عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 22-09-2019, 04:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رُوَاةُ صَحِيِحِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ الَّذِينَ وَثَقَهُم الإِمَامُ الذَّهبي في الْ



الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته:

أخرج له مسلم وأبو داود والنَّسائي حديثاً واحداً, وهو على النَّحو التَّالي:
قال الإمام مسلم :: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ([353])، جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ([354])، قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ([355])، وَمِسْعَرٍ، وَالْبَخْتَرِيّ ِ بْنِ الْمُخْتَارِ([356])، سَمِعُوهُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ([357])، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ e، يَقُولُ: "لَنْ يَلِجَ النَّارَ([358]) أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" -يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ-، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: ءأنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ e؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ الرَّجُلُ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ e، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي([359]).
تخريج الحديث:

أخرجه مسلم من طريق أَبي جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ بالمعنى([360]), ومن طريق عبد الملك بن عُمَيْر بلفظ قريب([361]), وأخرجه النَّسائي من طريق مِسْعَر، وإسماعيل بن أبي خالد، والبَخْتَرِيّ بن أبي البَخْتَرِيّ بلفظ قريب([362])، وأخرجه أبو داود([363]), والنَّسائي أيضًا([364])؛ كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد بلفظ قريب؛ خمستهم( أبو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ, وعبد الملك بن عُمَيْرٍ, البَخْتَرِيّ, ومِسْعَر, وإسماعيل بن أبي خالد) عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ به. وأخرجه أبو عَوانة من طريق أبي إسحاق الْهَمْدَانِيُّ ([365])، بلفظ قريب([366])، وأخرجه أحمد([367])، وابن خزيمة([368])، كلاهما من طريق عبد الملك بن عمير([369])، بمثله؛ ثلاثتهم (أبو بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ, وأبو إسحاق الْهَمْدَانِيُّ ، وعبد الملك بن عمير) عن عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ به.
الحكم على الحديث:

أخرجه مسلم, وتُوبع فيه أبو بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ من قِبَل أبي إسحاق الْهَمْدَانِيُّ ، وعبد الملك بن عمير متابعة تامة, وفيه لطيفة, وهي رواية الولد عن أبيه, فقد رواه أبو بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ عن أبيه عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ.
المطلب السَّادس

من اتفق بالرِّواية عنهم مسلم وأبو داود وابن ماجه
( م د ق) عَبْدُ اللَّه بْنُ وَاقِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ, الْمَدَنِيُّ, مات سنة سبع عشرة ومائة, من الرَّابعة([370]).
قول الإمامين فيه: قال الذَّهبي: ثقة([371]), وقال ابن حجر: مقبول([372]), وقال في موضع آخر: أرسل([373]) عن النَّبي e ([374]).
أقوال النُّقاد فيه: ذكره ابن حبان في الثقات([375])، وقال ابن عبد البَّر: ثقة شريف جليل([376])، وسُئل الدَّارقطني عن حديث له –وهو الأول من الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته– وبعد أن ذكر الخلاف فيه على مالك بن أنس صاحب الموطأ، قال: "والقولان محفوظان عن مالك"([377]).
خلاصة القول فيه: ثقة, احتج به مسلم في صحيحه -كما يأتي في الدِّراسة– واتفق النُّقاد على توثيقه, وقول ابن حجر فيه: مقبول؛ لقلة حديثه لا لطعنٍ فيه.
الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته:

أخرج له مسلم في صحيحه حديثين، وأبو داود([378])، وابن ماجه([379])، في سننهما حديثين آخرين, أكتفي بالدِّراسة التَّطبيقية على الاثنين اللذين أخرجهما مسلم للاختصار، وهما على النَّحو التَّالي:
الحديث الأول: قال الإمام مسلم :: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ([380])، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ([381])، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ([382])، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللهِ e عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ"، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمْرَةَ، فَقَالَتْ: صَدَقَ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: دَفَّ أَهْلُ أَبْيَاتٍ([383]) مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَضْرَةَ الْأَضْحَى زَمَنَ رَسُولِ اللهِ e، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e: "ادَّخِرُوا ثَلَاثًا، ثُمَّ تَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ"، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الْأَسْقِيَةَ مِنْ ضَحَايَاهُمْ، وَيَجْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e: "وَمَا ذَاكَ؟" قَالُوا: نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَقَالَ: "إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ([384]) الَّتِي دَفَّتْ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا"([385]).
تخريج الحديث:

انفرد بتخريجه الإمام مسلم دون أصحاب الكتب السِّتة مرسلاً, أخرجه مالك بن أنس في الموطأ رواية أبي مصعب الزُّهري([386]), ومن طريقه الشَّافعي([387]), وإسحاق بن رَهْويَه([388]), بلفظ قريب مرسلاً, وأخرجه مالك بن أنس في الموطأ رواية محمد بن الحسن الشَّيباني([389])، من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ م, مرفوعًا بلفظ قريب, وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله م؛ أخرجه مسلم بمثله([390]), ومن حديث عائشة ل؛ أخرجه أبو داود بمثله([391]), ومن حديث نُبَيْشَةَ ل؛ أخرجه ابن ماجه مختصراً([392]), ومن حديث أبي سعيد الخدري t أخرجه مالك باختلاف بعض الألفاظ([393]).
الحكم على الحديث:

أخرجه مسلم مرسلاً, فعَبْد الله بْن وَاقِد لم يسمع من النَّبي e, كما قال ابن حجر في تهذيب التَّهذيب([394]), وأخرجه مالك بسند صحيح متصل من طريق عبد الله بن واقد، عن عبد الله بن عمر م مرفوعًا، ولم يُتابع فيه عبد الله بن واقد, وللحديث شواهد عدة, وقد أخرجه مسلم في صحيحه مرسلاً, وجاء له بشاهد من حديث جابر بن عبد الله م بمثله. سُئل الدارقطني عن هذا الحديث، فقال: "يرويه مالك بن أنس، واختلف عنه؛ فرواه محمد بن الحسن -صاحب الرَّأي، ومعن بن عيسى، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن واقد، عن ابن عمر. ورواه ابن وهب، وغيره من أصحاب "الموطأ"، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن واقد، قال: نهى رسول الله e .. مرسلاً. والقولان محفوظان عن مالك"([395]).
الحديث الثاني: قال مسلم :: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ([396])،حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ([397])، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ([398])،عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ م, قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ e وَفِي إِزَارِي اسْتِرْخَاءٌ، فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللهِ، ارْفَعْ إِزَارَكَ"، فَرَفَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: "زِدْ"، فَزِدْتُ، فَمَا زِلْتُ أَتَحَرَّاهَا بَعْدُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِلَى أَيْنَ؟ فَقَالَ: أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ([399]).
تخريج الحديث:

أخرجه مسلم من طريق نافع بن عبد الحارث بمعناه([400]), وأخرجه أبو عَوَانَة من طريق عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ بلفظه([401]), وأخرجه الطَّبراني من طريق نُعيم المُجمِّر باختلاف بعض الألفاظ([402])؛ ثلاثتهم (نافع بن عبد الحارث, وعَبْد الله بْن وَاقِد, ونُعيم المُجمِّر) عن عبد الله بن عمر م.
الحكم على الحديث:

أخرجه مسلم, وقد تُوبع فيه عبد الله بن واقد من قِبَل نافع بن عبد الحارث, ونُعيم المُجمِّر, وفيه لطيفة، وهي رواية الأحفاد، الأجداد، فرواه عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ، عن جده عبد الله بن عمر م.
المطلب السَّابع

من اتفق بالرِّواية عنهم مسلم والنَّسائي وابن ماجه
(م مد س ق) أَبُو سَعِيد مَوْلَى عبد الله بن عَامِر بن كُرَيْزٍ الخُزَاعِيُّ, من الرابعة([403]).
قول الإمامين فيه: قال الذَّهبي: ثقة([404]), وقال ابن حجر: مقبول([405]).
أقوال النُّقاد فيه: ذكره ابن حبان في الثقات([406])، وسئل الدَّارقطني عن حديثه: "لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا", فقال: صحيح([407]).
خلاصة القول فيه:

ثقة, احتج به مسلم في صحيحه, كما يأتي، وتفرد ابن حجر بقوله: مقبول؛ لقلة حديثه.
الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته:

أخرج له مسلم وابن ماجه حديثًا واحدًا، ولم أعثر على شيء له عند النَّسائي في السُّنن الصغرى، وله في الكبرى حديث واحد([408]), قال الإمام مسلم :: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ([409])، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ([410])، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e: "لَا تَحَاسَدُوا([411])، وَلَا تَنَاجَشُوا([412])، وَلَا تَبَاغَضُوا([413])، وَلَا تَدَابَرُوا([414])، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ([415])، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ([416])، التَّقْوَى هَاهُنَا"، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ"([417]).
تخريج الحديث:

أخرجه ابن ماجه من طريق أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر الخزاعي([418]).
وأخرجه أبو داود([419]), والتِّرمذي([420])؛ كلاهما من طريق أبي صالح السَّمان([421]), وأخرجه أبو بكر البَّزار([422]) من طريق عطاء بن يسار([423])؛ ثلاثتهم: (أبو سعيد مولى بن عامر الخُزَاعِيُّ, وأبو صالح السَّمان, وعطاء بن يسار) عن أبي هريرة t، ببعض اللفظ.
الحكم على الحديث:

أخرجه مسلم, وتُوبع فيه أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر الخُزَاعِيُّ متابعة تامة من قِبَل أبي صالح, وعطاء بن يسار.
المطلب الثَّامن
من اتفق بالرِّواية عنهم مسلم والتِّرمذي
(م ت فق) مُهَاجرُ بْنُ مِسْمَارٍ الزُّهْرِيُّ([424]), مولى سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ, من السابعة([425]).
قول الإمامين فيه: قال الذَّهبي: ثقة([426]), وقال ابن حجر: مقبول([427]).
أقوال النُّقاد فيه: ذكره ابن حبان في الثقات([428]), وقال ابن سعد: له أحاديث, وليس بذاك، وهو صالح الحديث([429]), وقال أبو بكر البَّزار: مشهور صالح الحديث([430]).
خلاصة القول فيه:

صالح الحديث إذا تُوبع,أخرج له مسلم حديثًا، ووافق ابن حجر جُلَّ النُّقاد فيه.
الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته:

أخرج له مسلم والتِّرمذي كل منهما حديثاً واحداً، ولك حديثاه:
الحديث الأول: قال الإمام مسلم :: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ([431])، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ([432])، قَالَا: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ([433])، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ([434])، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ([435]) مَعَ غُلَامِي نَافِعٍ، أَنْ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ e، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ e يَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الْأَسْلَمِيُّ يَقُولُ: "لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِما حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ"، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "عُصَيْبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ، بَيْتَ كِسْرَى "أَوْ" آلِ كِسْرَى"، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ"، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِذَا أَعْطَى اللهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ"، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "أَنَا الْفَرَطُ([436]) عَلَى الْحَوْضِ([437])".
تخريج الحديث:

أخرجه مسلم بنحوه([438]), وأحمد بمثله([439])؛ كلاهما من طريق الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص به. وأخرجه مسلم من طريق خالد بن عبد الله الطَّحان([440])، وجرير([441])؛ كلاهما عن حُصَيْنٍ باختلاف الألفاظ. وأخرجه مسلم –أيضاً- من طريق سفيان، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ([442]), ومن طريق داود عن الشَّعْبِيِّ ببعض اللفظ([443]). وأخرجه مسلم([444]) من طريق حمَّاد بن سلمة, وأبي عَوَانَة, وزياد بن خُثَيْمَة, والتِّرمذي([445]) من طريق عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ, ببعض لفظ الحديث؛ كلاهما عن سِمَاكِ بن حرب, وأخرجه التِّرمذي أيضاً من طريق عُبَيْد عن أبي بكر بن أبي موسى([446])؛ ستتهم (حُصَيْن, وعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر, والشَّعْبِيّ, وسماك, وعَامِر بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ, وأبو بكر بن أبي موسى) عن جابر بن سَمُرَة.
الحكم على الحديث:

أخرجه مسلم من عدة طرق, وتُوبع فيه المهاجر بن مِسْمَار متابعة ناقصة من قِبَل ستة رواة, وهم: (جرير, وخالد بن عبد الله الطحان, وسفيان, وحماد بن سلمة, وأبي عوانة, وزياد بن خُثَيْمَة).
الحديث الثاني: قال الإمام التِّرمذي :: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ([447])، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ([448])، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، وَيُقَالُ: ابْنُ إِيَاسٍ([449])، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ([450])، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ([451])، يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ، فَنَظِّفُوا، أُرَاهُ قَالَ، أَفْنِيَتَكُمْ([452]) وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ"، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ([453])، عَنْ أَبِيهِ([454])، عَنِ النَّبِيِّ e مِثْلَهُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ"([455]).
تخريج الحديث:

أخرجه البَّزار([456]) من طريق خالد بن إلياس، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، وأخرجه الدَّوْرَقِيُّ([457]) عن خالد بن إياس القرشي، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن بلتعة، كلاهما عن مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، وأخرجه أبو يعلى([458]) من طريق خالد بن إلياس، كلاهما (مهاجر بن مسمار، وخالد بن إلياس)، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، به بمثله, وأخرجه الدُّولابي([459]) من طريق أبي الطَّيب هارون بن محمد، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد عن سعد، به بمثله.
الحكم على الحديث:

إسناده ضعيف جدًا؛ لأن مداره على خالد بن إلياس وهو متروك الحديث، وقد اضطرب فيه، فمرة رواه عن مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد، ومرة عن عامر بن سعد مباشرة دون ذكر مهاجر بن مسمار بينه وبين عامر، قال التِّرمذي: هذا حديث غريب، وخالد بن إلياس يُضعف([460]), وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح([461])، وقال ابن طاهر المقدسي: وخالد هذا متروك الحديث، ولم يروه عنه غير عبد الله بن نافع([462])، وقال ابن الْقَيْسَرَانِي: فيه خالد بن إلياس العدوي يروي الموضوعات([463])، وقال الْبُصَيرِي: رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ خَالِدِ بْنِ إِيَاسٍ الْعَدَوِيِّ([464]), وله متابع عند الدُّولابي كما هو ظاهر في التَّخريج، ولكنه لا يُفرح به؛ ففيه أبو الطَّيب هارون بن محمد، قال يحيى بن معين: كان كذابًا([465]).
المطلب التَّاسع

من اتفق بالرِّواية عنهم مسلم والنَّسائي
(م س) مَسْعُودُ بْنُ مَالِكٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ, أَبُو رَزِينَ, من السَّادسة([466]), مات سنة المائة تقريباً([467]).
قول الإمامين فيه: قال الذَّهبي: ثقة([468]), وقال في موضع آخر: كان فقيهاً([469]), وقال ابن حجر: مقبول([470]).
أقوال النُّقاد فيه: قال النَّسائي: ثقة([471]), وذكره ابن حبان في الثقات([472]).
خلاصة القول فيه: ثقة, كما اتفق على ذلك النَّسائي, وابن حبان, والذَّهبي, وقول ابن حجر فيه: مقبول، لقلة حديثه لا لطعنٍ فيه. والله تعالى أعلم.
الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته:

أخرج له مسلم والنَّسائي حديثاً واحداً, وهو على النَّحو التَّالي: قال الإمام مسلم :: وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ م, عَنِ النَّبِيِّ e، أَنَّهُ قَالَ: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا([473])، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ", وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ([474])، وَأَبُو كُرَيْبٍ([475])، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ([476])، ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ([477])، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ([478])، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ([479])، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ([480])، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ م, عَنِ النَّبِيِّ e بِمِثْلِهِ([481]).
تخريج الحديث:

أخرجه النَّسائي من طريق فُضَيْل, وأبي معاوية([482])؛ كلاهما من طريق مسعود بن مالك عن سعيد بن جُبَيْر, وأخرجه البخاري عن محمد بن عَرْعَرَةَ([483]), ومسلم من طريق محمد بن جعفر([484]), وأخرجه البخاري أيضاً([485]), وأحمد بن حنبل([486])؛ كلاهما من طريق يحيى, وأخرجه البخاري عن مسلم([487]), وآدم([488]), وأخرجه أحمد بن حنبل عن عثمان بن عمر([489])؛ ستتهم (محمد بن عَرْعَرَةَ, ومحمد بن جعفر, ويحيى, ومسلم, وآدم, وعثمان بن عمر) عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد؛ كلاهما (سعيد بن جُبَيْر, ومجاهد) عن ابن عباس م بمثله.
الحكم على الحديث:

أخرجه الإمام مسلم في المتابعات, وقد تُوبع فيه مسعود بن مالك متابعة ناقصة من قبل الْحَكَم.
(م س) أبو شِمْر الضُّبَعيُّ([490]), البَصْريُّ, من الرابعة([491]).
قول الإمامين فيه: قال الذَّهبي: ثقة, عن الصَّحابة مرسلاً([492]), وقال ابن حجر: مقبول([493]).
أقوال النُّقاد فيه: ذكره ابن حبان في الثقات([494]), وقال أبو حاتم: شيخ([495]).
خلاصة القول فيه: مقبول إذا تُوبع، كما قال ابن حجر، ولذلك روى له مسلم مقرونًا، كما سيأتي في الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته إن شاء الله تعالى.
الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته:

أخرج له مسلم والنَّسائي حديثاً واحداً, وهو على النَّحو التَّالي: قال الإمام مسلم :: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ([496])، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي e بِثَلَاثٍ: "بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ"([497]), وقال :: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى([498])، وَابْنُ بَشَّارٍ([499])، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ([500])، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ([501])، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ([502])، وَأَبِي شِمْرٍ الضُّبَعِيِّ، قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ([503])، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، عَنِ النَّبِيِّ e: بِمِثْلِهِ([504]).

تخريج الحديث:

أخرجه البخاري([505]) من طريق أبي التَّيَّاحِ([506])، وأخرجه النسائي([507]) من طريق أبي شِمْرٍ الضُّبَعِيِّ؛ كلاهما (أبو التَّيَّاحِ, وأبو شِمْرٍ الضُّبَعِيِّ) عن أبي عثمان النَّهْدِيِّ، به بمثله, وأخرجه مسلم([508]) من طريق عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ([509])، عن أبي رافع الصَّائِغُ، به بمثله.
الحكم على الحديث:

أخرجه مسلم في المتابعة مقرونًا, وتُوبع فيه أبو شِمْرٍ الضُّبَعِيّ متابعة تامة من قِبَل أبي التَّيَّاح, وعَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ الذي قُرِن به عند مسلم، وتابعه متابعة ناقصة عبد الله الدَّانَاجِ.
(م س) أَبُو عبيدة بْن عُقْبة بْن نافع الفِهريّ([510]), من الثالثة, مات سنة سبع ومائة([511]).
قول الإمامين فيه: قال الذَّهبي: ثقة([512]), وقال ابن حجر: مقبول([513]).
أقوال النُّقاد فيه: ذكره ابن حبان في الثقات([514])، وقال البَغَوِي عند إخراج حديثه التَّالي: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم([515])، قلت: وقد احتج به أبو عَوَانة([516]) في صحيحه، والحاكم في المستدرك([517]).
خلاصة القول فيه: ثقة, أخرج له مسلم في المتابعات كما سيأتي، واحتج به أبو عَوَانة والحاكم. وقال فيه ابن حجر: مقبول، لقلة حديثه.
الدِّراسة التَّطبيقية على مروياته:

أخرج له مسلم في المتابعات، والنَّسائي حديثاً واحداً، وهو على النَّحو التَّالي:
قال الإمام مسلم :: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَهْرَامَ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ e يَقُولُ: "رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ([518])", وقال :: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ([519])، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ([520])، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ([521])، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ([522])، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ([523])، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ –الفارسي- t، عَنْ رَسُولِ اللهِ e بِمَعْنَى حَدِيثِ اللَّيْثِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى([524]).
تخريج الحديث:

أخرجه النَّسائي من طريق أبي عبيدة بن عقبة الفهري([525])، ومن طريق مكحول([526])؛ كلاهما (أبو عبيدة بن عقبة الفهري, ومكحول) عن شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ، به بمعناه.
الحكم على الحديث:

أخرجه مسلم, وتُوبع فيه أبو عبيدة بن عقبة من قِبَل مكحول متابعة تامة عند الإمام مسلم والنَّسائي.
الخاتمة:

تم بحمد الله تعالى ختام البحث، وهذه أهم نَتائجه وتوصياتها:
أولاً: النَّتائج: بعد الدِّراسة المقارنة والتَّطبيقية لرواة صحيح مسلم الذين وثقهم الذَّهبي في الكاشف، وقال فيهم ابن حجر في التَّقريب: مقبول، تم التَّوصل إلى نتائج، أهمها ما يلي:
اتفق العلماء في الثناء على حفظ وجلالة وإمامة كل من الإمامين الذَّهبي وابن حجر، بل أقر لهما من عاصرهما ومن بعدهما بانفرادهما عن غيرهما بالإمامة، وأنهما محدثا وحافظا وقتهما، وشيخا الإسلام فيه.
مجموع رواة صحيح الإمام مسلم الذين وثقهم الذَّهبي في الكاشف وقال عنهم ابن حجر في التَّقريب: "مقبول"؛ ثمانية عشر راويًا، وعدد مروياتهم في الكتب السِّتة سبعة وعشرون حديثًا؛ انفرد مسلم دون باقي الكتب السِّتة بالرِّواية عن اثنين منهم ولكل واحد منهما رواية، ولم يتابعا في روايتيهما، ولكنه لا يضرهما ذلك؛ لأنهما ثقتان، واتفق مسلم والبخاري في الصحيحين أو غيرهما بالرِّواية عن ثلاثة،، لكل واحد منهم رواية عند مسلم، وجميعهم ثقات وقد تُوبعوا في مروياتهم، واتفق مسلم وأبو داود والتِّرمذي والنَّسائي بالرواية عن واحد وله روايتان عندهم، تُوبع في واحدة ولم يتابع في الأخرى، ولا يضره ذلك؛ لأنه ثقة، واتفق مسلم وأبو داود والنَّسائي وابن ماجه بالرِّواية عن ثلاثة، للأول والثاني منهما: روايتان، وللثاني: ثلاث روايات عندهم، وجميعهم ثقات، وتُوبعوا في مروياتهم، إلا الثالث تُوبع في واحة ولم يُتابع في الباقي، ولا يضره ذلك؛ لأنه ثقة، واتفق مسلم وأبو داود والنَّسائي بالرِّواية عن ثلاثة، لكل واحد منهم رواية واحدة عندهم إلا الثاني فله روايتان، وجميعهم ثقات، وتُوبعوا في مروياتهم، واتفق مسلم وأبو داود وابن ماجه بالرِّواية عن واحد وله أربع روايات عندهم، اثنتان منهما عند مسلم، وقد تُوبع في واحدة ولم يُتابع في الأخرى، ولا يضره ذلك؛ لأنه ثقة، واتفق مسلم والنَّسائي وابن ماجه بالرِّواية عن واحد وله رواية واحدة عندهم، وقد تُوبع فيها وهو ثقة، واتفق مسلم والتِّرمذي بالرِّواية عن واحد وكل منهما له رواية عنه، وهو صالح الحديث إذا تُوبع، وقد توبع فيهما، واتفق مسلم والنَّسائي بالرِّواية عن ثلاثة ولكل منهم رواية عندهما،وجميعهم ثقات إلا الثاني فمقبول إذا تُوبع،وقد تُوبعوا جميعًا.
يتبين مما سبق أنَّ خلاصة القول في هؤلاء الرُّواة أنهم ثقات إلا اثنين منهما، وهما: (مُهَاجرُ بْنُ مِسْمَارٍ الزُّهْرِيُّ، وأبو شِمْر الضُّبَعيُّ)، الأول منهما اتفق بالرِّواية عنه مسلم والتِّرمذي، وكانت رتبته (صالح الحديث إذا تُوبع)، ولذا لم يروي له مسلم إلا روايةً واحدةً وقد تُوبع عليها من قِبَل عدد من الرُّواة عند مسلم وغيره، والآخر اتفق مسلم والنَّسائي بالرِّواية عنه، وكانت رتبته (مقبول إذا توبع)، ولذا لم يروي له مسلم إلا روايةً واحدةً مقرونًا بغيره.
ومن هذا يتضح أن ستة عشر راويًا من مجموع ثمانية عشر راويًا كان الرَّاجح فيهم قول الإمام الذَّهبي :، واثنين منهم كان الرَّاجح فيهما قول ابن حجر :.
ومنه يظهر لنا أن الذَّهبي كان معتدلاً في الحكم على هؤلاء الرُّواة، وأما ابن حجر فكان قد أنزل هؤلاء الرُّواة من رتبة الثقة إلى المقبول لقلة روايتهم للحديث لا لجرحٍ فيهم.
ظهر لي من خلال دراسة مرويات هؤلاء الرُّواة أن جميع أحاديثهم صحيحة -ولو لغيرها في بعض الأحيان- سواء التَّي كانت عند مسلمٍ أو غيره، إلا حديثًا واحدًا عند التِّرمذي من رواية (مُهَاجر بن مِسْمَارٍ الزُّهْرِيّ) كان الحكم عليه: (إسناده ضعيف جدًا؛ لأن مداره على خالد بن إلياس وهو متروك الحديث، وقد اضطرب فيه، فمرة رواه عن مُهَاجرِ بْنِ مِسْمَارٍ الزُّهْرِيُّ، عن عامر بن سعد، ومرة عن عامر بن سعد مباشرة دون ذكر مُهاجر بن مِسْمَارٍ بينه وبين عامر)، وعليه فكان سبب ضعفه خالد بن إلياس وليس راوينا مُهَاجرُ بْنُ مِسْمَارٍ الزُّهْرِيُّ.
قد اتضح لي من خلال الدِّراسة أن كل هؤلاء الرُّواة قد تُوبعوا من غيرهم في مروياتهم إلا اثنين منهم لم يُتابعوا فيها، وهما: (مُسلمُ بن قُرْظة، وأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ)، ولا يضرهما ذلك؛ لأنهما ثقتان.
أخيرًا أخلص من كل ما ذكرته أنَّ مسلم : كان دقيقًا ومتحريًا في رواة صحيحه ومروياتهم، وهذا يزيدنا يقينًا على أن ما فيه من بعد المقدمة صحيح.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 46.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.34%)]