عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 21-06-2021, 11:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


كتاب الجدول في إعراب القرآن

محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الاول
سورة البقرة
الحلقة (8)
من صــ 77 الى صـ 83


[سورة البقرة (2) : آية 24]
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (24)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي وقلب وجزم، (تفعلوا) فعل مضارع مجزوم فعل الشرط «1» ، و (الواو) فاعل. (الواو) اعتراضية (لن) حرف نفي ونصب (تفعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون و (الواو) فاعل. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اتقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل (النار) مفعول به منصوب، (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت ل (النار) ، (وقود) مبتدأ مرفوع و (ها) مضاف إليه (الناس) خبر مرفوع (الحجارة) معطوف بالواو على الناس مرفوع مثله. (أعد) فعل ماض مبني للمجهول و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي النار (للكافرين) جارّ ومجرور متعلق ب (أعدّت) .
جملة: «لم تفعلوا» لا محلّ لها معطوفة على استئنافية سابقة.
وجملة: «لن تفعلوا» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «اتّقوا النار» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «وقودها النار» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «أعدت..» في محلّ نصب حال من النار «2» .
الصرف:
(اتّقوا) فيه إبدال كما في فعل (تتّقون) ، انظر الآية (21) .
(وقود) ، اسم جامد لما يوقد، وزنه فعول بفتح الواو.. والمصدر منه وزنه فعول بضمّ الفاء. وبعضهم قال كلّ من الفتح والضمّ يصحّ في الاسم والمصدر، فما توقد به النار يقال له وقود بالفتح والضمّ وكذلك إيقادها، ومثل ذلك يقال في الوضوء والسحور.. ولكن ما جاء في الآية أفصح.
البلاغة
1- الكناية: في قوله تعالى فَاتَّقُوا النَّارَ..
فاتقاء النار كناية عن الاحتراز من العناد إذ بذلك يتحقق تسببه عنه وترتبه عليه كأنه قيل فإذا عجزتم عن الإتيان بمثله كما هو المقرر فاحترزوا من إنكار كونه منزلا من عند الله سبحانه فإنه مستوجب للعقاب بالنار لكن أوثر عليه الكناية المذكورة المبنية على تصوير العناد بصورة النار وجعل الاتصاف به عين الملابسة بها للمبالغة في تهويل شأنه
2- الاعتراض: في قوله تعالى وَلَنْ تَفْعَلُوا..
الجملة اعتراض بين جزأي الشرطية مقرر لمضمون مقدمها ومؤكد لإيجاب العمل بتاليها وهذه معجزة باهرة حيث أخبر بالغيب الخاص علمه به عز وجل.
الفوائد
وردت آيات عدة في القرآن الكريم تحمل روح التحدي والتعجيز للمشركين بأن يحاكوا القرآن أو يقلدوه أو يأتوا بسورة واحدة مماثلة لسوره، ولقد وقفت قريش عاجزة ومستسلمة أمام هذا التحدّي. ويحدثنا التاريخ عن أناس معدودين حاولوا تقليد القرآن الكريم فأتوا بما كان شاهدا على عجزهم ووصمة عار وسخف على لسان أولئك المتنبئين والذين منهم مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح ومنهم المتنبي في شبابه، وهناك من حكى ذلك بهتانا عن المعري في كتابه «الفصول والغايات» .
وقد نفى ذلك عن المعري سائر المحققين والمنصفين.
ومما حفظ لنا التاريخ من «قرآن» مسيلمة قوله: «يا ضفدع يا ضفدعين، نقّي كما تنقين نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين» .
وزعم قوم أن ابن المقفع حاول تقليد القرآن فلما شدهه أسلوب القرآن أحرق ما قد كان كتب. وبذلك يبقى التحدي قائما الى يوم القيامة.
[سورة البقرة (2) : آية 25]
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (25)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به. (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (عملوا) فعل وفاعل (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة فهو جمع مؤنث سالم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.
(جنات) اسم أنّ مؤخّر منصوب وعلامة نصبه الكسرة.
والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة، والجارّ والمجرور متعلّق ب (بشّر) «3» .
(تجري) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «4» و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع. (كلما) ظرفيّة شرطية غير جازمة «5» . (رزقوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (رزقوا) ، (من ثمرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من رزقا «6» - نعت تقدّم على المنعوت- (رزقا) مفعول به ثان منصوب (قالوا) فعل وفاعل، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر وهو على حذف مضاف أي مثل الذي رزقنا.. (رزقنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل- والمفعول الثاني محذوف أي رزقناه- (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (رزقنا) . (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (أتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (الواو) نائب فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جرّ متعلّق ب (أتوا) ، (متشابها) حال منصوبة من الهاء في (به) . (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (في) حرف جرّ (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف الخبر (أزواج) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مطهّرة) نعت ل (أزواج) مرفوع مثله. (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (فيها) متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «بشّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة ولا يصحّ العطف على جملة اتّقوا في الآية السابقة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت ل (جنّات) .
وجملة: «رزقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «7» وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «رزقنا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة أو حاليّة بتقدير قد.
وجملة: «لهم فيها أزواج» لا محلّ لها مقطوعة على الاستئناف «8» .
وجملة: «هم فيها خالدون» في محل نصب حال من الضمير في (لهم) والعامل فيها الاستقرار.
الصرف:
(الصالحات) ، جمع صالحة مؤنث الصالح، اسم فاعل من صلح الثلاثي وزنه فاعل.
(جنّات) ، جمع جنّة، اسم جامد مأخوذ من فعل جنّ بمعنى ستر، وسمّيت كذلك لأنها مكان مستور أو ساتر لكثرة الأشجار، وزنه فعلة بفتح الفاء وسكون العين.
(الأنهار) ، جمع نهر اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون أو بفتحتين.
(أتوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى التاء، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا.
(متشابها) ، اسم فاعل من تشابه الخماسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
(أزواج) ، جمع زوج، وهو لفظ يستعمل للرجل والمرأة وكلّ منهما زوج الآخر، وفي الآية قصد به النساء وزوج وزنه فعل بفتح فسكون.
(مطهّرة) ، والمذكّر منه مطهّر، وهو اسم مفعول من طهّر الرباعيّ، وهو على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة.
(خالدون) ، جمع خالد، اسم فاعل من خلد يخلد باب نصر وزنه فاعل.
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ والعلاقة المحلية هذا إذا كان النهر مجرى الماء أما إذا كان بمعنى الماء في المجرى فلا مجاز فيه.
2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ أي هذا مثل الذي رزقناه من قبل أي من قبل هذا في الدنيا ولكن لما استحكم الشبه بينهما جعل ذاته ذاته. وقد حذفت منه أداة التشبيه ولذلك سمي بليغا.
الفوائد
في قوله: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ.
- يطّرد سقوط الجار قبل أن المصدرية وأن المؤكدة ذات الهمزة المفتوحة «وَبَشِّرِ ... أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ» كما يجوز حذف الجار سماعا فينتصب المجرور ويعرب منصوبا على سقوط حرف الجر، وفي تعبير القدامى «على نزع الخافض» كقول جرير: تمرّون الديار ولم تعوجوا ... فقد نصب «الديار» بعد سقوط حرف الجر.
__________

(1) الجمهور يجعل الجازم (لم) لا (إن) ، لأن الأول أقوى في العمل، ولكن لا يمنع أن نجعل العامل (إن) حتى يخلص الفعل للاستقبال ويبقى كذلك، لأن الفعل إذا جزم ب (لم) قلب معناه إلى الماضي وهذا يخلّ بمفهوم الشرط.
(2) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.
(3) هذا مذهب الخليل.. أو في محلّ نصب مفعول به على مذهب سيبويه، ولكن الأول أقيس.
(4) وفيه حذف مضاف أي: تجري من تحت أشجارها الأنهار. [.....]
(5) انظر وجها آخر لإعرابه في الآية (20) .
(6) أو هو بدل من المجرور السابق (منها) بدل اشتمال فهو يتعلّق بما تعلّق به المبدل.
(7) والكلام المكوّن من أداة الشرط وشرطها وجوابها في محلّ نصب حال من فاعل آمنوا أي مرزوقين على الدوام ويجوز أن يكون حالا من جنّات- لأنها وصفت- وفي الجملة ضمير يعود إليها.
(8) أو في محل نصب معطوفة على جملة تجري، وكذلك جملة: هم فيها خالدون.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]