عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-02-2019, 04:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,837
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ركائز العمل المؤسساتي في الإسلام: التوازن

ركائز العمل المؤسساتي في الإسلام: التوازن
عبدالستار المرسومي




والتوازنُ المنشودُ في العَلاقة هو الذي تتوفَّرُ فيه مجموعةٌ من العناصر، وصولاً للتوازنِ الاجتماعيِّ الذي هو أساسُ التوازن في العَلاقات الاجتماعية، فإن التوازن الاجتماعي هو الذي يُحقِّقُ للآخرين إنسانيَّتَهم على حقيقتِها، مثلما يشعرون بأنهم جزءٌ من مجتمع أو فريق عملٍ محترم له ما لهم وعليه ما عليهم، ويُترجِمُ هذا التوازن الأُخوَّة إلى واقع حقيقي رغم الاختلاف العِرقي أو الوظيفي أو المالي، فلا مانعَ أن يتوافقَ تحتَ هذا المفهوم الإنساني من يتبوَّأ مكانةً وظيفيَّة أو اجتماعية عاليةً مع آخر لا يتمتَّع بهما، وبهذا الإحساس صرَّح صهيبُ بنُ سِنان الرومي رضي الله عنه عما في مكنونات نفسه حين ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (فلما أصيب عمر، دخل صهيبٌ يبكي يقول: وا أخاه وا صاحباه!)[12].

لقد تحقَّق المفهومُ الذي نتكلَّمُ عنه، فإن صهيبًا الرومي رضي الله عنه وهو المواطن يشعر بأن أميرَ المؤمنين ورئيس الدولة التي يعيش فيها إنما هو أخوه وصاحبُه ليس أكثر!

هذه هي الأمَّةُ الفائزةُ التي تتوفَّرُ في أفيائها عَلاقاتٌ إنسانيَّة بهذا المستوى من الرُّقيِّ والسمو، بحيث تجعل الفرد الاعتيادي لا يتردَّدُ في أن يُخاطِبَ أعلى قمة في هرم الدولة بعبارة (أخي) أو (صاحبي) بلا تردُّد، وبمشاعرَ حقيقيَّةٍ غير تمثيلية، وبلهجة الواثق من نفسه، الصادق في عباراته.

ومثل هذه الأمة التي تُشيرُ بوصلة علاقات أفرادها إلى الاتجاه الصحيح - يَفتخِرُ الإنسان بالانتساب لها، ويُباشِرُ بلا تردُّدٍ العمل الجاد والبذل لنجاحها وتفوقها.

ومن دلالات التوازن الاجتماعي:
تبادل الزيارات والاتصالات: اعتادَ الناسُ أن يزورَ الفقيرُ الغنيَّ، والضعيف القوي، والصغير الكبير، وأن الأمرَ يبدو للوَهْلة الأولى طبيعيًّا، وهذا ما اعتاد عليه الناس اليوم، ولكنه إن كان بسبب التمايُزِ الطَّبقي أو الاجتماعي، فإن ذلك سيُؤدِّي إلى نتائجَ سلبيَّة، فهو يبعثُ في نفس القويِّ والغني بأنه صاحبُ الحقِّ في أن يُؤتَى ولا يأتي، فيَنصاعُ لهوى نفسِه الأمَّارة، وربما وَقَع في الكِبْر والعجب، وفي ذات الوقت فإن الأمرَ يَبعثُ في نفس الفقير والضعيف ما يُملي عليه أن يأتي الآخرَ، ويُقدِّمَ له فروض الطاعة والولاء، فتقع في نفسه الهزيمة والانكسار.

وتكونُ العَلاقات الاجتماعية متوازنةً حين يتبادَلُ الناسُ الزيارات بشكل متعادل، فإن الغنيَّ إذا زار الفقيرَ فإن الفقير سيَشعُرُ أنه إنسانٌ مُحترَمٌ، لا يقلُّ شأنًا عن الغني، وإن الفارقَ في فضولِ الأموال إنما هو رزقٌ يَسوقُه الله جل جلاله للناس، واللهُ جل جلاله لا يُسأَلُ عمَّا يَفْعَلُ؛ لأن الخيرَ كلَّ الخير للناس فيما يختارُه الله جل جلاله للناس؛ لذلك نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكثِرُ زيارةَ الأنصار خاصة وعامة، فكان إذا زار خاصَّة أتى الرجلَ في منزله، وإذا زار عامَّة أتى المسجد[13].

ولم تكن زياراتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لنوعيَّة خاصة من الناس، كأصحابه المقربين أو كبار القوم - وهو كان يفعل ذلك - ولكنه يزورُ عامَّةَ الناس وفقراءَهم في بيوتهم أيضًا؛ كجزء مهمٍّ من المجتمع لا يمكن التخلي عنهم أو التفريط فيهم؛ لأهمية وجودِهم ودورهم الفاعل في المجتمع، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً قد صار مثلَ الفَرْخ، فقال: ((ما كنت تدعو بشيء أو تسأل؟))، قال: كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبَني به في الآخرة، فعجِّلْه في الدنيا، فقال: ((سبحان الله! لا تستطيعُه، أو لا تطيقُه، قل: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار))[14].

وواضَحٌ من سياق الحديث أن الرجلَ الذي زاره النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن معروفًا، ولو كان صحابيًّا معروفًا لما تردَّد أنس بن مالك رضي الله عنه في أن يذكره باسمه.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان غلام يهودي يَخدُمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعودُه، فقَعَد عند رأسه، فقال له: ((أَسْلِمْ))، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أَطِعْ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((الحمدُ لله الذي أنقذه من النار!))[15].

ولنا أن ننظُرَ بعين المنصف لهذه الزيارة، إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقوم بدور المربي والمسؤول، وهو يزور طفلاً صغيرَ السن، ويهوديًّا، وليس بينه وبين الموت إلا هنيهات من الزمن، ولو كان أحدُنا في هذا الموقف، لقدَّمنا الكثير من التساؤلات في أهمية هذه الزيارة، وجدواها! ولكن رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم يُؤدِّي دوره العظيم في تربية الأمة.

وفي موضع آخرَ يستجيب صلواتُ ربي وسلامه عليه لدعوة امرأة عجوز، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن جدَّته مليكة دعَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعَتْه له، فأكل منه، ثم قال: ((قوموا فلأصلِّ لكم))، قال أنس: فقمتُ إلى حصير لنا، قد اسودَّ من طول ما لبس، فنضحتُه بماء، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفَفْتُ واليتيمَ وراءَه، والعجوزُ من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتَيْن، ثم انصرف [16].

ولكننا اليوم نرى بأمِّ أعيننا من يتهرَّب من دعوة الضعفاء، ويربأ بنفسه عن طعامهم؛ فهو لا يليق بمقامه، مثلما ينأى بنفسه أن يتكلَّف استقبالهم، وأداء واجباتهم كضيوفٍ، فلا يُجيبُ إلا دعوات كبار القوم وأغنيائهم؛ ففيها ما يرضي غرورَ نفسه.

وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتاه في منزله، فقال: ((أين تحبُّ أن أصلِّي لك من بيتك؟))، قال: فأشرتُ له إلى مكان، فكبَّر النبي صلى الله عليه وسلم، وصففنا خلفَه، فصلى ركعتين[17].

الالتزام بالعهود: وقد صار هذا الخُلُق الطيِّب اليوم لناسٍ دون آخرين، فكبار القوم ليسوا على استعدادٍ للوفاء بعهودهم التي قطعوها بالأمس القريب للآخرين، ويُبرِّرون ويَعتذِرون بشتَّى الأعذار والذرائع، ثم يتنصَّلون عن عهودِهم، بينما يُلزَمُ الصِّغار والفقراء بأن يوفوا بالعهود، ولا يُسمَحُ لهم بغير ذلك؛ لأن في ذلك خيانةً للأمانة وتفريطًا في مبادئ القضية، في حين أن الله حين أمر بالوفاء بالعهود لم يُصنِّف الناس، وكان الخطاب عامًّا، يقول تعالى: ï´؟ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا ï´¾ [الإسراء: 34].

فرص الكلام: غَلَب على عَلاقات اليوم - وخصوصًا بين كبير المقام ومن أصغر منه - بأن يستلم الكبير أو القوي أو الغني أو ذو الشأن دفَّةَ الحديث، فيُوجِّهه حيث شاء، وليس لصغارِ القوم فرصة في الكلام، وهذا من الأخلاق السيئة التي تجعل الضعيف أو الفقير في مقام لا يُحسَدُ عليه، ويشعر بالعُقد النفسية تجاه الآخرين، وقد لا تظهر نتائجه قريبًا، بل من الممكن أن تكبرَ معه وتنفَجِرَ في أشدِّ الأوقات حرجًا على المجتمع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سَمِع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدِكم يغتسِلُ فيه كلَّ يوم خمسًا، ما تقولُ ذلك يبقي من درنه؟))، قالوا: لا يُبقِي من درنه شيئًا، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله به الخطايا))[18]، ففي هذا الحديث نقرأُ كيفَ كان رسولُ الله محمد صلى الله عليه وسلم يُحفِّز مَن يجلس معه بأن يقول رأيَه بعد سؤاله من قِبَل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

تكافؤ فرص العيش: ولقد صار من أمراض العصرِ الحالي أن يعيش أناسٌ بنعمة، وخير وفير، وعزٍّ منيع، وآخرون معهم بنفس السفينة، ويؤمنون بنفس المبادئ، ويعملون من أجل نفس القضية، ولكنهم يعيشون بحاجة وتعب وذلٍّ، وظهرٍ مكشوف وفقدان الأمن، وقد يطلق عليهم المصطلح المعاصر أنهم (يعيشون تحت مستوى خط الفقر).

لقد دعَت الشريعة الإسلامية إلى توفير الحاجات الحياتية الأساسيَّة في الحياة للإنسان؛ لكي يكون منتجًا ومُفكِّرًا مبدعًا، يقول المستورد بن شدَّاد رضي الله عنه: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن ولي لنا عملاً وليس له منزلٌ، فليتَّخِذْ منزلاً، أو ليست له زوجة فليتزوَّج، أو ليس له خادم فليتخذ خادمًا، أو ليست له دابة فليتخذ دابة، ومن أصاب شيئًا سوى ذلك فهو غالٌّ))[19].

وهذا المقدارُ من فرص العيش في الحياة يُسمَّى: (حدَّ الكفاية)، وليس حدَّ الكفاف، وهو مستوًى راقٍ ومتطورٌ وتنموي في المنظور الاجتماعي والاقتصادي.

وفي الدور التربوي للنبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم لأمته أنه يتعمَّد صلى الله عليه وسلم أن يختار جانبًا اقتصاديًّا يَتعلَّقُ بتكافؤ الفرص في العيش؛ ليعلم رجلاً خلقًا ما، فعن جريرِ بنِ عبدالله البَجلي رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بين يَدَيْه، فاستقبلَتْه رعدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هَوِّنْ عليك؛ فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش، كانت تأكل القديد[20]))[21].

لقد كان حرصُ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كبيرًا في مَنْح الجميع نفس الفرص، ليس في العيش فحسب، بل في أوجهِ الحياة كافَّة، حتى على مستوى الإناء الواحد، بل على مستوى التمرةِ الواحدة، وقد يبدو الأمر مبالَغًا فيه، ولكن الأمر لأهميته العالية تناوله رسولُ الله محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة الرائعة، فعن جَبَلة بن سحيم التيمي قال: كنا بالمدينة في بعض أهل العراق، فأصابنا سنة، فكان ابن الزبير يرزقُنا التمرَ، فكان ابن عمر رضي الله عنهما يمرُّ بنا فيقول: "إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الإقران، إلا أن يَستأذِنَ الرجلُ منكم أخاه"[22].

قبول المخالفين في الرأي: ثقافةُ الاختلاف في الرأي هي إحدى المؤشِّرات المهمة على مدى تطور الشعوب، ومن أجل هذا حَرَصت الشريعةُ الإسلامية على إلزام الفرد قبولَ الرأي الآخر، وعدم إلزامه بالخضوع والانحناء أمام ما نؤمن به بالقوة، وفي أقلِّ الأحوال منحه الفرصَ والبدائل ليختار.

وما يهمُّنا في موضوع بحثِنا أن الأمَّة بدأت تنحَرِفُ عن هذا الفهم الأصيل، الذي هو من صميم توجُّه الفكرِ الإسلاميِّ السليم، فأصبَحَ الناصحُ الذي يُحاوِلُ أن يُقوِّم التقصير أو الأخطاء المرتكبة من قبل الآخرين - يوصف بالعدوِّ الذي يحاول تدمير المسيرة.

لقد شجَّع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الصحابة على أن يقولوا بآرائهم من غير تردُّد ولا تعتعة، فهذا الحُبَابُ بنُ المنذر يُدلي بدلوه يوم معركة بدر الفرقان، فغيَّر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مكانَ الجيش الإسلامي بأكمله؛ بناء على استشارة الحباب رضي الله عنه.

إن أهم الأسباب لعدم قبول الرأي الآخر يكمن في فقدان القدرة على استيعابِ وِجهات نظر الآخرين، وهذا يؤدي إلى الشعور بأن صاحبَ الرأي المخالف ما هو إلا عدوٌّ يُحاوِلُ إفشالَ الطرف الآخر في الوصول إلى ما يطمحون إليه.

لذلك؛ لابد من نبذِ الاختلاف حين يكونُ من أجل فرض رؤية معيَّنة، بعيدًا عن أي مستند علميٍّ، أو واقعي، أو لمجردِ الانتصار للنفس، فالاختلافُ في وجهات النظر أو في الرُّؤى، ولو كانت عَقَديَّةً، إذا كان مبنيًّا على أسس ومبادئ يُؤمِنُ بها كلٌّ وَفْقَ وجهة النظر التي يتبنَّاها - سيُسهِّلُ الأمر لجميع الأطراف للوصول لحلٍّ يُرضيهم.

ومن باب آخر: ينبغي أن يتعلَّم الأفرادُ ثقافةَ الحوار مع المخالفين، وليس شنَّ الحرب واستخدامَ ما يُمكِنُ من الأساليب الهجوميَّة مع أول جملة يتفوَّهُ بها المخالفُ في الرأي.

والحوار: هو النِّقاشُ بين طرفَيْنِ حولَ قضية معيَّنة بحيث يأخُذُ كلُّ طرف من الطرفين فرصتَه الكاملة للتعبير عن وجهة نظره، محاولاً إثباتها، ثم يبادر الآخر ليأخذ نفس الفرصة.

لقد تناولَ القرآن العظيم مصطلحَ الحوار في سورة الكهف؛ نظرًا لأهميته في الحياة؛ لأنه من الطبيعي جدًّا أن يكون للفردِ مخالفون في الرأي، سواء في العقيدة، أو في الفكر، أو في الفهم، أو في أمور الحياة عامة؛ وبذلك توفَّرت مادة للحوار بين الطرفين، قال تعالى: ï´؟ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ï´¾ [الكهف: 34]، ثم أعاد الخطاب بعد آيتين فقط، بقوله تعالى: ï´؟ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ï´¾ [الكهف: 37].

ومن أسس الحوار:
أن يستمع طرفٌ حتى ينتهي الطرف الآخر، ثم يَحدُث العكس.

أن يكون ودِّيًّا، فهو ليس حلبةَ مصارعة بين طرفين.

في الغالب يكون هادئًا، بعيدًا عن التشنجات النفسيَّة، والانفعالات العصبية.

يكون في الأمور الفكرية وليس المادية، ففي الماديات والصفقات يكون تفاوضًا.

ينبغي أن يتسلَّح المحاور بالعلم الكافي (في قضية الحوار) الذي يُوفِّرُ له الأدلة والحجج المناسبة لإقناع الطرف الآخر.

يُفضَّل أن تتطابق أعمال المحاور مع أفعاله في القضية التي تكون مدار الحوار.

أن تكون الغايةُ منه الوصولَ للحق، وإلا تحوَّل جدلاً.

وجودُ تكافؤ في الفرص، وحريةٍ لقول الرأي، ما يعني: لا يتحاور وأحدُ الطرفين تحت ضغط ما، سواء كان هذا الضغط مباشرًا أم غير مباشر.

ليس بالضرورة أن يكون هناك طرفٌ رابح وآخر خاسر، فقد ينفضُّ مجلس الحوار ولا يبدي أيُّ الطرفين اقتناعًا بوجهة نظر الآخر، وقد تأتي النتائج لاحقًا.

ويقع الكثير من الناس في خطأ جسيمٍ في الحوار حين يَنظرون إلى الجانب المُظْلمِ أو القاتم في رأي أو شخصية المُخالِفِ، فهو كمَن يُقدِّم التشاؤم في الموضوع، بينما من المفروض أن يَنظُرَ إلى الجانب المُشرق فيه؛ وهو الجانب التفاؤلي في الموضوع، ومِن رحِمِ التفاؤل والنظرة للجزء المملوء وليس الفارغ من القدح - تَنبثِقُ النتائجُ العظيمة.


[1] صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب: استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.

[2] مسند أحمد بن حنبل، ومن مسند بني هاشم، مسند عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.

[3] صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلاً".

[4] صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب: رحمة الناس والبهائم.

[5] صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب: إثم من باع حرًّا.

[6] تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء ابن كثير القرشي الدمشقي، ج4، ص: 568.

[7] صحيح ابن حبان، كتاب التاريخ، ذكر خصال كان يستعملها صلى الله عليه وسلم ويستحب لأمته الاقتداء به فيها.

[8] صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب: في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

[9] صحيح البخاري، كتاب الإجارة، باب: رعي الغنم على قراريط.

[10] المطالب العالية؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني، كتاب الأدب، باب الحب.

[11] مسند أحمد بن حنبل، مسند المكيِّين، بقية حديث كعب بن مالك الأنصاري.

[12] صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يُعذَّب الميت...".

[13] مسند أحمد بن حنبل، زيارة النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار عامًا وخاصًّا.

[14] صحيح ابن حبان، كتاب الرقائق، باب الأدعية؛ ذكر الأمر بمسألة العبد ربه جل وعلا الحسنة في الدنيا والآخرة.

[15] صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب: إذا أسلم الصبي فمات.

[16] صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب: الصلاة على الحصير.

[17] صحيح البخاري، كتاب الصلاة، أبواب استقبال القبلة، باب إذا دخل بيتًا يصلي حيث شاء، أو حيث أمر.

[18] صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب: الصلوات الخمس كفارة.

[19] مسند أحمد بن حنبل، مسند الشاميين، حديث المستورد بن شداد.

[20] القديد: اللَّحم المملَّح والمجفَّف في الشمس.

[21] المعجم الأوسط؛ للطبراني، باب: الألف؛ من اسمه: أحمد.

[22] صحيح البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب: إذا أذن إنسان لآخرَ شيئًا، جاز.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.55 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.31%)]