عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 26-09-2007, 08:51 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، شرع لنا دينا قويما ، وجعل ديننا خير دين ، فأرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ففتح الله به قلوبا غلفا ، وبصر به أعينا عميا ، وأسمع به آذانا صما ، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعــــــــد
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ َقبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } سورة البقرة
فالصيام في اللغة : الإمساك في الجملة ، يقال : صامت الخيل : إذا أمسكت عن السير ، وصامت الريح : إِذا أمسكت عن الهبوب .
والصيام في الشرع : عبارة عن الإمساك عن الطعام والشراب والجماع مع انضمام النية إليه .
والصيام وصلة إلى التقوى كما فى قوله تعالى : { لَعَلَّكُمْ تَتـَّقـُونَ } ، لأن الصيام يكف النفس عن كثير مما تتطلع إليه من المعاصي ، وبالصيام ينجو الصائم من مهالك الذنوب .
قال ابن عباس فى كلمة التقوى المراد بها فى الآية : لعلكم تتقون الشرك ، وقال أيضا : لعلكم تتقون العقوبة .
وقال الضحاك : لعلكم تتقون النار .
وقال مجاهد : لعلكم تطيعون .
وقال ابن الجوزى فى زاد المسير : وفرَّق شيخنا علي بن عبيد الله بين التقوى والورع ، فقال : التقوى : أخذ عدة ، والورع : دفع شبهة ، فالتقوى : متحقق السبب ، والورع : مظنون المسبَّب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " اسم ــ التقوى ــ إذا أفرد دخل فيه فعل كل مأمور به وترك كل محظور .
قال طلق بن حبيب : التقوى : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله . وهذا كما في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) } سورة القمر ، وقد يقرن بها اسم آخر كقوله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) } سورة الطلاق ، وقوله تعالى { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) } سورة يوسف ، وقوله تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } سورة النساء ، وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } سورة الأحزاب . وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } سورة التوبة ، وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } سورة آل عمران ، وأمثال ذلك . فقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } سورة الأحزاب ، مثل قوله : { آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) } سورة الحديد ، وقوله : {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) } سورة البقرة ، فعطف قولهم على الإيمان ؛ كما عطف القول السديد على التقوى ؛ ومعلوم أن التقوى إذا أطلقت دخل فيها القول السديد وكذلك الإيمان إذا أطلق دخل فيه السمع والطاعة لله وللرسول ".
والتقوى سبب في توسعة الرزق كما قال الله تعالى : { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض (96)} سورة الأعراف ، وقال كذلك فى من يتوكل عليه : { ويرزقه من حيث لا يحتسب (3)} سورة الطلاق ، وللتقوى رداء يعرف به المتقون كما قال الله تعالى : { ولباس التقوى (96)} سورة الأعراف ، وذلك لما يظهر على المتـَّقي من أثر التقوى ، والتقوى منبعا القلب كما قال الله تعالى : { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقـْوَى الْقُلـُُوبِ (32) } سورة البقرة ، فكانت أضافة التقوى إِلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى تقوى القلوب .
فعند الترمذى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم " .
ولهذا كان كل فعل أمر الله به كان باعث تحقيقه التقوى ، فكما قال الله فى الهدْىَ : { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) } سورة البقرة ، والمعنى كما قال ابن الجوزى فى زاد المسير : لن تُرفع إِلى الله لحومُها ولا دماؤها ، وإِنما يُرفع إِليه التقوى؛ وهو ما أُرِيدَ به وجهُه منكم . فمن قرأ «تناله التقوى» بالتاء ، فإنه أنث للفظ التقوى . ومن قرأ : «يناله» بالياء ، فلأن التقوى والتُّقى واحد . والإِشارة بهذه الآية إِلى أنه لا يقبل اللحوم والدِّماء إِذا لم تكن صادرة عن تقوى الله ، وإِنما يتقبل ما يتقونه به .
فاللهم اجعلنا من الأتقياء الأخفياء اللهم آمين
وكتبه العبد الفقير إلى ربه الغنى
أبى البراءالأحمدى
غفر الله له ولوالديه ومشائخه والمسلمين
اللهم آمـــــــين



__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.46 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]