عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-08-2019, 11:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,112
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هدي الإسلام في نقد الأخطاء وتصحيحها

هدي الإسلام في نقد الأخطاء وتصحيحها (3)






استكمالا لما بدأنا الحديث عنه في أساليب النقد وتصحيح الأخطاء؛ حيث ذكرنا أن الخطأ سلوك بشري يقع فيه الجميع، كبارًا أو صغارًا، وذكرنا أننا لا يمكن أن نترك الأخطاء كما هي، ولا نبحث لها حلولاً يناسبها ويصححها، ولكن كيف نصحح أخطاء الآخرين؟ وهل هناك أساليب ينبغي أن نستعمل في نقدنا للآخرين؟ هل نجد في السنة النبوية ما يرشدنا إلى أحسن الأساليب؟ هذا ما نتناوله في هذه السلسلة.

الثاني عشر: النقد بالإنكار الشديد

كما أشرنا سابقاً، لا يمكن أن يستعمل الناقد أسلوباً واحداً في الحالات كلها، ومن هنا يأتي هذا الأسلوب في حينه ليؤدي دوره ويستثمر فوائده، ولكن لابد أن يصاحب هذا الأسلوب بعض الأساليب التي ذكرنا مثل: مراعاة حدود النقد وعدم التجاوز، واستهداف نقطة الخطأ وغيرهما.

وهذا طرف من الأحاديث الكثيرة التي ترشدنا إلى هذا الأسلوب: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَوْتُ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: أَنَا، قَالَ: فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا، أَنَا». صحيح مسلم: كتاب الآداب 3/1673.

أَلَا تُصَلُّونَ؟

وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ؛ فَقَالَ: «أَلَا تُصَلُّونَ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ * إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ؛ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا؛ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ، يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَيَقُولُ {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (الكهف: 54). صحيح مسلم: صلاة المسافرين.

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الحَارِثِ، - قالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً؛ فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ؛ فَقَالَتْ: أَرْضَعْتُكُمَا ؛ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ؛ فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ فُلاَنَةَ بِنْتَ فُلاَنٍ؛ فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ؛ فَقَالَتْ لِي: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا ، وَهِيَ كَاذِبَةٌ، فَأَعْرَضَ عَنِّي؛ فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، قُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ، قَالَ: «كَيْفَ بِهَا وَقَدْ زَعَمَتْ أَنَّهَا قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا ، دَعْهَا عَنْكَ». صحيح البخاري: كتاب الشهادات.

بهذا أمرتم؟

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، وهم يختصمون في القدر؛ فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب؛ فقال: «بهذا أمرتم، أو لهذا خلقتم، تضربون القرآن بعضه ببعض؟ بهذا هلكت الأمم قبلكم» قال: فقال: عبد الله بن عمرو، ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه. صحيح: سنن ابن ماجه، كتاب القدر 1/33.

أفتان أنت؟

عن جابر قال: كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فيؤمنا - وقال مرة: ثم يرجع فيصلي بقومه -؛ فأخر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة - وقال مرة: الصلاة - وقال مرة: العشاء - فصلى معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء يؤم قومه، فقرأ البقرة؛ فاعتزل رجل من القوم فصلى؛ فقيل: نافقت يا فلان، قال: ما نافقت، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال: إن معاذا يصلي معك، ثم يرجع فيؤمنا يا رسول الله، إنما نحن أصحاب نواضح، ونعمل بأيدينا، وإنه جاء يؤمنا فقرأ سورة البقرة، فقال: « يا معاذ، أفتان أنت؟ أفتان أنت؟ اقرأ بكذا وكذا». مسند الإمام أحمد: مسند جابر رقم 14307.

أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ؟

عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، أَنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ، سَأَلَتْ أَبَاهُ بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ مِنْ مَالِهِ لِابْنِهَا؛ فَالْتَوَى بِهَا سَنَةً ثُمَّ بَدَا لَهُ؛ فَقَالَتْ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللهِ[ عَلَى مَا وَهَبْتَ لِابْنِي؛ فَأَخَذَ أَبِي بِيَدِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ؛ فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ هَذَا بِنْتَ رَوَاحَةَ أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى الَّذِي وَهَبْتُ لِابْنِهَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «يَا بَشِيرُ* أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا؟» قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: «أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا؛ فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ». صحيح مسلم: كتاب الهبات.

أسلوب الإعراض والهجران

لا شك أن هذا الأسلوب تنكيل للمخطئ والعاصي، وكما يتضح لنا من الأمثلة الآتية، يستعمل الناقد هذا النوع لمن يرجى رجوعه عن الخطأ -إن شاء الله تعالى- ومن الأمثلة: عن أبي سعيد الخدري قال: إن رجلا قدم من نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه خاتم من ذهب؛ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال: «إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار». سنن النسائي: كتاب الزينة 8/170.

حديث الثلاثة

وعن كعب ابن مالك في حديثه الطويل قَالَ: وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا، أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ، مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ، قَالَ: فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ، وَقَالَ: تَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ لِي فِي نَفْسِيَ الْأَرْضُ؛ فَمَا هِيَ بِالْأَرْضِ الَّتِي أَعْرِفُ؛ فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً؛ فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ، وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ؛ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَأَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ، أَمْ لَا؟ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ وَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ؛ فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي نَظَرَ إِلَيَّ وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا طَالَ ذَلِكَ عَلَيَّ مِنْ جَفْوَةِ الْمُسْلِمِينَ، مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ؛ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ؛ فَوَاللهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا قَتَادَةَ أَنْشُدُكَ بِاللهِ هَلْ تَعْلَمَنَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ، فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ؛ فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَفَاضَتْ عَيْنَايَ.. إلى آخر الحديث. صحيح مسلم: كتاب التوبة 4/2120.

المناقشة والحوار والإقناع

وهذا أسلوب آخر من أساليب النقد التي نستفيد من السنة النبوية المطهرة، وهو أسلوب يؤدي دوراً كبير في تحقيق أهداف النقد وتصحيح الأخطاء، ومن مميزات هذا النوع أن المخطئ يعترف بخطئه، ويرجى أن يستسلم للصواب -إن شاء الله- وهذه بعض الأمثلة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا أَلْوَانُهَا؟» قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: «هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟» قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا، قَالَ: «فَأَنَّى أَتَاهَا ذَلِكَ؟» قَالَ: عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ، قَالَ: «وَهَذَا عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ» وفي رواية: وَهُوَ حِينَئِذٍ يُعَرِّضُ بِأَنْ يَنْفِيَهُ، وَزَادَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ فِي الِانْتِفَاءِ مِنْهُ. صحيح مسلم: كتاب الطلاق 2/1137.


رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ؛ فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ، فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا؛ فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا، وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أَتَيْنَاهُ؛ فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ فَقَالَ: «القَنِي بِهِ» ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ، فَقَالَ: «كَيْفَ تَصُومُ؟» قَالَ: كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: «وَكَيْفَ تَخْتِمُ؟»، قَالَ: كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: «صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةً، وَاقْرَإِ القُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ» ، قَالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الجُمُعَةِ»، قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا»، قَالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمَ دَاوُدَ صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً»؛ فَلَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ. صحيح البخاري: كتاب الفضائل 6/196.

ائذن لي بالزنا

عن أبي أمامة قال: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا؛ فأقبل القوم عليه؛ فزجروه وقالوا: مه، مه؛ فقال: «ادنه، فدنا منه قريبا»، قال: فجلس قال: «أتحبه لأمك؟»، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لأمهاتهم»، قال: «أفتحبه لابنتك؟»، قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم»؛ قال: «أفتحبه لأختك؟»، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم»، قال: «أفتحبه لعمتك؟»، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لعماتهم»، قال: «أفتحبه لخالتك؟»، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لخالاتهم»، قال: فوضع يده عليه وقال: «اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه»، قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. مسند الإمام أحمد: مسند أبي أمامة 36/545.

المصارحة في النقد

رغم أن المصارحة مرفوضة وغير مرضية من جانب المخطئ، إلّا أنها تناسب أن تستعمل كأسلوب من أساليب النقد، ولاسيما إذا كانت المصلحة المنشودة من النقد تتحقق فيها، ولكن إذا كانت هناك مفسة أكبر، يجب أن نبتعد المصارحة ونعدل إلى أسلوب آخر، ومن الأحاديث: عَنِ المعْرُورِ هُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا، وَعَلَى غُلاَمِهِ بُرْدًا، فَقُلْتُ: لَوْ أَخَذْتَ هَذَا فَلَبِسْتَهُ كَانَتْ حُلَّةً، وَأَعْطَيْتَهُ ثَوْبًا آخَرَ، فَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ مِنْهَا، فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ فَقَالَ لِي: «أَسَابَبْتَ فُلاَنًا» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» قُلْتُ عَلَى حِينِ سَاعَتِي: هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ؛ فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ يُكَلِّفُهُ مِنَ العَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ». صحيح البخاري: كتاب الأدب 8/16، وفي رواية مسلم قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ سَبَّ الرِّجَالَ سَبُّوا أَبَاهُ وَأُمَّهُ، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ. صحيح مسلم: كتاب الإيمان 3/1282.

عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ؛ فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا» ثُمَّ خَطَبَنَا؛ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى العَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ؛ فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلاَ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ..» إلى آخر القصة. صحيح البخاري: كتاب الحيل 9/28.
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]