عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-07-2010, 12:52 AM
الصورة الرمزية سيف الدّين
سيف الدّين سيف الدّين غير متصل
مشرف ملتقى الاناشيد الاسلامية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: على أرض الشفاء
الجنس :
المشاركات: 3,381
الدولة : Syria
افتراضي رد: تفضل هنا واكتب اجمل المذكرات لدعاتنا

مذكّرات الشيخ كشك



رحلة الشيخ كشك الدعوية

, فقد كانت رحلة مباركة نشر فيها علوم الاسلام , وصدح فيها بكلمة الحق التي ينبغي على الدعاة أن ينطقوا بها في كل زمان ومكان , فلا خوف ولا خضوع إلا لله , لقد كان من شعار الشيخ قول الشاعر :
أنا لا أخاف الموت بل هو غايتي .. ووسيلتي لتحقق الرغبات
فبه يتاح لي اللقاء وتزدهــــــي .. روحي برؤية سيد الكائنات
هذا هو الشيخ كشك رحمه الله , وقف المنبر يومًا وقال :" إنني سأظل أقول هذا الكلام ـ أي رده على المفترين وعلى المنحرفين من كل البقاع وفي كل المجالات وعلى جميع المستويات ــ ولو قالوا لي إن على باب المسجد مشنقة تنتظرك أقسم بالله لنزلت من على منبري هذا الى حبل المشنقة لأنني أعلم أنني ساعتها سألقى الله " الخطبة 305 اليتيم .
وقال مرة أخرى :"إنني عندما أصعد المنبر لا أضع أمامي إلا الله ــ أي لا أطلب إلا رضى الله ــ لا تهديد ولا وعيد لأنني لا أقف بين يدي حاكم زائل وإنما أقف بين يدي الله " ( خطبة : الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة )
هذا هو سيدي الشيخ الذي لم يتوانى يومًا عن إبراز الحق ووالوقوف في وجه الباطل , إن الذي يقرأ سيرة هذا العالم الرباني يرى الكرامات التي أكرمه الله بها منها :
يقول الشيخ في خطبة حسن الظن: " مرضت عيني اليمنى وأصيبت باحمرار شديد , وذهبت الى الطبيب فقال لي: لا بد من استئصالها , يقول الشيخ : فذهبت الى البيت وصليت العصر ونمت حزينًا فإذا بي أرى إنسانًا جميلاً ما رأيت أجمل منه خلقة وضع يده على عيني وقرأ لي الفاتحة وقال لي: أتدري من أنا؟ أنا محمد رسول الله لا تخف ولا تحزن وستظل عينك كما هي حتى تلقى الله .
ويقول في خطبة فضل العلم: " أقول لمن يكتب التقارير عني ـ أي لأجهزة المخابرات ـ كفى كتابة لأن الخطبة تسجل كاملة بالحرف , ثم أعلق على ذلك بقولي : أنا لا أخاف التهديد من أحد وإن هذه العمامة المتواضعة لن تسجد ولن تركع إلا لله لأن الذي لفّها محمد بيده , كانت أمنيتي قبل أن أموت أن أرى رسول الله فأنا حبيبه وأنا خادمه وأنا الأمين على فتواه وعلى شرعه , ونمت هذه الليلة وكانت ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم رأيت النبي عليه الصلاة والسلام في أشرف حالة وفي أحسن حالاته , رأيته يصلي إمامًا , ورأيت خلفه صفًا كبيرًا من البشر , لا أستطيع أن أصف النور الذي في وجوههم , فقلت في نفسي : من هؤلاء الذين يصلون خلف الحبيب محمد فإذ بالنداء أسمعه { وجيء بالنبيين والشهداء } فصليت وراءه , وبعدما فرغ النبي عليه الصلاة والسلام من الصلاة التفت إلي ولفّ بيده عمامتي , هذه العمامة لا تسجد ولا تركع إلا لك يا رب أنا لا أخاف الموت بل هو غايتي ووسيلتي لتحقق الرغبات لا أخشى التهديد فلقد هددت سنة 1966 عندما أرسل إلي المشير بعض مخابراته وجاؤوا إلي بعد العشاء وقالوا نحن من قبل فلان ويقول لك بالأمر اخطب الجمعة عن إباحة دم سيد قطب وأن دمه مباح وأن دمه حلال .. حلال يا مفترون .. قلت :" أنا لا أعرف الأمر إلا من واحد الذي يقول : { قل إن الأمر كله لله } , وهددت إن لم أخطب عن إباحة دم سيد , قلت : مرحبًا بالثمن إذا كان نجاة من عذاب الله يوم القيامة .. وخطبت الجمعة وقتها وصدرت الخطبة بقوله تعالى { قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً , أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } ( بتصرف يسير ) وقد دخل الشيخ السجن عامين كاملين أو يزيد لأجل امتناعه عن فتوى .
وقد رأى النبيَ صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بسبع ساعات
اعتقال الشيخ مرة أخرى في عهد السادات :
كما اعتقل عام 1981م وكان هجوم السادات على الشيخ كشك هجومًا مرًا حيث ذكره السادات بالحرف فقال :" وانتم عارفين الشيخ كشك بيعمل إيه " في خطاب 5 سبتمبر 1981م ، كما كان الهجوم البذيء- كذلك – على كبار الدعاة كالمرحوم عمر التلمساني ، والداعية الكبير الشيخ أحمد المحلاوي ، وقد لقي الداعية الكبير خلال هذه الإعتقالات عذاباً رهيباً ترك آثاره على كل جسده . وكان كما قال مرافقوه داخل السجون مثالاً للصبر والثبات والاحتساب واليقين.
وقد خرجت مظاهرات تنديد باعتقال الشيخ رحمه الله تعالى في عدد من مدن مصر .
وقد وجهت إليه عدد من التهم التي لا أصل لها , ولكنه الظلم .. لكنه الطغيان .. إنه التجبر .. إن الشيخ يسأل : لماذا اعتقلت أنا ؟ وقد ألف كتابًا سماه : لما سجنت ؟ ولكنه لم يقبل أن يطبعه وإن كان يقول : أريد أن أرفعه أمام الله يوم القيامة .
ومن جملة الاستدعاءات : انه استدعي بسبب هجومه على القذافي , يقول في خطبة رقم 314 : لقد استدعيت 113 استدعاء .
ومن السخرية أن يستدعى الشيخ الجليل بسبب هجومه على الممثلة " نيللي " ويقول رحمه الله : لقد سجنت مرة بسبب امرأة من الاتحاد الاشتراكي كانت قدمت تقريرًا ضدي فسجنت .
فيا حسرة على العباد المنحلون والمجرمون والظلمة في أمان والعلماء والدعاة في خوف ورعب وتهديد , إنه الظلم الذي لا يدوم وإذا دام دمر , وبالفعل بسبب الظلم حصلت نكسة 1967 حيث قتل العلماء والأبرياء في مصر فعاقب الله الجميع بسبب هذا الظلم .
يقول الشيخ في كتابه قصة أيامي صفحة 425 : " وفي يوم الجمعة 28 آب 1981 صعدت المنبر وكنت أصعد درجة المنبر بسخونة الاحداث وارتفاع درجة حرارتها , فقد كان كل شيء ينذر بوقوع أشياء جسيمة وخطيرة ورأيتني في مقدمة الخطبة أصرخ بأعلى صوتي قائلاً :" اتق الله أيها الظالم " فكانت الخطبة 425 آخر خطبة خطبها لأنه اعتقل بعدها ووضع بعد خروجه من السجن وأفرج عنه بتاريخ 27 يناير 1982 في الإقامة الجبرية. يقول الشيخ في كتابه قصة أيامي 264 :" خرجت من السجن الى البي, ولكن لم يصرح لي بالعودة الى المسجد وظللت رهين البيت"
الى أن توفي رضي الله عنه
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.48 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]