تعالت الأصوات
تعالت الصيحات
ثم أتت سيارة الاسعاف
انيرت السماء بشهب الطائرات
وطارت الاشلاء
هدايا للأطفال
من نوع خاص
وإضاءات حارقة أكبر مما يشتهون
هدايا تحملهم نحو الموت المحرق
تحت ركام الكون
تتصاعد أرواح الأطفال
من رحم التاريخ أتوا
من شريان الأمة ..نزفوا
وردة شعب تقطف بيد الاجرام
وطن مكلوم من جراء الموت
وحصار بني القربى وسماسرة الدم
وطن مشبع بالآف الدموع
وآلاف الأوجاع الحبلى
ونار الصمت الحارق
أيها الأطفال
أحملوا ماتبقى من اشلائكم
ازرعوها في سهل غزة
ستنبت أبطال ولو بعد حين
واحملوا خزيهم وخنوعهم
وتواطئهم وعارهم
وأقذفوها باتجاه البحر
فلعل البحر يسمح بالغسيل
أيها المشتعلون بنار الطغاة
اقذفوا حممكم وبراكين الغضب
على كل الانحاء
اغرقوا كل مراكب الذل
وحاصروا الحصار
افتحوا نوافذ الأمل بالجهد بالعمل
موتكم قد يحيي الضمائر
قد يرفع الجور والهوان
عن بني العروبة المختطفة
اعيدوا لنا الكرامة
والعز والشهامه
اعيدوا ماء الوجه ..
بعد أن اريق على موائد اللئام
اقصف بصاروخ العزة
أقذف من غزة
واقذف بكل الوجع الساكن فيك عبر الزمن
وهن العرب وانظمة الذل
اقصفهم وتقيء على قادتهم
يا كل الشهداء
ياقبس النور في عتمتنا
سيضاء الكون بكم
وتورق اشجار النصر
ياكل الشهداء وآنات الجرحى
ستفتح شلالات الدم جميع معابركم
وستمحوا عفن الأخوة عنكم
لا تسأل من هم أعلام الوطن الآن
فبغزة يقبع كل الابطال
ليس مهما بعد الآن
بيت أو حجر أو بعض دمار
اصبح وطن ...وطن يحمل كل الأوطان
روح ومقاومة وعزيمة اصرار