الموضوع: التحضر والتمدن
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-06-2019, 09:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي التحضر والتمدن

التحضر والتمدن


د. زيد بن محمد الرماني







في الخمسينات، كان عدد سكان المدن في البلدان المتقدمة يزيد عن 155 مليون نسمة عن عدد سكان المدن في البلدان النامية.













وفي السبعينات أصبح الفارق 30 مليوناً فقط، ومُنذ ذلك التاريخ شهدت البلدان النامية موجة هجرة لم يسبق لها مثيل من المناطق الريفية إلى المدن. ونتيجة لذلك تضاعف عدد سكان المدن خمسة أو حتى ستة أضعاف.







وبنهاية القرن الماضي عاش حوالي نصف سكان العالم في بيئة حضرية وارتفع عدد سكان المدن في العالم النامي ليصل إلى 9.1 مليار نسمة، أي ضعف مجموع سكان المدن في البلدان المتقدمة. وفي الوقت نفسه، فإن سكان الريف الذين اقترب عددهم في ذلك الوقت من 3 مليار نسمة استمروا في هجرتهم المتصلة والمتواصلة إلى المدن الكبرى.







لقد اهتم العلماء الاقتصاديون والاجتماعيون مُنذ زمن طويل بمسألة ما إذا كـان هناك حجم " أمثل" للمدن.







حيث يرى بعض الخبراء أنّ الحد الأقصى الأمثل خاصة فيما يتعلق بالوظائف هو حوالي 500 ألف ساكن. وعندما يصل العدد إلى 2 مليون ساكن يكون قد وصل إلى النقطة الحرجة التي يصبح بعدها المحافظة على مستوى المعيشة العام أكثر صعوبة.







بَيْدَ أنّ هذه التقديرات متوسطة فقط، ومن الواضح أنّ من غير الممكن تحديد حجم أمثل يمكن تطبيقه على كل المدن في كل البلاد. ويكون من الأفضل تحديد هدف هو تحقيق معدلات معقولة للتمدين مع نمو متوسط وتنمية محدودة للمدن الكبيرة العملاقة.







إنّ أزمة التمدين وما تجره وراءها من مشكلات اجتماعية وتقنية واقتصادية، تعوّق التقدم الاقتصادي في بلدان العالم الثالث.







وباختصـار، فإن التنمية الريفيـة يجب أن تكون جزءاً من التنمية الوطنيـة بمزيـد مـن التعاون الوثيق بيـن المجتمعـات المحليـة والسلطـات العامـة على أعلـى مستـوى.








ومن ثمّ، فينبغي بذل جهود كبيرة لتقليل التركيز الزائد في البنية الأساسية والأنشطة والخدمات الاقتصادية في المدن والعواصم، وإيجاد صناعات ومناطق متوسطة النشاط لامتصاص قوة العمل في الريف.







ولابـد من التعليـم والتدريب بالنسبة لسكان الريف، إذا كنا نريد التقليل من البطالـة وتباين مستويـات الدخـل، فهما من أهـم أسباب مغادرة الريف وزيادة السكان فـي المـدن...
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.81%)]