عرض مشاركة واحدة
  #353  
قديم 05-12-2020, 05:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم...)
قال تعالى: هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران:119]. هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ [آل عمران:119] عجيب هذا الكلام الإلهي! لما جاء بالهاء في (أنتم) ما استعجل فقال: هؤلاء، وإنما (هَا)، أَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ [آل عمران:119]، إذ عواطف المؤمنين والمسلمين تطغى عليهم، فقد يحب المسلم جاره اليهودي أو النصراني أو المجوسي، وخاصة إذا أحسن إليه وشاهد منه بعض الإحسان، ولا يفكر في قلبه، وما ينطوي عليه صدره من الغل والحسد للإسلام والمسلمين، فمن يرد على الله؟ أعوذ بالله! هَاأَنْتُمْ [آل عمران:119] وخاصة قبل نزول هذه الآيات، قبل نزول هذه التعاليم الإلهية، قال لنا: هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ [آل عمران:119]، صدق الله العظيم، إي والله، لا يحبونكم.ثم قال: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ [آل عمران:119]، لفظ: (الكتاب) يا طلبة العلم ما هو بمفرد، وإنما هو اسم جنس بمعنى: الكتب الإلهية، كقولك: الإنسان، هل هو واحد؟ لا، إذ إن كل البشرية إنسان. هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ [آل عمران:119] والبرهنة: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ [آل عمران:119] الإلهي، كُلِّهِ [آل عمران:119]، فلو كان مفرداً ما يقول: كله، لكن (الكتاب) اسم جنس المراد به الكتب الإلهية، فنحن نؤمن بالتوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف موسى، وصحف إبراهيم، وصحف شيث وإدريس وهكذا، كل ما أنزله الله من كتاب نحن نؤمن به، وهم لِمَ لا يؤمنون بكتابكم؟! لِم لا يؤمنون بالقرآن ويدخلونه في صدورهم؟! أو ما هم بمؤمنين كما يزعمون؟ أنزله الله أو لا؟ يقولون: هذا كتابه، لِم لا يؤمنون به؟ لأنهم يحافظون على كيان وجودهم، ومن هنا سوف يبغضونكم ويعادونكم، ولا يرون لكم الخير أبداً، فسبحان الله! كيف يُعلٍّم الله المؤمنين؟ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ [آل عمران:119]، وهم لا يؤمنون بكتابكم أبداً، بل ولا بآية منه.ثم قال: وَإِذَا لَقُوكُمْ [آل عمران:119]، هذا أيام ضعفهم ووجودهم في المدينة، قَالُوا آمَنَّا [آل عمران:119]، أي: نحن مؤمنون، وَإِذَا خَلَوْا [آل عمران:119] ببعضهم البعض، وما بقي معهم مؤمن في المجلس، عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ [آل عمران:119]، وهذا من عادة الإنسان وفطرته أنه إذا تألم يعض أصبعه، حتى الأطفال الصغار يفعلون ذلك، فهؤلاء إذا خلوا فيما بينهم، وما بقي مؤمن يسمع أو يرى مجلسهم، عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ [آل عمران:119] من شدة الغيظ، فلا يريدون أن يروا مؤمناً سعيداً أبداً.وعند ذلك قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم: قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ [آل عمران:119]، فخفف عن نفسك يا رسولنا، خفف عن نفسك يا شيخ فلان، قل لهم: مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ [آل عمران:119]، وليس شرطاً أن يسمعوك، فما دمت قد علمت هذا فقل لهم الآن: موتوا بغيظكم، لن ينفعكم الغيظ، بل تحترقون به، وهذا أيام كنا أولياء الله والله معنا، فلم نبال بغيظهم، إذ قال لنا ربنا: قولوا لهم: مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ [آل عمران:119]. إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران:119]، كل ما في صدر الإنسان وانطوى عليه واختبأ فيه الله عليم به، ولهذا أخبرنا بغيظهم، وأنهم مصرون عليه، وقلوبهم مملوءة، وصدورهم محشوة به، فإذا قال لك اليهودي: لا، نحن لا نحمل لكم غيظاً ولا بغضاً ولا كرهاً! فقل لهم: أخبرنا العلام للغيوب أنكم تبغضون المسلمين، وهذا إخبار الله عز وجل خالق قلوبكم، وموجد صدوركم.
تفسير قوله تعالى: (إن تمسسكم حسنة تسؤهم...)
قال تعالى: إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120]، زاد الله تعالى في البيان للآيات، فقال: إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ [آل عمران:120]، لا أن تصيبكم، وإنما مجرد المس، كأن نزل المطر بدياركم، الغزوة الفلانية انتصرتم فيها، الرخاء عمَّ الديار، أدنى حسنة تمسَّكم تسؤهم، فيكربون ويحزنون ويتألمون، وكذلك إذا سمعوا أننا أصبحنا ننتج الطائرات المقاتلة يكربون. إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ [آل عمران:120] قلَّت أو كثرت، والله: تَسُؤْهُمْ [آل عمران:120]، أي: تصبهم بالإساءة في نفوسهم، لا يريدون أبداً أن يصيبكم خير؛ لأنهم أعداء. وَإِنْ تُصِبْكُمْ [آل عمران:120] لا أن تمسكم مصيبة، وإنما تصبكم مصيبة، كالجدب العام أو هزيمة في معركة، يَفْرَحُوا بِهَا [آل عمران:120]، فتمتلئ صدورهم بالفرح، ويظهر ذلك على ألسنتهم وعلى وجوههم.وبعد: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران:120]، وهذه بشرى الله لعباده المؤمنين، لكن بشرطين عظيمين:أولاً: الصبر في البلاء والشدة، فلا نتزعزع.ثانياً: أن نتقي الله عز وجل فلا نعصه، ولا نخرج عن طاعته.وعند ذلك إن نحن صبرنا واتقينا ربنا، والله ما ضرنا كيدهم ولا مكرهم، بل والله لو تألبوا كلهم، وجاءوا من شرق الدنيا وغربها، ما زلزلوا أقدامنا ولا أصابونا بما يضرنا؛ لأن من بيده الملكوت هو الذي يديره، فيخيبهم في كل حملاتهم وظنونهم، ويرجعون خاسرين من حيث أتوا. وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران:120]، أي: أذاهم، مكرهم، احتيالهم، خبثهم، ما يضر أبداً، إن أنتم صبرتم واتقيتم، وتقوى الله مستلزمة لطاعته في كل الأمر والنهي، في العقيدة، في القول، في السلوك، في اللباس، في كل حياتنا؛ لأنها أنظمة ربانية، إذا تم تنظيمها وأُديت كذلك، فأهلها لن يخسروا أبداً، ولن يضرهم كيد الكائدين.وكرر ذلك بهذا التعليق فقال: إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120]، هم يبيتون المكر ويتآمرون ويجتمعون في لندن، ويجتمعون في الهند، وفي كذا وكذا، والله مطلع عليهم، فلا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، إذ إن كل أعمالهم مفضوحة لله مكشوفة بين يديه، فلهذا يا معشر المؤمنين! اصبروا واتقوا، والله لن يضركم كيدهم شيئاً؛ لأن الله سيدنا ومولانا وخالقنا وولينا مطلع على كل تحركاتهم الظاهرة والباطنة. وقد قيل لـعمر -خليفة المسلمين- رضي الله عنه: إن هنا رجلاً نصرانياً من رجالات الحيرة -والحيرة قريبة من العراق- لا أحد أكتب منه ولا أخط بقلم -أي: أنه كاتب ممتاز- أفلا يكتب عنك يا عمر؟ فقال عمر: لا آخذ بطانة من دون المؤمنين؛ لأنه سيصبح يطلع على كل مهام عمر. والناظر إلى الدول الشيوعية الاشتراكية يوم دخلوا في الاشتراكية، أصبحت بطانتهم كلهم من الروس، خواصهم الذين يسيرون دفة الاشتراكية من الروس، أو من المجر، أو المناطق الروسية من يوغسلافيا. كذلك: جاء أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه وأرضاه وعن الأشعريين كلهم -بحسَّاب نصراني- حسَّاب لا نظير له في الحساب إلى عمر، فانتهره عمر وقال له: لا تدنهم وقد أقصاهم الله، ولا تكرمهم وقد أهانهم الله، ولا تأمنهم وقد خونهم الله. فأدب عمر رضي الله عنه أبا موسى رضي الله عنه، مع إتيانه له بحساب لا مثيل له، إذ إنه يستطيع أن يحسب الملايين والبلايين. إذاً: معاشر المسلمين! لا تتخذوا بطانة من غير المؤمنين، فتطلعونهم على أسراركم وخفايا أموركم، وخاصة العسكرية والمالية والتربوية والتوجيهية وغيرها؛ لأنهم يدسون، ما يفرحون بسعادتكم وكمالكم، اللهم اجعل المؤمنين يفيقون.
قراءة في كتاب أيسر التفاسير

هداية الآيات
والآن مع هداية الآيات لنتتبع ما علِمناه. قال المصنف غفر الله لنا وله: [ من هداية الآيات: أولاً: حرمة -والحرمة: المنع- اتخاذ مستشارين وأصدقاء من أهل الكفر عامة، وحرمة إطلاعهم على أسرار الدولة الإسلامية، والأمور التي يخفيها المسلمون على أعدائهم؛ لما في ذلك من الضرر الكبير ] أي: حرمة اتخاذ مستشارين وأصدقاء من أهل الكفر عامة، سواء كانوا بيضاً أو سوداً مطلقاً، وحرمة إطلاعهم على أسرار الدولة الإسلامية، وما تخفيه وتستره عن الناس.[ والأمور التي يخفيها المسلمون على أعدائهم؛ لما في ذلك من الضرر الكبير على المسلمين ]، فبلغوا هذا، فهم يضحكون عليكم إلا من شاء الله، ولا تلوموهم؛ لأنهم ما عرفوا، ما جلسوا هذا المجلس ولا عرفوا عن الله، ووالله لـ(95%) من مسئولي العالم الإسلامي ما عرفوا شيئاً، منهم دكاترة، أصحاب شهادات، لكن تخرجوا من المسجد النبوي؟! لا، وإنما تخرجوا على أيدي أعداء الإسلام، فملّئوهم وشحنوهم، ووجهوهم التوجيه الذي لا يرجع إلى الله أبداً، ومن طلب البرهنة أو التدليل على هذه القضية، فإليه الدليل:كيف تُسْتَقل ويوجد لنا نيفاً وأربعين دولة، ولا توجد واحدة منها أمر حاكموها بإقامة الصلاة؟! أنتم لا تفكرون هذا التفكير؛ لأننا هابطين، فأسألكم بالله، ما علة وجودنا سوى الصلاة؟ هل هناك شيء غير هذا؟! لماذا لا يُؤمر بإقامة الصلاة؟! السبب: أنهم ما عرفوا، فأبناؤنا وإخواننا غشيهم الجهل، تعلموا من طريق الكفار فهبطوا بهم وأفسدوا عقولهم، وقالوا لهم: يجب أن ننهض، التمدن، الحرية، الترقي، اتركونا من التخلف، اتركونا من الرجوع إلى الوراء، و.. و..، وقد سمعت بأذني مسئولاً من المسلمين في أوروبا يقول: ما هي إلا أيام فقط ونتحرر، وتخرج المرأة عارية تغني، يعني: كالفرنسيات واليهوديات! قال: [ثانياً: بيان رحمة المؤمنين وفضلهم على الكافرين ]، أما قال: تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ [آل عمران:119]؟ فقلوبنا رقيقة، إذ لو عندي جار أو أسير كافر أرحمه وأشفق عليه، فهل عرفتم فضل المؤمن على الكافر أو لا؟ كفضل ماذا؟ كفضل الآدمي على الخنزير! كفضل الآدمي على الكلب والقرد! فإن قيل: يا شيخ! كيف تقول هذا؟! والجواب: قد قرر هذا القرآن فقال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة :6]، فما البرية يا عرب؟ الخليقة، وهل شر الخليقة القردة والخنازير والحيات؟ لا، فلا حيات ولا ثعابين ولا غيرها، وإنما الكفار من أهل الشرك والنفاق، والدليل: أولاً: أن هذا خالقهم أصدر الحكم عليهم.ثانياً: هل الأفعى أو الحنش أو الأرقط أو الخنزير أو الكلب كفر ربه؟! جحد مولاه؟! حارب أولياءه؟! غش عباده؟! الجواب: لا، وهذا الكافر كفر بربه وجحده، وصنع آلهة باطلة وتركه، وخرج عن عبادته وطاعته! فأيهم أشر إذاً؟! وهل عرف الناس هذا؟ ما عرفوه؛ لأن سورة البينة لا تُقرأ على الموتى، وإنما التي تُقرأ على الموتى يس والملك! ثم قال تعالى بعدها: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [البينة:7] أي: الخليقة، من بَرَأ النسمة يبرأ إذا خلقها، والبارئ هو الله، قال تعالى: الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ [الحشر:24]، وإنما قرئ (البرية) من باب التخفيف، وهي قراءة حفص، فقلبت الهمزة ياء وأدغمت في الياء، وإلا فهي ليست من (برية)، وإنما من (برأ يبرأ بريئة)، بمعنى: مبروءة، على وزن فعيلة بمعنى مفعولة، خليقة بمعنى: مخلوقة.إذاً: شر البريئة هم الكفار والمشركون، ومن قال: كيف تقول هذا ياشيخ؟ فنقول: سائر الحيوانات على اختلافها ما عصت ربها، ولا خرجت عن طاعته، بل ما فطرها عليه وهداها إليه تفعله بانتظام، والإنسان يسب ربه ويكفر به، ويحارب أولياءه، وينتقم من أوليائه، ويفعل ويفعل، وكل هذا ضد الله، فهل هذا أصبح فيه خير؟ هذا كله شر، فهو شر الخليقة. قال: ثالثاً: [ بيان نفسيات الكافرين، وما يحملونه من إرادة الشر والفساد للمسلمين ]، كيف عرفنا هذا؟ هل درسناه في كلية من الكليات؟ في علم النفس؟ لا، وإنما عرفنا ذلك من قول الله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:118]. قال: رابعاً: [ الوقاية -الكافية- من كيد الكافرين -مطلق كافر- ومكرهم ]، والوقاية: الحبر، وهو شيء يقيني من البرد كالثوب، ومن الشمس كالمظلة، ثم هذه الوقاية أين توجد؟ أين تكمن؟ قال: [ تكمن في الصبر والتجلد، وعدم إظهار الخوف للكافرين، ثم تقوى الله تعالى بإقامة دينه، ولزوم شرعه، والتوكل عليه، والأخذ بسننه في القوة والنصر ]، وسيأتينا لاحقاً -إن شاء الله- معرفة سبب انهزام المؤمنين في أحد، وذلك بعدم الأخذ بسنة النصر، فقد تفرقوا وآثروا الدنيا على الآخرة، فلا إله إلا الله! إن هذا القرآن عجيب.فهيا نسمع للآيات مرة أخيرة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ [آل عمران:118-119]، وهم لا يؤمنون بكتابكم، وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ [آل عمران:119]، ماذا تقولون لهم؟ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:119-120].وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.38%)]