عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 04-01-2008, 04:15 PM
الصورة الرمزية maso
maso maso غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: .........
الجنس :
المشاركات: 729
الدولة : Egypt
افتراضي

( 6 ) القارئ الشيخ


عبد الفتاح الشعشاعي





ولد الشيخ عبد الفتاح محمود الشعشاعي في قرية شعشاع في المنوفية عام 1890 ميلاديا ووالده الشيخ محمود إبراهيم الشعشاعي وسميت القرية باسم جده شعشاع. حفظ القرآن علي يد والده الشيخ محمود الشعشاعي في عشر سنوات فأتم حفظ القرآن في عام 1900 ميلادية .
لا شك أن الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ترسمت شخصيته وتأثرت بوالده . سافر إلي طنطا لطلب العلم من المسجد الأحمدي وتعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية ولتفوق الشيخ وتميزه بصوت عذب فقد نصحه المشايخ للسفر إلي القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف ودرس هناك القراءات علي يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع .

وعاد الشيخ إلي قريته وبين جوانحه إصرار عنيد علي العودة إلي القاهرة مرة أخري ليشق طريقه في زحام العباقرة نحو القمة وكان في القاهرة حشد هائل من عباقرة التلاوة وعندما بدأ الشيخ رحلته إلي القاهرة كان أكثر المتفائلين يشك أن الشيخ الشاب سينجح حتى في كسب عيشه .

وكون الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي فرقة للتواشيح الدينية وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد والذي ذاع صيته كملحن عبقري فيما بعد وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي يتألق ويلمع وأصبح له عشاق بالألوف. ولكن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموح الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي فغامر وألقي بنفسه في البحر الذي يتصارع فيه العمالقة وفي ذات مساء دخل ليقرأ في الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين (رضي الله عنه) مع أعظم وأنبغ القراء في بداية هذا القرن أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ أحمد ندا والشيخ علي محمود والشيخ العيساوي والشيخ محمد جاد الله. وفي تلك الليلة طار صوت الشيخ إلي العالم الإسلامي وأصبح له مكان فوق القمة وأصبح له معجبون وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود علي البنا والشيخ أبو العينين شعيشع وغيرهما كثير.
ومنذ سنة 1930 تفرغ الشيخ لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح إلي غير رجعة ومع ذلك لم ينس رفاقه في الدرب فقرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاتهم . وبعد افتتاح الإذاعة عام 1936 بدأ نجم الشيخ يتلألأ علي أنه رفض التلاوة في الإذاعة في أول الأمر خشية من أن تكون التلاوة في الإذاعة من المحرمات ولكنه تراجع عن ذلك القرار بعد فتوى شيخ الأزهر الظواهري وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة . وكان يتقاضي راتبا سنويا قدره 500 جنيه مصري . وذات عام دخل الشيخ لقصر الملك لقراءة القرآن في رمضان ثم أقسم بعدها أن لا يعود إلي التلاوة مرة أخري فقد علم أنه بينما كان يقرأ القرآن في جناح القصر كان الملك يفسق في جناح آخر. ويعتبر الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948.

وقد توفي الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في عام 1962 عن عمر يناهز الثانية والسبعين عاما قضاها في خدمة القرآن الكريم وكانت حياته حافلة بالعطاء وخلف وراءه تراثا قيما سيظل خالدا خلود القرآن فرحمة الله علي الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وجزاه عن المسلمين كل الخير .
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.10%)]