عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-08-2020, 04:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي محاولة أخيرة في الهزيع الأخير

محاولة أخيرة في الهزيع الأخير

يوسف شهير

أَوَكُلَّمَا مَرّوا بِخَاطِرِهَا، بَكَتْ؟
أَشْوَاقُها انْفَجَرتْ حنيناً، وَطَغَتْ
رَدوا إِليها خَيالَهُمْ، فَاستيقظَتْ
أسفاً على أسفٍ نَمَتْ
حَسَراتٌ مِنْ شَرقٍ إلى غَربٍ سَرَتْ
أعلامٌ مِنْ صَخْرٍ وَصّدٍ سُيِّرَتْ
وَبِحَارٌ مِنْ نُكْرَانِهم قَدْ سُجِّرَتْ
أَؤَيُدْرِكونَ إِذا فَنَتْ،
فَكَأَنَّما الدنيا فَنَتْ؟
أَؤَيُدْرِكونَ مَدَىَ هَوَاهَا، وَحُبها؟
أَوَيُدْرِكونَ بِأَنَّها قَدْ أَدْرَكَتْ،
أَنَّ الجِنَانَ لمنْ تَبَتَّلَ، أُزْلِفَتْ
يَاوَيلَهَا في حُبِّهِمْ لو خُيِّرَتْ
مَا بينَ عَاطِفَتَيْن،
نَارٌ، ونارٌ سَعِّرَتْ
مَا بينَ فَاصِلِتَينْ،
سُكِبَ الجَحيمُ، وَسُوِّرَتْ
آهاتُ عَينْ
بُعدَ الفَضَاءِ، وَقَدْ دَنَتْ
مَا بَينَ بينْ!
أَنَّاتُها الخَرْسَاءُ تبكي مَاخَلَتْ
مِنْ قَلْبِها، والدمعُ أَينْ؟
فَرِجَالُها الخيلاءُ مُعتَصِمونَ
بُمزِّقَتْ
مُسَْتَمْسِكونَ بِعُرْوَتَينْ!
يَتَجْمعونَ عَلىَ دِماءٍ بُعْثِرَتْ
يتفَرّقونَ بطَيف بَينْ!
هَذَا هَوَاها في مَهَبِّ الرِّيحْ
لاضَمَّهُ قَلبٌ،
وَلاَ نَامَتْ جُروحْ
يالا غُثاء السيلْ··
يالا الرِّمَاح المستحيلْ··
يا ذُلَّها المطروح··
يا سرَّهَا المفضوح··
يا بَوْحَها بالوَيل··
يا وَيلها المسْفُوح
في كُل ذَيلٍ·· ذَيلْ
يالا الضباع المرغمونَ
عَلىَ العويلْ!!
يا ذا السبيلْ
إلى خُطىً تروح
يا أيها الدربُ الطويلْ
المبتدي بالويل··
المنتهي بالليل
يا وَجْهَهَا المطروح
يا كُلَ نخاسٍ يُصَدِّرُ نَابَهُ
المسنون في لحِمها المهروسِ
بالعَفَن الذَّليل
في عَظْمِها المقروح
هذا طنينُ دَمِ اُلحَسينِ
عَلىَ اُلحسينْ
دم تسَلْسَلَ مِنْ قُبورِ المْشرِقَينْ
إلى حُدودِ المغْرِبَينْ··
إلى التَنطعِ في الصُّروح
فَاحْمِلْ دِماءَك يا فراتُ
وضخها في النيلْ
واصرخ بما أوتيتَ
مِنْ صمتٍ، ومِنْ تجريح،
أو تهويلْ··
واهتفْ ونادي الحقَ في ترتيلْ:
- هذا دم >الداخلِ<
وجراح >يَعْرُب< في صلاحِ الدينْ
من حِطينِ جنينْ
ما قَامتِ الدنيا ولا مرَّة لنا
فلا قُمنَا، لنَصْرِ الدينْ
هَبَّتْ نَسَائمُنَا الطرية هينةْ
ما اهتزَّ زَيتونً،
ولا هُمْ يَحْزَنونْ
ثمَّ انثنينا، نَرْشُفُ الآهات··
نجترعُ الظنونْ
في ساحةِ العلياءِ
ما هُنَّا،
ولا طُلنا نَهونْ!!!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.54 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (4.10%)]