عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 30-07-2022, 02:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (17)
أ. محمد خير رمضان يوسف




من المؤسف أن كثيرًا من شبابِ الإسلامِ في هذا العصرِ يتميَّزون بالجرأةِ في دينهم،
بدلَ أدبِ الاستماعِ والوجلِ والخشوعِ والسكونِ فيه،
كما هو شأنُ طالبِ العلم،
فيبدون رأيهم ويرجِّحون،
ويؤيِّدونَ ويعارضونَ بدونِ دليلٍ شرعيّ،
سوى زادٍ من ثقافةٍ إسلامية،
قليلٍ أو كثير،
لا فقهٍ أو أصول.

وقد كان كثيرٌ من صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم،
وهم خيرُ القرون،
يتهرَّبونَ من الأسئلةِ ويسكتون،
ويحيلونها إلى مَن هو أفقهُ منهم،
إلا إذا اضطرُّوا إلى الجواب،
خوفًا من كتمِ العلم.

وكان من السلفِ مَن إذا أخطأ،
اهتمَّ لذلك وخافَ وارتعد،
ومضى إلى مَن أفتى له ورجعَ عن كلامه،
فإذا افتقدَهُ ولم يعرفْ مكانهُ نادى في مجتمعٍ أو في سوق،
أنهُ أفتى في أمرٍ وهو راجعٌ عنه؛
خوفًا وخشيةً من الله تعالى مِن أنْ يقولَ في دينهِ ما لا يعلم،
أو ما هو غيرُ متأكدٍ منه،

فهل مِن معتبِر؟
وهل مِن مقتدٍ بالسلف؟
وهل مِن متَّقٍ وَجِل؟
ولعلَّ من أسبابِ جرأةِ شبابنا هكذا،
هو تتلمذهمْ في مدارسَ أو معاهدَ وجامعاتٍ علمانية،
لا دينَ فيها ولا أدبٌ إسلاميٌّ ولا خُلقٌ كريم،
فيتناقشونَ في الدينِ كما يتناقشونَ في أيةِ مادةٍ دراسية!
أتُراجعونَ دينَ الله الذي ارتضاهُ لكم وللعالَمينَ بعقولكم الصغيرة؟
أأنتم أعلمُ أم الله؟!
ومن أسبابِ ذلك أيضًا كتبٌ يقرؤها الشبابُ لحداثيينَ وليبراليين،

فيها الغثُّ والخلطُ والتشكيكُ والنقدُ للإسلام،
وفيها الكفرُ والزندقةُ والإلحاد،
وهدفهم زعزعةُ قدسيةِ نصوصِ الإسلامِ في قلوبِ المؤمنين،
فتُحدِثُ أثرًا سلبيًا في نفوسهم وتكوينهم الثقافي،
نتيجةَ تكرارِ الشبهاتِ والقلاقلِ النفسية،
أو لضعفِ الثقافةِ الإسلاميةِ عندَ المتلقِّي.

والذي يكونُ هكذا،
عليه بالتفكرِ والتأنِّي،
والتأدُّبِ والاحترام،
والتذلُّلِ لدينِ الله والاستكانةِ لأوامرِ رسوله،
والقراءةِ لأعلامِ الإسلامِ المرضيِّينَ في الأمة،
ونبذِ كتاباتِ أعداءِ الدين والمشكِّكينَ فيه،
والله يتولَّى عبادَهُ الصالحين،
ويَهدي مَن يشاءُ إلى صراطهِ المستقيم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]