وبدأت الدراسة في الصف الأول الإبتدائي
تستيقظ ابنتي من الساعة 3:00 فجرا فتستعد ليأتي باص المدرسة ويأخذها قبل أذان الفجر ، فمسكننا بعيد ، ويجب أن يكمل الباص جمع الطالبات قبل الطابور الصباحي، و أبوها يشتغل في التعليم - معلم- وعليه أن يكون في المدرسة قبل الطابور الصباحي ، فمن المستحيل أن يوصل طفلتنا لمدرستها ، سيتأخر عن دوامه المدرسي .
في الظهر ، تعود مع والدها 3:00 ظهرا حيث إنتهاء دوامه ، فلو عادت مع باص المدرسة ستتأخر أكثر ، إضافة إلى أنها ستتعب مع كثر المنازل التي ستمر عليها .
تبقى في المدرسة إلى أن يأتيها أبوها أفضل ، ستكون في هواء بارد ، ومرتاحة من دوران الباص فيكفيها دورانه بها في الصبح .
تعود مع والدها قرب أذان العصر ، فأرى طفلتي ، قرة عيني ، في قمة الإنهاك والتعب ، تأكل وجبة الغداء على عجل وتنام ساعة وربما أقل ، ليأذن العصر فيذهب بها والدها إلى دار التحفيظ ولم تأخذ راحتها في النوم بعد ، قلبي يتقطع حزنًا عليها مهجة فؤادي .
إلى حين موعد صلاة العشاء ، لتعود طفلتي من التحفيظ وتفتح حقيبتها المدرسية المليئة بالواجبات المنزلية (كتابة الحرف ق ، كتابة العدد 3 ، حفظ أنشودة بلادي ، ..... )
يا إلهي .. عليها من الواجبات الكثير ، وهي لا تقوى على فتح عينها من شدة النعاس والتعب.
لا بأس سأساعدها
ونبدأ في حل الواجبات ، هي تكتب واجبها وأنا أطعمها طعام العشاء ، فتبكي من التعب تارة ، وتتذمر من كثرة الواجبات ورغبتها في النوم تارة أخرى ، ولكن أهون عليها وأساعدها في الحل والكتابة تارة ، وأشجعها تارة أخرى
وما إن ننتهي من الواجبات وطعام العشاء حتى أحممها وتذهب إلى فراشها لتنام .
وهكذا تمر الأيام ، وبرنامجنا اليومي بهذه الطريقة (حل الواجبات أول بأول وسط الأسبوع ، ونراجع دروس الأسبوع كاملة في يوم الجمعة)
وتحين فترة الإمتحانات النهائية
وتظهر النتيجة
رأيت بأم عيني بركة القرآن على صغيرتي ، لا تستذكر دروسها إلا يوم الجمعة من كل أسبوع ، فيوم الخميس نذهب بها في رحلة لتروح عن نفسها ، فهو يوم الإجازة الوحيد بالنسبة لها ، و وسط الأسبوع ليس لديها وقت إلا لحل الواجبات المنزلية ، واليوم أراها تحمل شهادة نجاحها من الصف الأول وقد أخذت المرتبة الأولى على فصلها وعلى المدرسة فالحمدلله على نعمه.
هذه بركة كتاب الله على صغيرتي.