عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-09-2020, 04:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي ابتعدي عن هذه الأخطاء!

ابتعدي عن هذه الأخطاء!
ليلى محمد محمد






بعض الأمهات يتركن أولادهن في مرحلة الطفولة للخادمات والحاضنات بسبب انشغالهن بالعمل أو بأشياء أخرى، والأم بتصرفها هذا تعتبر خاطئة بلا شك، فالطفل لا غنى له عن الرضاعة الطبيعية التي تحميه من الأمراض والتي تعمل على بناء جسمه وعقله بناء تاماً·
وعندما ترضع الأم وليدها حليبها، إنما ترضعه العطف والحنان، ومن هنا كانت حكمة الله سبحانه وتعالى في إرجاع >موسى< عليه السلام إلى أمه كي تقرُّ عينها ولا تحزن، قال تعالى: (فرددناه إلى أمه كي تقرَّ عينها ولا تحزن) القصص:13·
ويرى علماء التربية وعلى علم النفس، أن الطفل يشعر بالأمان كلمان ألصقته الأم بصدرها، ولكي ينمو الطفل نمواً طبيعياً صحياً ونفسياً وعقلياً لابد من إتمام الرضاعة، قال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كامين لمن أراد أن يتمَّ الرضاعة) البقرة:233·




وثمَّة ظاهرة خطيرة جداً، تلجأ بعض الأمهات إليها، وهي التفريق بين الأولاد في المعاملة وعدم العدل بينهم سواء في العطاء المادي أو المعنوي، مما يجعل هذه الظاهرة تترك آثاراً سيئة في نفوس الأولاد، والنتيجة من ذلك تؤدي إلى فسادهم جميعاً بالإضافة إلى ولادة الحقد والغيرة والحسد والكراهية في قلوب الأخوة، فقد ورد عن أنس بن مالك أن رجلاً كان جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء بُنيٌّ له فقبَّله وأجلسه في حجره، ثم جاءت بُنية فأخذها فأجلسها إلى جنبه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: >فما عدلت بينهما<(1)، وقد بشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعدل بين أولاده ببشرى عظيمة: >فهم على منابر من نور يوم القيامة<·
حاولي أيتها الأم ألا تسمحي لبناتك بالخروج متبرجات كاسيات عاريات يسرن وحدهن في الشوارع، وهذه الظاهرة السيئة مخالفة لشرع الله تبارك وتعالى، ناهيك إلى تعرضهن للفتنة وللإيذاء اللفظي والمعنوي من الشباب المائع، والنبي صلى الله عليه وسلم حذَّر فتيات الإسلام من الخروج وحدهن أو الخلوة بأجنبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما<·
ولقد حذرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من هذه الظاهرة التي تعد من الأخطاء الشائعة وعلى الأمهات الابتعاد عنها، حيث قال صلى الله عليه وسلم: >صنفان من أمتي لا يدخلن الجنة ولا يشممن ريحها، وإن ريحها ليشم على مسيرة كذا وكذا، رجالا يسوقون الناس بسياط كأذناب البقرة ونساء كاسيات عاريات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة<·(2)


كما تلجأ بعض الأمهات إلى إهمال أولادهن وخصوصاً في مرحلة الطفولة فتبقى منشغلة عنهم، إما بحجة العمل داخل البيت أو خارجه، أو بالحديث مع صاحباتها، من خلال المكالمات الهاتفية المتواصلة التي لا تجدي نفعاً، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: >كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول<·
ولكن أثر هذا الإهمال الناتج من هذا الخطأ الشائع من قبل الأم، إنما يفسد المجتمع والأسرة والأولاد، والبيت الذي تكون المرأة فيه مهملة، يكون الأولاد تائهين لا يدرون لهم هدفاً ولا وجهة·
والغريب في الأمر أنه بدأت الموضات والموديلات والأفلام غير الخاضعة للرقابة تدخل البيوت عبر التلفاز ومن دون استئذان، مما جعل انصباب اهتمامات بعض الأسر ممثلة بالأمهات على تعليم أولادهم القيم الغربية والثقافات الأوروبية، متغافلات عن قيم الإسلام ومبادئه، وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب لنا المثل في تعليم الصغار وتربية الأولاد على القيم الإسلامية·
ورد عن >عمر بن أبي سلمة< رضي الله عنهما، قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >يا غلام سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك<، فما زالت تلك ضعمتي بعد·
فتوجيه الأبناء في الصغر له فوائد جمَّة فما يتعلمه الطفل في صغره لا يقدر على تحصيله في الكبر، >فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر<، فلا يندثر ولا ينسى بل يدوم أثره·
ودعوتي لأخواتي الأمهات بالاتبعاد عن هذه الأخطاء الشائعة، والأخذ بما يلي من النصائح:
ـ عدم التفريق بين الأبناء في العطايا المادية أو المعنوية وألا تجعلي واحداً يتطاول على أخيه مهما كان السبب·
ـ منع البنات من الخروج متبرجات بالزينة إلى السوق أو إلى الطبيب أو المدرسة، لئلا يقعن فريسة لمن في قلبه مرض·




ـ عدم القسوة أو الشدة على الأولاد أكثر من اللازم، إذا ما حدث خطأ، وليحذرن كثرة الضرب·
ـ عدم تعويدهم على سلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، مهما كان السبب، وليكن الصفح والعفو من شيمهم·
وأخيراً: نسأله سبحانه أن يصلح لنا أولادنا وبناتنا وأن يجعلهم قرة أعيننا ويصلح شأنهم، إنه على كل شيء قدير·

الهوامش:
1 ـ رواه أحمد في المسند 2/219·
2 ـ حديث صحيح رواه مسلم في كتاب اللباس 125، وأحمد 2/233·




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]