عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-11-2019, 10:46 PM
didiomar didiomar غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 23
الدولة : Egypt
افتراضي العراب أحمد خالد توفيق والموت

غيَّب الموت الكاتب المصري الكبير أحمد خالد توفيق، يوم 2 أبريل/نيسان 2018، إثر أزمة قلبية تعرَّض لها، ولا يُعدُّ «توفيق» كاتباً أدبياً فحسب، إنما يحظى بمكانته صديقاً لطفولة الكثير من جيل الشباب المصري الحالي، الذين اعتادوا دوماً اقتناء كُتيباته الصغيرة، ومن أشهرها سلسلة «ما وراء الطبيعة».
ارتبط هؤلاء الشباب بالبطل الشهير لتلك السلسلة، الدكتور رفعت إسماعيل، الذي واجه المذؤوبين مصاصي الدماء، وعاد من جانب النجوم، ورغم أن «إسماعيل» كان من الشخصيات التي تفتقر لكل صفات البطولة، إذ ظهر كعجوز ضئيل البنيان، أصلع الرأس، ومدخن شره، إلا أنَّه جسَّد ما بحث عنه أطفال الماضي من نقص وإخفاقات وضعف بشري.
مثَّلت كُتيبات «توفيق» وشخصياتها الرئيسية الرفيق المخلص للكثير من الأطفال، وعندما كبروا وجدوها تجسِّد جزءاً ثميناً من ذاكرتهم، تحكي لهم عن كاتب فهم طبائعهم الإنسانية المنقوصة، ولم يتعامل معهم كأبطال خارقين، وهو ربما ما دفع الكثيرَ منهم إلى تكبُّد عناء السفر إلى مدينة طنطا لحضور جنازته.
تعرَّض الكاتب المصري الشهير في كثير من كتاباته ولقاءاته لموضوع الموت، وطرحه من زوايا مختلفة، حسبما رآه، فلم يدَّعِ الشجاعة المزيَّفة في مواجهته، وإنما اعترف بضعفه الإنساني أمامه، ونستعرض معاً مقتطفاتٍ تروي لنا كيف ترجم العرَّاب الموتَ، ذلك الزائر الثقيل، إلى كلمات بديعة.
إذاً كان هذا هو الموت.. بسيطاً ومختصراً وسريعاً- رواية قهوة باليورانيوم
الكتابة عملية شديدة التعقيد، تحمل بين طياتها الكثير، لذلك لا يمكن التعامل معها بالمنطق الخالص، لكثرة ما تتضمن من خيال، ولكن أن يتحول هذا الخيال إلى واقع فهو أمر لا يصدق، ففي روايته «قهوة باليورانيوم» كتب أحمد خالد توفيق: «كان من الوارد جداً أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر»، وهو بالضبط نفس التوقيت الذي شُيِّعت فيه جنازة الكاتب، فهل يمكن أن نكتب أقدارنا دون أن ندري؟
يصف «توفيق» الموت في الرواية قائلاً: «إذاً كان هذا هو الموت، بدا لي بسيطاً ومختصراً وسريعاً بهذه البساطة، أنت هنا.. أنت لم تعد هنا، والأغرب أني لم أرَ شيئاً من تجربة الدنو من الموت (NDE) التي كتبت عنها مراراً».
شغلت فكرة الموت عقل «توفيق» طوال حياته، ربما يكون سر ذلك هو توقف قلبه 4 مرات، عاد في كل مرة بعدها لينبض بالحياة، ما جعل الموت زائراً متوقعاً بالنسبة إليه.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.13 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (4.39%)]