عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-09-2020, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي همسات وأهات عانس 1

همسات وأهات عانس 1
سليم عثمان أحمد



قيل: الزواج: بالنسبة للمرأة حلم جميل وبالنسبة للرجل مسئولية ثقيلة.
رجل دون امرأة حصان بلا لجام، امرأة دون رجل سفينة بلا دفة.
الزواج قلعة‏: ‏ من فيها يريد أن يخرج منها‏، ومن خارجها يريد أن يدخلها‏! ‏
الزواج: هو الشيء الوحيد الذي ينقل المرأة من عالم الخيال إلى عالم الواقع.
تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجاً، في حين لا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجة.
قيل لفتاة: ما السرور؟ قالت: زوج يملأ قلبي جلالاً، وعيني جمالاً.
الزواج هو الترجمة النثرية لقصيدة الحب.
تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجاً، ولا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجته. (بارناردشو) الزواج كالحياة: كلاهما ميدان للقتال لا فراش وثير مزين بباقات الورد(ستيفنسون).




من سنن الله – تعالى- التي فطر الناس عليها، أن كلاً من الجنسين مفتقر إلى الآخر، وأن أحدهما مكمل لصاحبه، وباجتماعهما تحصل السعادة، ويتحقق الخير والصلاح والسرور، ولكن وللأسف الشديد إن من عباد الله من يقف حجر عثرة في طريق هذه السنة الربانية، ويكون عقبة كؤودًا أمام الراغبين في تحقيق تلك المنحة الإلهية، ويكون معول هدم للأمة، شعر بذلك أو لم يشعر، فهو يساعد بفعاله تلك الحملات المسعورة من قبل الأعداء، لصرف الشباب عن الزواج، بوسائلهم المختلفة من صحف ومجلات وأفلام ومسلسلات وغيرها ليكيدوا لهم كيداً، والنبي - صلى الله عليه وسلم- حث شباب الأمة على الزواج لما له من فوائد جمة في حفظ النفس من الوقوع في الشهوات المحرمة فثبت عنه قوله: (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) فقد شرع الله الزواج لحكم سامية وغايات نبيلة وفوائد جليلة وأمر بتيسير أسبابه، لأنه هو الطريق السليم للتناسل وعمران الأرض بالذرية الصالحة.
قال الله - تعالى-: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)[النساء: 3].
وقال - تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم: 21].
وقال - تعالى-: (وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[النور: 32].
قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: " أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى" والأيامى جمع أيم، وهو: من لا زوج له من الرجال والنساء.




وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) والباءة: مئونة الزواج، والوجاء: الحد من الشهوة، وقال - عليه الصلاة والسلام - منكرا على من رغب عن الزواج وغيره من المباحات: (( لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني))، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة))، وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (( من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي))، وفي رواية: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي))، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء والناكح يريد العفاف)).
ترى كم عانساً (رجل أو امرأة) في الوطن العربي والإسلامي الكبير؟ لا أحد يعلم، كم عدد العوانس في السودان؟ ليست هناك إحصايات دقيقة، وقبل أن نخوض في تفاصيل هذه الظاهرة المقلقلة، والتي باتت تهدد كيان الأسرة، وتعصف بتماسكها وتفكك نسيجها، دعونا نعرف أولاً ما هي العنوسة؟
ورد في القاموس المحيط للفيروزابادي: "أن العانس هي البنت البالغة التي لم تتزوج أو الرجل الذي لم يتزوج جمعها عوانس وعنس وعنوس، وأيضاً العانس هو الجمل، كما أن العانس هي الناقة الثمينة، وكلمة عانس مشتقة من عنس والعنس هو الناقة الصلبة، فالعانس إذن في اللغة تطلق على الرجال والنساء، لكن إطلاقها على النساء أكثر منه في الرجال، وهي تعني من تأخر عن الزواج بعد أن بلغ سنه، قال ابن منظور: العانس من الرجال والنساء الذي يبقى زماناً بعد أن يدرك لا يتزوج، وأكثر ما يستعمل في النساء، يقال: عنست المرأة فهي عانس وعنست فهي معنسة، إذا كبرت وعجزت في بيت أبويها. قال الجوهري: عنست الجارية تعنس إذا طال مكثها في منزل أهلها، بعد إدراكها حتى خرجت من عداد الأبكار، هذا ما لم تتزوج فإن تزوجت مرة فلا يقال عنست.




العنوسة إذن تضرب بأطنابها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية كافة، تكاد لا تخلو أسرة من رجل عانس أو امرأة عانس، الأسباب أكثر من أن تحصي، فهذا طبيب عانس وتلك مهندسة عانس، وهذا صحافي عانس، وتلك معلمة عانس، وهاهي طبيبة محترمة تعبر عن شيء من خلجاتها وآلامها وتنفث زفرات حرى من خلال مجلة "اليمامة" كتبت تصف حالها بعد أن أصبحت عانساً: لقد صار معطفي الأبيض في عيني لباس حداد عليَّ، وأصبحت سماعتي كأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، كاد العقد الثالث من عمري يكتمل، والتشاؤم ينتابني على المستقبل، ثم تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي ومعاطفي ومراجعي وكل مالي، وأسمعوني كلمة ماما، ثم كتبت هذه الأبيات:
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة *** فقد قيل فما نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترى في قدوة *** هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل مناها بعض طفل تضمه *** فهل ممكن أن تشتريه بمالها
إن أخطر أمر على العانس يجعل حياتها جحيماً وعذاباً ملازماً استحضار حالة العنوسة في فكرها، وأن تلوم نفسها وتنتقد تصرفاتها على سبيل الدوام واعتقادها أنها هي السبب الوحيد في عدم توفيقها في أمر الزواج، فجلد الذات وممارسة اللوم والعقاب المستمر وتحميل المجتمع المسؤولية والحقد عليه يجعلها تعيش حالة اليأس والحزن السلبي الذي يترتب عليه مفاسد وشرور.


يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.65 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]