عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-11-2014, 09:35 AM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,227
الدولة : Algeria
افتراضي أخيار وأشرار في كل مكان .

بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم أيها الإخوة الطيبون الكرام والأخوات الطيبات الكريمات.


قال الله عز وجل في محكم كتابه:" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا , وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ"[1]
فهذه سنة من سنن الله الكونية ماضيةٌ في كل زمان ومكان .
كل أمة وكل دولة وكل قبيلة وكل ملتقى وكل مؤسسة تجد فيها أخيارا كما تجد فيها أشرارا .
فمنذ أن كان على وجه الأرض أسرة واحدة فقط , وُجد هابيل يمثل الخير والإحسان , ووُجد قابيل يمثل الشر والإجرام .
ثم استمر الأمر على ذلك , وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
فما من مجتمع من الناس مهما كثر فيه من الأخيار إلا ويوجد بينهم أشرار مجرمون مفسدون.

فأما هم (أعني المجرمين) فسينقلب مكرهم عليهم , كما ورد في الآية السابقة :" وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ , وَمَا يَشْعُرُونَ "
وقوله تعالى أيضا: " وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ"
ولكن نحن ما هو واجبنا نحوهم ؟؟
فواجبنا هو التصدي لهم ومنعهم من الفساد , هذا لمن كان قادرا على ذلك .
لحديث "من رأى منكم منكرا فليغيره ...." ولحديث أصحاب السفينة[2].
ومن لم يكن قادرا فعليه أن يتجاهلهم ولا يستمـر معهم في الجدال والمهاترات ...
لقوله تعالى في وصف المؤمنين :" وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ , سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ "[3]
وقوله تعالى : " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ "[4]
وقال الشافعي رحمه الله :
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
إذا كلمتــــه فرّجت عنه ... وإن خليته كمدًا يمـــــوت .

أتمنى أنكم فهمتم كلمتي واستفدتم منها











[1] ـ سورة الأنعام 124
[2] ـ لفظه : " مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة....الخ ..." البخاري 2493
[3] ـ سورة القصص
[4] ـ سورة الأنعام
__________________



رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]