[بنت فلسطين]

بعد يوم شـــــاق وطويـــل، خلدت لميــــاء إلى النــوم، وقد ضبطت المنبه على وقت صلاة الفجر. وهاهو الأذان يرتفـــع إيذانـــا ببزوغ فجـــر جديـــد.
رن المنبه فسارعت يدها لإخماد صوته، لكن لازالت كلمات المؤذن تصل إلى مسامعها:
الصلاة خير من النـــوم الصلاة خير من النــــوم
حدثتها نفسها أن الجو بارد، والفراش وثير، لكنها تذكرت أن ملائكة الليل والنهار تتعاقب، وفي هذه اللحظات بالذات تصعد ملائكة الليل لتخبر عن حالها، ثم تفد ملائكة النهار لترافقها إلى العصر. ترى ماذا سيكون التقرير؟ بكل أمانة، ودون محاباة: لميـــاء فضلت النوم على الصلاة.
قالت تكلم نفسها: "ألا تستحين أن تضعي نفسك في هذه الخانة، خانة المتقاعسين عن صلاة الفجر؟ ألست عزيزة كريمة؟ عباد آخرون غيرك قاموا الليل ولو قليلا، استغفروا بالأسحار، وهاهم يصلون صلاة الصبح ثم يرددون أذكار الصباح. أما أنت أترضين بالدون؟".
وماذا عن خالتك مسك التي تجلينها وتحترمينها، حين تلقاك بسؤالها المعتاد، كيف أحوال الإيمان؟ وماذا عن صلاة الفجر؟ هل تقوين على النظر صوب عينيها، وأنت تردين: "أنام عنها كل يوم".
استعرضت لميــاء كل هذه الخواطر، لكنها توقفت فجأة، وعيناها ملأى بالدموع، قالت: كيف فاتني هذا الأمر؟ أأستحي من نفسي ومن الناس ومن الملائكة ولا أستحي من الله الرقيب؟ الذي لا تخفى عليه خافية؟ ألح على وجدانها اسم الله الرقيب فانتفضت وقفزت إلى المغسلة لكي تتوضأ...
قررت لميـــاء أن لا تتقاعس بعد اليوم عن صلاة الفجر، واستبدلت المنبه الوحيد بثلاثــــة : واحد عند رأسها، وثان عند باب الغرفة، وآخرعند المغسلة.

أسرة مشروع حراس الفضيلة / حملة حيائي جنتي