عرض مشاركة واحدة
  #1458  
قديم 14-12-2013, 08:32 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــع الموضوع السابق

شبهة سبق الغرب للمسلمين في وضع مناهج البحث العلمي


ومثل هذا الابتكار كما يقول الدكتور مصطفى حلمي : يقع في صميم المنهج التجريبي وينبغي النظر إليه لا من زاوية عصرنا ، ولكن من زاوية النظريات السائدة آنذاك ولا شك أن هذا العمل يعد عملاً رائداً في حقل الاكتشافات العلمية (34).
وكانت المستشفيات أيضاً مراكز علمية لتدريس الأطباء نظرياً وعملياً يقول : الدكتور مصطفى السباعي : " وكانت المستشفيات معاهد طبية أيضاً ، ففي كل مستشفى إيوان كبير للمحاضرات ، ويجلس فيه كبير الأطباء ، ومعه الأطباء والطـلاب ، وبجانبهم الآلات والكتب ، فيقعد التلاميذ بين يدي معلمهم بعد أن يتفقدوا المرضى ، وينتهوا من علاجهم ، ثم تجري المباحث الطبية ، والمناقشات بين الأستاذ وتلاميذه ، والقراءة في الكتب الطبية ، وكثيراً ما كان الأستاذ يصطحب معه تلاميذه داخل المستشفى ليقوم بإجراء الدروس العملية لطلابه على المرضى ، كما يقع اليوم في المستشفيات الملحقة بكليات الطب " (35).
ويستخلص غوستاف لوبون من أبحاثه في هذا المجال أن علم الجراحة مدين للعرب بكثير من مبتكراته الأساسية ، وظلت كتبهم فيه مرجعاً للدراسة في كليات الطب إلى وقت قريب جداً ، فكانوا يعرفون في القرن الحادي عشر من الميلاد معالجة غشاوة العين بخفض العدسة أو إخراجها ، وكانوا يعرفون عملية تفتيت الحصاة التي وصفها أبو القاسم بوضوح ، وكانوا يعـرفون صب الماء البارد لقطع النزف ، وكانوا يعرفون الكاويات والفتائل ، وكانوا يعرفون المُرقد ، أي المخدر الذي ظُنّ أنه من مبتكرات العصر الحاضر ، وذلك باستعمال الزؤان لتنويم المريض قبل العمليات المؤلمة ، حتى يفقد وعيه وحواسه (36)، وقد نسب هذا الكشف العلمي إلى طبيب إيطالي أولاً وإلى بعض الإسكندريين ثانياً ، في حين أن الحقيقة تقول ، والتاريخ يشهد : أن فن استعمال الإسفنجة المخدرة فن عربي بحت لم يعرف من قبلهم(37).
وإذا انتقلنا إلى مجالات أخرى غير الطب وعلماء آخرين فإننا نجد الأمر أيضاً لا يختلف فالتجربة والملاحظة لهما الوزن الكبير ، والقيمة الأساسية في البحث العلمي يقول جابر بن حيان (38)وهو يتحدث عن منهجه : " قد عملته بيدي وبعقلي من قبل ، وبحثت عنه حتى صح ، وامتحنته فما كذب " (39).
ويؤكد جابر أهمية التجربة أيضاً في قوله : " من كان درباً ، كان عالماً حقاً ومن لم يكن درباً لم يكن عالماً ، وحسبك بالدربة في جميع الصنائع : أن الصانع الدرب يحذق ، وغير الدرب يعطل" (40)والمراد بالدربة عند جابر التجربة .
ويزيدنا جابر تأكيداً باعتماده على التجربة والملاحظة في قوله : " ويجب أن نعلم أنا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه أو قيل لنا وقرأناه ، بعد أن امتحنـاه وجربنـاه ، فما صـح عندنـا بالملاحظـة الحسيـة أوردنـاه وما بطل نفيناه وما استخرجناه نحن أيضاً وقايسناه على أقوال هؤلاء القوم " (41). ونضيف أيضاً أن من السباقين في استخدام التجربة ابن سينا ، حيث يشير في كتاب الشفاء إلى ملاحظة شخصية تعود إلى أيام صباه تبحث في أصل الحجارة (42)، ويشير فخر الدين الرازي إلى ملاحظة شخصية لاحظها ابن سينا تتعلق بتكون الغيوم الممطرة (43)
ويروى عن المأمون أنه كان يجري تجربة بسيطة لجلسائه ليبرهن لهم أن الهواء مادة ، أي جسم طبيعي (44).
نستطيع الآن بعد الأمثلة الكثيرة التي سقناها أن نؤكد أن نسبة المنهج التجريبي إلى الغرب نسبة زائفة ، لأنها تغفل دور المسلمين في هذا المنهج . وليس معنى هذا أن نغض من دور علماء الغرب في النهضة الأوربية الحديثة فهذا الدور لا يمكن إنكاره لأن الغرب تقدم كثيراً في تطبيق هذا المنهج ، ولكن أريد أن أقول : إن الحضارات متكاملة لا ينفصل بعضها عن بعض ، فكل حضارة تنهض لا بد أن تكون لها قواعد راسخة قامت عليها ، وقواعد الحضارة الأوربية المزدهرة اليوم إنما هي الحضارة الإسلامية ، فلم ينهض الغرب هكذا طفرة ، وإنما بعد أن نقلت إليه علوم العرب والمسلمين ، فالمسلمون كما يقول الدكتور مصطفى حلمي : " وجهوا البحوث إلى الوجهة الصحيحة من حيث إقامتها على التجارب والاختبارات واستقراء النظريات وما إلى ذلك من خطوات كانت تشكل في مجموعها تحولاً رئيساً في تاريخ العلم من مجرد النظر كالمنطق الصوري الأرسططاليسي إلى التجارب العلمية المؤدية إلى التقدم الحقيقي للعلوم (45)
وذلك لأن : " وجود ابن الهيثم وجابر وأمثالهما كان لازماً وممهداً لظهور جاليلو ونيوتن ، فلو لم يظهر ابن الهيثم لاضطر نيوتن أن يبدأ من حيث بدأ ابن الهيثم ، ولو لم يظهر جابر بن حيّان لبدأ جاليلو من حيث بدأ جابر . وعلى هذا يمكن القول : لولا جهود المسلمين والعرب ، لبدأت النهضة الأوربية في القرن الرابع عشر من النقطة التي بدأ منها العرب نهضتهم العلمية في القرن الثامن للميلاد "(46).
لقـد وضـع المسلمـون أسس البحث العـلمي بالمعنى الحديث وقـد تميّـزوا بالمـلاحظـة والتجـربة والاختبـار وابتدعـوا طـرقاً واخترعـوا آلات وأجهزة .(47).
ونستطيع الآن القول:
إن المسلمـين لم يقصـروا في العصـور المتأخرة في خدمة العلم والإنسانية
لقصورٍ في إسلامهم ، وإنما السبب الحقيقي والجوهري هو أنهم نسوا إسلامهم ، وتخلّوا عن المبادئ الأساسية فيه والتي تدعو إلى العمل والنظر والبحث والتأمل ، هذه المبادئ التي جعلت الإنسان سيّداً للكون ، وجعلت الكون مسخراً للإنسان ، تخلّى المسلمون عن هذه الرسالة التي شرّفهم الله عز وجل بها ، وانهمكوا في خلافاتهم ونزاعاتهم فسلّط الله عز وجل عليهم أعداءهم ، وهذه سنة إلهية تنطبق على كل الأمم التي تتخلّى عن رسالتها التي أكرمها الله جل شأنه بها من بين الأمم .
أضف إلى ذلك الحملات الاستعمارية الهمجية المتتالية التي تقضي على صحوة المسلمين في كل مرة . فالغـزو التتاري الذي دمر بغداد وكثيراً من البلدان الإسلامية ، وألقى المكتبات في دجلة ، وأحرق المدن ، وأباد المسلمين ، وأتى على كل مظاهر المدنية ، ساهم كثيراً في تأخر المسلمين وضياع كثير من تراثهم الذي لو كان اليوم موجوداً لكان للمسلمين وضع آخر في العالم اليوم . والغزو الصليبي الذي لا يزال مستمراً إلى اليوم بأشكال مختلفة ، وصور متنوعة ، ليحول بين المسلمين وأسباب نهضتهم حتى لا يعودوا مرة أخرى لقيادة العالم والإنسانية من جديد .
والخلاصة :أن النهضة الأوربية الحديثة إنما قامت على جهود جبارة لعلماء المسلمين نقلت إلى الغرب ، وقد أكد ذلك الدكتور فؤاد سزكين ، إذ يشير إلى أنه كانت في القرن الرابع عشر مدارس للترجمة في طرابزون على الساحل الشرقي للبحر الأسود وفي استنبول أيضاً ، كان أصحاب هذه المدارس يترجمون أحدث الكتب المؤلفة في العالم الإسلامي إلى اليونانية بدافع من غيرتهم الدينية لمساعدة إخوانهـم في أوربا ، لذلك فهو يقول : " وكلما أمعن الإنسان النظر في دراسة المصادر الأصلية للنهضة الأوربية ازداد تصوره أن هذه النهضة المزعومة أشبه ما تكون بالولد نُسب إلى غير أبيه الحقيقي "(48)


مع محبتي
عبدالرحيم الشريف

[1] : المنطق الحديث ومناهج البحث د. محمود قاسم ص 38 وأضيف : واستخدمه أبو بكر الرازي ، وجابر بن حيان ، وابن الهيثم والبيروني قبل جاليلو وتورشيلي وغيرهم . كما سنشير .
[2] : السابق ص 38 .
[3] : انظر مناهج البحث في العلوم الإسلامية د . مصطفى حلمي ص 57 .
[4] : انظر لزيغريد هونكه " شمس الله تسطع على الغرب " ص 401 – ترجمة فاروق بيضون – دار الجيل – بيروت – الطبعة الثامنة .
[5] انظر زيغريد هونكه ص 334 .
[6] : مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي فرانتز روزنتال ص 15 .
[7] أبو بكر الرازي محمد بن زكريا الرازي أبو بكر فيلسوف من الأئمة في صناعة الطب من أهل الري ولد وتعلم بها سنة 251 هـ وسافر إلى بغداد بعد سن الثلاثين يسميه كتاب اللاتينية " رازيس " أولع بالموسيقى والغناء ونظم الشعر ، واشتغل بالسيمياء والكيمياء ثم عكف عن الطب والفلسفة في كبره فنبغ واشتهر عمي في آخر عمره ومات ببغداد سنة 311 هـ وفي سنة وفاته خلاف له تصانيف سمى ابن أبي أصيبعة منها 232 كتاباً ورسالة منها : " الحاوي " في الطب وهو من أجل كتبه ترجم إلى اللاتينية وطبع فيها وله كتب كثيرة . انظر الأعلام للزركلي ص 364 / مجلد 3 جزء 6 وانظر الفهرست لابن النديم ص 415 .
[8] : السابق ص 176 .
[9] محمد بن الحسن ابن الهيثم مهندس من أهل البصرة ولد عام 354 هـ سكن في مصر واستوطن فيها على باب الجامع الأزهر فانقطع للتصنيف والإفادة إلى أن توفي عام 430 هـ له تصانيف في الهندسة وترجمت بعض مصنفاته إلى الألمانية مثل كيفية الإظلال والمرايا المحرقة . انظر الأعلام ص 83 ، 84 / مجلد 3 جزء 6 .
[10] : مصطفى نظيف الحسن ابن الهيثم ص 33 .
[11] : السابق الصفحة نفسها .
[12] : السابق ص 37 .
[13] : مناهج البحث في العلوم الإسلامية مصطفى حلمي ص 76 .
[14] : السابق نفسه .
[15] : السابق ص 77 .
[16] : تاريخ العلوم عند العرب – قدري طوقان ص 188 .
[17] : مناهج البحث في العلوم الإسلامية د . مصطفى حلمي ص 79 .
[18] : مصطفى حلمي مناهج البحث في العلوم الإسلامية ص 80 .
[19] : قدري طوقان تاريخ العلوم عند العرب ص 350 وما بعدها .
[20]: السابق ص 195 .
[21] : مصطفى حلمي مناهج البحث في العلوم الإسلامية ص 80 .
[22] محمد ابن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي فيلسوف رياضي مؤرخ من أهل خوارزم ولد سنة 362هـ أقام في الهند عدد من السنين ومات في بلده سنة 440 هـ صنف كتباً كثيرة متقنة منها : " الآثار الباقية عن القرون الخالية " ترجم إلى الإنجليزية والاستيعاب في صنعة الإسطرلاب والجماهر في معرفة الجواهر وتاريخ الأمم الشرقية والقانون المسعودي وتاريخ الهند وهذا الأخير ترجم إلى الإنجليزية في مجلدين .
[23] : العقاد أثر العرب في الحضارة الأوربية ص 40 الهيئة المصرية العامة للكتاب .
[24] انظر زيغريد هونكه ص 153 .
[25] : انظر لزيغريد هونكه " شمس الله تسطع على الغرب " ص 316 و 271 ومناهج البحث للدكتور مصطفى حلمي ص 81 .
[26] : جلال مظهر – علوم المسلمين أساس التقدم العلمي الحديث ص 32 – الهيئة العامة للتأليف والنشر 1970
[27] : البحث العلمي منهجاً وتطبيقاً – عبد اللطيف العبد ص 105 – وراجع ابن أبي أصيبعة عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص 419 – نزار رضا 1965 – بيروت
[28] : البحث العلمي – العبد ص 107 .
[29] : انظر مدخل إلى علم المنهج د : حامد طاهر ص 55 .
[30] انظر زيغريد هونكه ص 262 .
[31] انظر شمس الله تسطع على الغرب ص 273 ، 274 ، 275 وللعقاد أثر العرب ص 35 وراجع أيضاً لأبي الفتوح التوانسي من أعلام الطب العربي ص 43 .
[32] : مصطفى حلمي مناهج ص 85 .
[33] : العقاد أثر العرب ص 37 .
[34] : مصطفى حلمي : مناهج ص 85 .
[35] : من روائع حضارتنا ص 142 مصطفى السباعي – المكتب الإسلامي – دمشق – بيروت 1977 . م
[36] : غوستاف لوبون – حضارة العرب ص 494 ترجمة عادل زعيتر – طبعة الحلبي بالقاهرة 1956 . م
[37] انظر لزيغريد هونكه شمس الله ص 280 .
[38] جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي أبو موسى فيلسوف كيميائي كان يعرف بالصوفي من أهل الكوفة له تصانيف كثيرة بلغ عددها 232 كتاباً وقيل بلغت خمسمائة ضاع أكثرها وترجم بعض ما بقي منها إلى اللاتينية قال برتلو : لجابر في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق . توفي في طوس سنة 200 هـ . انظر الأعلام ص 90 / جزء 2 مجلد 1 .
[39] : نقلاً عن منهج البحث عند العرب في مجال العلوم الطبيعية والكونية للدكتور جلال محمد عبد الحميد موسى ص 125 – دار الكتاب اللبناني 1972 .
[40] : السابق ص 126 – وانظر أيضاً زكي نجيب محمود – جابر بن حيان ص 58 .
[41] : في تراثنا العلمي والإسلامي – توفيق الطويل ص 18 .
[42] : الشفاء لابن سينا جزء 2 ص 248 وانظر أيضاً المباحث للرازي جزء 2 ص 308 .
[43] : المباحث للرازي ص 173 / 2 .
[44] : الحيوان للجاحظ ص 106 / 4 .
[45] : مناهج . مصطفى حلمي ص 7 1967 .
[46] : تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك المقدمة ص 9 الناشر دار القلم بالقاهرة 1963 م .
[47] : تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه لعبد الحليم منتصر ص 9 5 طبعة دار المعارف 1967 .
[48] : منار الإسلام – العدد الثامن – شعبان 1400 هـ يونيو 1980 م مقال لفؤاد سزكين .
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.66 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.06%)]