عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-02-2019, 04:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أنظم وقتي وأركز في بحثي؟

كيف أنظم وقتي وأركز في بحثي؟



أ. طالب عبدالكريم



السؤال
ملخص السؤال:
طالبة دراسات عليا تشكو مِن الهروب من العمل في بحثِها، وعدم السيطرة على نفسها، والاهتمام بأمور أخرى، وتسأل: كيف أستغل الوقت في إنجاز بحثي؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي الهُروب مِن العمل على بحثي الخاص بي، وفي الغالبِ فإنَّ شخصيتي تُؤيد الهُروب مِن الأعمال، فأنشغل بالهاتف أو بمواقع التواصُل الاجتماعي!
تمرُّ الساعة تلو الساعة، والشهر وراء الشهر، وأقول في نفسي: سأقوم بعد قليل بالعمل، لكن يضيع الوقت بدون إنجاز!
أضع لنفسي مبرراتٍ كثيرة؛ مثل: الانشغال بأمور المنزل، ودوام العمل، ولا أعرف ما سبب ابتعادي عن بحثي؟ وكيف أُسَيْطِرُ على نفسي؟ قد يكون الخوفُ هو السبب في ذلك، فأخاف مِن أن يكون العملُ غير متقنٍ، أو غير صحيح؟
حاولتُ أن أعملَ لنفسي برامجَ وجداولَ تحفيزيَّة، لكن لم أستَجِبْ لأيٍّ منها، التحقْتُ بمجموعاتٍ في برامج التواصُل لمتابَعة العمل لكن لم ألتزمْ، ووقتي كله فَراغٌ يَضيع بلا أي عملٍ ولا إنجازٍ.
أخبروني ماذا أفعل؟
الجواب
أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:
فأشكُر لك تواصُلك بشبكة الألوكة، والذي هو في الحقيقة نصفُ العلاج؛ فالشعورُ بوجود المشكلة والبحث عن حلول هو الخطوة الأولى لحلِّ ما نُعانيه، والذي سوف يُساعدنا على تخطِّيه - بإذن الله.
ذكَرْتِ في طي رسالتك مجموعةً مِن الأسباب التي تتوقعين أنها قد تكون جزءًا مِن الأسباب التي أدَّتْ إلى عدم إنجازك لمسألة البحث.
وألخِّصها في نقطتين رئيسيتين:
الانشغال الذهني.
الخوف من عدم الاتقان.
أيتها الكريمة، عندما نُواجه عملًا جديدًا، لا سيما إن كان سيأخذ الكثير مِن الوقت والجهد؛ مثل: الإعداد لبحث التخرُّج ونحوه، فإننا في الغالب نشعُر بالرهبة لضخامة العمل، وعليه نخشى من عدم إتقاننا لما نريده بالشكل الصحيح؛ مما يجعلنا نبدأ في عملية التسويف، منتظرين لحظةَ الخلاص والذي لن يأتي إلا بالإرادة والعزيمة.
لذلك عندما نواجه أي مشروع جديد أو كبير، فنحن بحاجةٍ إلى تفتيت المهام، وتحويلها إلى وحدات صغيرةٍ، يسهل علينا إنجازها ومتابعتها، بل وإتقانها.
فبإمكاننا مثلًا أن نقسمَ إنجاز البحث إلى الإجراءات التالية:
الاطِّلاع على الدراسات السابقة - مجرد اطِّلاع وتصفُّح فقط.
شراء وتوفير مجموعة من المراجع المُقْتَرَحة.
بناء وتصميم الاستبانة، إن كانتْ هناك استبانةٌ خاصة بالبحث.
شراء الأوراق والأقلام والملفات.
زيارة إحدى الأخوات أو المتخصصات في مجال البحث والحديث معها.
وغيرها من الإجراءات المتعددة، فنجعل لكل إجراء يومًا أو ساعة خاصة به، فعندما ننجز كل إجراء بمفرده ولو كان بسيطًا فسيكون بمَثابة الحافِز لنا لإكمال بقيَّة الإجراءات.
ومِن الحِيَل النفسية اللطيفة لتحفيز أنفسنا على إنجاز أي مهمة أن نُحَدِّدَ بمؤقت الساعة مدة خمس دقائق فقط لإنجاز العمل، والذي سيكون له تأثيرٌ غير مباشر على تحفيزنا على إنجاز العمل - بإذن الله.
ومن الأمور المساعدة على تصفية الذِّهن والمساعدة على التركيز: المحافَظة على المشي اليومي لمدة نصف ساعة أو أقل، والذي سيكون له دورٌ كبيرٌ في التخلُّص مِن التوتُّر والضيق، كذلك الحرص على تناوُل الماء بالمقدار الكافي، مع المحافَظة على الأكل الصحي، والابتعاد كليًّا عن الدُّهون المشبِعة؛ مِن مَقليَّات، ومَشروبات غازيَّة، ونحوها، لتأثيرها الضار والمباشر على أدائنا وأعمالنا مِن غير أن نشعُر.
ختامًا، ابعثي لنفسك مع إشراقة كل صباح رسائلَ تحفيزية، وثقي بالله وحده، وألحي بالدعاء والاستغفار؛ ألا بذِكْر الله تطمئن القلوب.
أسأل الله العلي القديرَ أن يُسَدِّدَ خُطاك، وأن يَشْرَحَ صدرك، ويُنير دَرْبَك
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]