون على حساب واجبات أخرى لا يجوز لها إهمالها (واجبات نحو الزوج والأولاد).
هكذا رأيت أن الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتحدث فيها، وكان فيها حكم شرعي حتى لا يتحكم في شأنك البشر فيظلموا ولا يعدلوا، أرأيت كيف حافظ عليك كإنسان وأحترم إنسانيتك وكأم فجعل الجنة تحت أقدامك، وكبنت فجعل الإحسان إليك سبب في دخول الجنة وكزوجة فجعل المهر تطييب لخاطرك وجعل الأفضلية بين الرجال فيمن يحسن لزوجته ويتقى الله فيها، وجعل لكي ثواب علي كل ما تفعلينه مع زوجك وحتى وإن حدث الطلاق تجلت فيه رحمة الإسلام، فأنا واثقة أن عقلك توصل الآن إلى أن الأمر ليس عيباً في ديننا ولكن العيب في سوء فهمنا وتطبيقنا له ومن هذا المنطلق إذا كان الإسلام حفظك فهذا دليل على أن لكي دوراً في الحياة فهل عرفت كل واحدة منا دورها وأتقنته؟ وإليك ما يلي: أمثلة:
نساء في عصر النبوة:
1- السيدة خديجة بنت خويلد: أول زوجة وفية ساندت زوجها وأيدته في الشدائد بثبات ويقين وإيمان عندما جاءه الوحي فرجع إليها فقالت: " كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلْ، وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق "، أي زوجة هذه حتى يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها بعد وفاتها عندما قالت له عائشة -رضي الله عنها-: " قد أبدلك الله خيرا منها قال: (( ما أبدلني الله - عز وجل - خيراً منها، قد أمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله - عز وجل- ولدها إذ حرمني أولاد النساء)). عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (( يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتت فأقرأ - عليها السلام - من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب))، وكان جزاءها أن يُبعث جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليبشرها ببيت من لؤلؤ في الجنة.
2- أم سلمة -رضي الله عنها-: - استشارها النبي - صلى الله عليه وسلم - لزوجات أخذ برأيهن، روى الإمام البخاري عن المسور بن مخرمة في حديث الحديبية: (( فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لأصحابه: " قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال المسور: فو الله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة يا نبي الله: أتحب ذلك؟ أخرج ثم لا تكلم أحد منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعوا حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحد منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً)).
3- سمية بنت نياط: - أول شهيدة في الإسلام، كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يمر بهم هي وزوجها فيقول: (( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة)).
4- أم شريك الدوسية: - علمت أن عليها دور في الدعوة، فكانت سبباً في إسلام قومها الذين آذوها بعد أن تركها زوجها وهاجر إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ ليتعلم منه أصول الإسلام ويتفقه منه تقول على لسانها: " فجاءني أهل زوجي، فقالوا لعلك على دينه؟ قلت: أي والله إني لعلى دينه، قالوا: لا جرم والله لنعذبنك عذاباً شديداً فارتحلوا بنا من دارنا وساروا يريدون منزلاً وحملوني على جمل ثقال شر ركابهم وأغلظه يطعموني الخبز بالعسل ولا يسقوني قطرة ماء حتى انتصف النهار وسخنت الشمس فنزلوا وضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري وفعلوا ذلك بي ثلاث أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: أتركي ما أنت عليه قالت: فما دريت ما يقولون إلا كلمة بعد كلمة فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد قالت: فما زلت على ذلك حتى وجدت برد دلو على صدري فأخذت فشربت منه نفساً واحداً ثم انٌتزع منى، فذهبت أنظر إليه فإذا به معلق بين السماء والأرض، فلم أقدر عليه، ثم دلىّ إليّ ثانياً فشربت منه نفساً، ثم رفع، ثم دلىّ إلىّ ثالثاً فشربت منه حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي قالت: فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدو الله؟ قلت لهم: إن عدو الله غيري من خالف دينه، وكان في هذا الموقف سبب في إسلام القبيلة كلها قالوا: نشهد أن ربك هو ربنا".
هكذا كانت النساء في عصر النبوة فلما لا تسبقيهم لتلحقي بالركب ولتعرفي قدرك وإنك لست على هامش الحياة ولكنك أنت الحياة كلها


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.53 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.89%)]