عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-09-2020, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: همسات وأهات عانس 1

نعم الزواج سنة في ديننا الحنيف؛ مصداقاً لقول رسولنا الكريم: ((من استطاع منكم الباءة فليتزوج)) الحديث، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: (( من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه))
أسباب العنوسة كثيرة جداً: منها على سبيل المثال لا الحصر الأوضاع الاقتصادية السيئة في كثير من مجتمعاتنا، فالشاب لا يستطيع أن يجد وظيفة يقتات عليها ناهيك أن يبني بيتا أو يؤجر شقة ليفتح بيتاً أو حتى عشة صغيرة تضمه وفتاة يتزوجها، نعم العادات والتقاليد البالية هي الأخرى سيف مسلط على رقاب الجنسين، هناك الأسر التي لا ترتضي إلا شاباً بمواصفات محددة دقيقة لابنتهم، ومع أنه من المهم في الزواج أن نقف عند الحسب والنسب والجاه والمال إلا أن الأكثر أهمية هو تدين الشابة (( فأظفر بذات الدين تربت يداك))، والمغالاة في المهور هو ما يجعل معظم شبابنا يهربون من مجرد الاقتراب مما يسمى بالقفص الذهبي، " والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((أقلهن مهراً أكثرهن بركة)) في كل بلادنا تطالب معظم الأسر بمهور عالية، لا يقدر عليها معظم الشباب، هذا فضلاً عن مستلزمات العرس التي نباهي الناس فيها " فشخرة كاذبة"، " مفاخرة ورياء اجتماعي" كل واحد منا يحب أن يباهي الآخرين ويكلِف نفسه ما لا يقدر عليه، لماذا كل هذا؟ (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، هذا فضلاً عما يسمى بالشبكة ثم حفلة للخطوبة، ثم حفلة عقد القران، وحفل الزواج، الشاب المسكين ما أن يكمل واحدة من مراسم هذا الرباط المقدس حتى يدخل في أخرى، وتنسوا تلك الحفلات التي يجلب إليها المغنون والعازفون، حتى إذا أصبح الصبح وجد العريس نفسه مسكيناً يستحق العون وأن جيبه أصبحت خاوية، بات لا يملك قوت يومه، مما يستدعي توجهه إلى ديوان الزكاة؛ لأنه صار مسكيناً فقيراً، بحق بين عشية وضحاها، الفتاة أيضاً في مجتمعاتنا إلا من رحم ربك، لا تعرف معنى هذا الرباط المقدس، فتراها في شبابها الباكر تهتم بالتعليم وما أن تنال قسطاً وافراً منه تقول: " سوف أعد رسالة الماجستير، وأتزوج لكن حينما تكملها تقول: وبالمرة أكمل رسالة الدكتوراة، وأعمل قليلاً، لأكون نفسي وأجعل بيدي سلاحاً، لتتفاجأ أن قطار الزواج فاتها بمحطات عديدة، يصبح اللحاق به ضرباً من الجنون، الحكومات هي الأخرى تماماً كالمجتمعات لها نصيب وافر من وزر العنوسة هذه، فلا نرى أنها تشغل العاطلين بل تتركهم عاماً بعد آخر لتضيف إليهم أرتال أخرى من العاطلين، الذين تقذف بهم جامعاتنا دون رحمة إلى الشارع، ليعاقروا الخمر والمخدرات والجنس الحرام، لا تبني حكوماتنا بيوتاً لهؤلاء المساكين، بل لا تقلل تكاليف البناء، ولا تحارب التضخم، فطبيعي جداً في ظل أوضاع كهذه، أن يفكر الشباب في الزواج عند سن الخمسين، والفتيات في سن الأربعين، نعم فالإحصائيات تؤكد أن العنوسة في مجتمعاتنا العربية، خاصة الخليجية، تتزايد سنة بعد أخرى، منذرة بأخطار اجتماعية في حال عدم تداركه، وما يؤكد وجود هذه الظاهرة في مجتمعاتنا النسبة التي كشفت عنها مؤخراً إحدى المؤسسات والتي تؤكد أن 50% من الفتيات الإماراتيات والخليجيات تأخر سن الزواج لديهن بطريقة تجعل الأمر يخرج من نطاق الحالات الفردية أو الاستثنائية إلى نطاق المشكلة التي تحتاج إلى حلول جذرية، كشفت دراسة اجتماعية بالسعودية عن وجود مليون ونصف المليون فتاة سعودية يعانين من العنوسة، وفي الكويت نسبة العنوسة بين الفتيات الكويتيات تقترب من 30%، حسب بعض الاحصاءات الرسمية، في قطر نسبة العنوسة أيضاً حسب إحصائية رسمية 35%و، وفي البحرين35% في العراق تبلغ58% بسبب الحروب المتتالية، ويذكر أن آخر الإحصائيات في الأردن ذكرت أن عدد العوانس في الأردن وصل إلى ثمانين ألف فتاة، وفي تونس أن نسبة العنوسة بين التونسيات حسب إحصاء أجرى هنا في 2008 ارتفعت ارتفاعاً كبيراً، مؤكداً أن "عزوبة الإناث في عمر الإخصاب الأقصى (25 34 سنة) تشمل نصف الإناث وهذا يؤدي حتما إلى نتائج سلبية جداً على الخصوبة".




ممن تجاوزن سن الثلاثين عاماً وحسب إحصائيات غير رسمية هناك مائتا ألف امرأة عربية تدخل مرحلة فقدان الفرصة بالزواج في حياتها كل سنة، وستحرم هؤلاء النساء من حقهن في إكمال الوظيفة الأسمى في الحياة وهي الحصول على أسرة وإنجاب الأولاد وفي كثير من دولنا وأقطارنا العربية والإسلامية نجد ملايين الشباب من الجنسين تجاوزا سن الخامسة والثلاثين ولذلك آثار وخيمة على نفسية العانس خاصة الفتاة، عن الآثار الطبية لتأخر سن الزواج والتي تغيب دائما عن أذهان الفتيات.
تؤكد د. سامية خضر أخصائية نساء وولادة أن أفضل فترة للحمل والإنجاب هي من سن 24-30 سنة حيث تزيد فيها نسبة الخصوبة واحتمالات الإنجاب، أما الفترة التي تليها أي بعد سن 30 سنة فإن احتمالات إنجاب المرأة تقل، وإذا تم الحمل فيجب أن يكون قبل سن 35 سنة وهي سن خطرة على صحة الأم وصحة الجنين، أما إذا تعدت المرأة الأربعين فإن إنجابها لن يكون سليماً بل وتزيد نسبة إنجابها للأطفال المنغوليين.
تضيف د. سامية: بالنسبة للرجل لا توجد سن للإنجاب فالرجل يمكنه الإنجاب حتى وهو في السبعين من عمره إلا أن سن الثلاثين هي الأنسب للزواج من الناحية الصحية، في دول الخليج الأخرى الغنية يزداد عدد العوانس من الجنسين فكيف يكون الحال في دولنا العربية الأخرى الفقيرة؟ كان الله في عون الشباب من الجنسين، نعم إننا لا نحس آهات وزفرات انطلقت من فتيات في سن الشباب يحسبن أن قطار الزواج قد فات، آهات تشعر بها العديد من الفتيات في مجتمعاتنا ولا يستطعن أن يبحن بتلك المشاعر لأحد، إما لخوف أو لشعور شديد بالخجل والعيب، نعم لقد باتت مشكلة العنوسة في عالمنا العربي مشكلة تؤرق بال الكثيرين، وتصيب الأهل قبل الفتيات بالأرق والقلق، وصارت شبحًا يخافه كل بيت في مجتمعاتنا بعد أن أصبحت معظم بيوتنا يسكنها عانس رجل أو عانس فتاة.




إلى كل عانس ربما يفوتنا قطار الزواج ولا نستطيع الركوب فيه لسبب يحبه الله لنا فلابد أن نرضى بقضائه وقدره فينا دون أن يعني ذلك تقاعساً من الحكومات والمجتمعات ووسائل الإعلام ومؤسسات التربية والتعليم في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا بالفناء.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.26 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]