عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-09-2019, 04:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فن بناء خيال الطفل

فن بناء خيال الطفل

شيماء نعمان


ولا تفتأ أن تطالعنا الصحف من وقت إلى آخر بحكايات مأساوية عن طفل أو طفلة تأثروا بما شاهدوه من قصص أبطال خارقين للعادة؛ فما كان منهم إلا أن حاولوا تقليدها لتنهي حياتهم بمأساة، والأمثلة كثيرة أذكر منها الطفل الذي شنق نفسه ليقلد بطلاً لأحد الأفلام الأجنبية!

طفلك وخيال الجنة
إن الأهمية التي يمثلها خيال الطفل وإمكانيات هذه الملكة الربانية في تحفيز القدرات الذهنية للأطفال، يجعلنا نؤكد على أهمية توجيه الوالدين نحو ممارسة رقابة الانتقاء على ما يتابعه أطفالهم من مسلسلات أو أفلام أو برامج؛ فربما كان بينها ما يمكن أن يغرس مفاهيم تأباها الشريعة الإسلامية مثل الاعتماد على قوة السحر أو البطولة الخارقة التي يصعب أن تتواجد لدى الشخص العادي.


بتفعيل مثل ذلك الانتقاء سيتجه القائمين على برامج الطفل ومن بينهم أساتذة التربية المتخصصين بتنفيذ خطط تثقيفية شيقة وجذابة للطفل تعتمد على تحفيز خياله بأمل الجنة وما فيها من نعيم وأنهار وما إلى ذلك من مفردات السعادة الربانية التي ينتظرها المؤمنون في الجنة.

فتقديم النماذج الناجحة والعظيمة التي بذلت العطاء واجتهدت في العمل من أجل هدف جليل، سيؤدي بخيال الطفل إلى التفكير والتطلع لبلوغ ما حققه هؤلاء الأبطال، الذين لم يكن يميزهم سوى إيمان راسخ بالله ورغبة صادقة في تحقيق أهدافهم النبيلة. والنماذج في تراثنا أكثر مما يمكن حصره، فها هو صلاح الدين الأيوبي الفارس الشجاع محرر بيت المقدس يربيه الملك العادل "نور الدين محمود" ليكون له بمنزلة الوالد والمعلِّم ويغرس فيه من القيم والعلم والأخلاق ما جعله في شبابه محط احترام وتقدير من أعدائه قبل أصدقائه.
ومنذ بدء دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يؤسس لمدرسة العمل والاجتهاد والتوكل على الله؛ ويذكّر أصحابه بالوعد الحق وأهمية إصلاح القلوب التي هي مهد العمل؛ فنجده في حديثه الشريف يقول: إن في المدينة رجالاً ما سلكتم واديًا ولا قطعتم شعبًا إلا كانوا معكم ) أي شاركوكم في الأجر ( قالوا : كيف وهم في المدينة ؟ قال : حبسهم العذر".
فهاهي الجنة وملائكتها يقتربون بالأعمال الصالحة، فما أجمل من غرس تلك القيم في نفس النشء الصغير، وما أجمل أن يستشعر الطفل عظم بر الوالدين وأهمية الصلاة وحلاوة الصدقة، وغير ذلك من القيم الإيمانية.

إذن كيف يمكن تربية الخيال المثمر؟
إن بناء الخيال المثمر النافع يرتكز على أساسين هامين وهما:

أولاً: خيال قوة العقيدة الإيمانية ، والاعتماد على القدرات الحقيقية والمنطقية لتحقيق الأهداف؛ أي الاعتماد على الأمل وليس الأماني.
ثانيًا: الاهتمام بتسليط الضوء على القصص الواقعي الذي ورد بالقرآن الكريم، والاهتمام بتجسيد بطولات الصحابة والفاتحين والعلماء والنماذج الناجحة.



بناء الخيال الهادف ودور المربين
خيال الطفل بالرغم من بساطته إلا أنه مركب من جزيئات كثيرة تساهم في تشكيلها الحياة التي يعيشها الطفل والمواقف والشخصيات التي يمر بها وتؤثر فيه أو حتى المهارات المختلفة التي يكتسبها؛ فما هو دور المربون في تهذيب ذلك الخيال المفتوح؟

الحقيقة أن دور الوالدين هو حجر الزاوية في تنشيط خيال الطفل وتحفيزه عن طريق إيجاد علاقات منطقية تربط خياله الجسور بمعطيات الواقع ومن ثم تنميه شعوره بالأهمية والمسئولية في نفس الوقت. فيمكن للوالدين والمعلمين أن يغرسوا في قلب الطفل روح الانتماء للأسرة والوطن ويعلوا من قيم تحديد الهدف وتحقيق الإنجاز.
أيضًا عودة الاهتمام بالتقليد القديم المتمثل في قصص قبل النوم لما لها من تأثير نفسي كبير على الطفل؛ حيث تبني القصص السعيدة ذات الأهداف خيالاً خصبًا وتشكل روحًا من الإرادة تتنامى بمرور الوقت.
كذلك يمكن تشجيع الطفل على ممارسة القراءة وذلك بأن يقرأ له والديه القصص المصورة التي تحفز عقله على إطلاق التساؤلات ليزداد إدراكه ووعيه ومهاراته.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.68 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]