عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02-06-2009, 02:34 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: العبر في بعض قصار الصور ( الشيخ عائض القرني )




سورة التين


بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (التين:1) قسم بشجرتين عظيمتين عجيبتين، جمعت الغذاء و الدواء، يحفظ ثمرهما من الصيف إلى الشتاء، و هاتان الشجرتان تدلان على عظمة من خلق، و حكمة من أبدع، و قدرة من أنشأ. فتبارك الله رب العالمين، و ما أجمل اسم الشجرتين في فاصلة الآية المنونة، و على جرس المقاطع.
َ
(وَطُورِ سِينِينَ) (التين:2) جبل في سيناء شرفه الله بكلامه لموسى عليه السلام، فصار للجبل بهذا حظوة، و للمكان مكانة، و أصبح له بين الجبال منزلة، لعظمة ما جرى عليه، فأصبح المحل كريما لكرم أهله، و المنزل شريفا لشرف نازله. (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (التين:3) هو مكة البلد الحرام، حيث فيه الأمن على النفس من القتل، و على الدم من السفك، و على العرض من الانتهاك، و على المال من السلب، و على الروح من الهم و الغم: ( ومن دخله كان أمنا) فهذا البلد في أمن الله ن و فين حفظه و صونه و رعايته، يرد عنه كل باغ و يصد عنه كل معتد. (لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4) أنشأناه في أحسن صورة، و أبدعناه في أجمل هيكل، جسم متناسب، و أعضاء متناسقة ، و تركيب حسن، و صتع جميل، مع عقل مميز، و قامة بهية، و منظر زاهي، كل جارحة في موضع لائق، و كل عضو في محل مناسب ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)(النمل: من الآية88)_ (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) (التين:5) أبدلنا شبابه بالشيخوخة، و قوته بالضعف، و صحته بالسقم، و فتوته بالهرم، بعد شرخ الشباب، و بهاء الفتوة، و عنفوان الصبا، يعود أحنى الظهر، أبيض الشعر، متجعد الوجه، مرتعش الأعضاء، مهتز القامة، ضئيل البنية، ضعيف الذاكرة، تتعاوده الأسقام، و تتعاوره الأمراض، حتى يمل الحياة، و يسأم العيش. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (التين:6) فهم الصفوة المختارة، و النخبة المجتباة، أحسن الناس عملا، و أصدقهم قولا، و أقومهم طريقا، و أخلصهم نية، و أجملهم سيرة، أمنوا ثم قرنوا القول بالعمل ، و أصلحوا الظاهر و الباطن، و عمروا بالعبادة الليل و النهار، و راقبوا الله في السر و العلن، و نصحوا لله في كل شأن. هؤلاء لهم أجر عظيم، و ثواب كريم، و فضل عميم، لا يمن هذا الأجر عليهم ، و لا يلحقهم بهذا النعيم تبعة، و لا يدر كهم منه أذى، و لا يصاحبه معه غصة، تكفل الله بثوابهم، و ضمن أجرهم، و أحسن عاقبتهم، و رفع منزلتهم، و غفر ذنوبهم. (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) (التين:7) ما هو الذي يحملك أيها الكافر على التكذيب بيوم القيامة، و ما أخبر به نبي الرحمة من وعد و وعيد، و ثواب و عقاب، و جنة و نار؟ أما قامت على ذلك البينات، أما دلت على صدقه الدلالات، أما صحت بوقوعه النبوءات ، و أتت بما يثبت ذلك الرسالات، فهل بعد هذا البيان من زيادة؟ و هل أبقى هذا البرهان من شك؟ (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين:8) أحكم من قضى، و أعدل من فصل، و أصدق من قال، و أرحم من ملك، و أتقن من صنع، و احسن من خلق، يقضي فلا ظلم و لا هضم، يمضي فلا معقب و لا مستدرك، و يقدر فلا راد و لا دافع، و يدبر فلا أحسن و لا أجمل، و يبدع فلا أتقن و لا أكمل، بلى هو الحكم العدل البر الرحيم يقضي بالحق، يحكم بالعدل، يقول بالصدق، و يأمر بالبر



* * *
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.72 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.99%)]