عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-01-2022, 08:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي الذين لا يحبهم الله

الذين لا يحبهم الله


د. أمير الحداد



إن القرآن العظيم كتاب كامل فيه ما يحتاجه كل البشر بكل خلفياتهم وثقافاتهم وأخلاقهم للوصول إلى الحق واتباع أوامر الله تعالى، فالقرآن يخاطب الجميع ومن أساليبه الجميلة: بيان أصناف البشر الذين يحبهم الله مثل: «المحسنين»، «التوابين»، «المتطهرين»، «المتقين»، «الصابرين»، «المقسطين»، وفي المقابل.. أصناف البشر الذين لا يحبهم الله.



قاطعني:

- هذا أسلوب نستخدمه نحن الآباء والأجداد مع الصغار.. ولله المثل الأعلى.. نقول للطفل: «نحن لا نحب من يعبث بأغراض غيره و«لا نحب من يكذب».. و «لا نحب من يؤذي الآخرين».

آسف على المقاطعة، أكمل ما أردت قوله.

كنت في جلسة عائلية ضمن بعض الإخوان والأخوات وأبنائهم.

هذا الأسلوب يستنهض الناحية العاطفية لدى العبد.. وهو شعور ملازم للعبودية: «كمال الخوف مع كمال الحب لله عز وجل».. فكما أن الخوف مطلوب كذلك الحب الذي يليق بالله عز وجل.. فالعبد ينبغي أن يترك الأمور خوفاً.. وحبّاً.. وربما يغلب أحدهما الآخر.. حسب حال العبد.. عندما يذكر الله أعمالاً لا يحبها.. مثلاً: {والله لا يحب الفساد}(البقرة: 205) فكل أنواع الفساد لا يحبها الله.. فيجب علي المؤمن أن يبتعد عن أن يسبب «فساداً».. سواء في المادة أو الأخلاق أو العقائد.. كل فساد لا يحبه الله.. الذين يتلفون الممتلكات العامة أو الخاصة.. على المعنى الأول.. أو الذين يفسدون عقائد الناس وأخلاقهم.

- وكيف وردت هذه الصفة في كتاب الله؟

- وردت في سورة البقرة.. في بيان فئة من البشر: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} (البقرة: 205) وكذلك وردت فيمن يتسبب في الإفساد بين الناس: {كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين} (المائدة: 64) وكذلك في النصيحة التي أسديت إلى قارون صاحب الكنوز: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين} (القصص: 77).


فذكر الله كل أنواع الفساد.. وأنه سبحانه وتعالى لا يحب الفساد في الأرض.. بل يحب الإصلاح.. المادي.. والأخلاقي.. والإنساني.

يحب الذين يعمرون الأرض.. ويزرعونها.. يحب الذين ينشرون الخير.. ويصلحون بين الناس.. يحب الذين يدعون إلى الخير.. وينشرون السلام.. ويدعون الناس إلى توحيد الله.. وعبادة الله.. وإلى الأخلاق الفاضلة.. والسلوكيات القويمة، هؤلاء يحبهم الله، وأولئك لا يحبهم الله.. من عرف ذلك.. سعى أن يكون من هذه الفرقة بسلوكياته.. وعقائده.. يرجو أن يكون ممن يحبهم الله.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.86%)]