عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-09-2019, 05:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم المعطوف بأحد حروف العطف

[63] يعني: من غير تقييد بوجوب توكيد الضمير المتصل المجرور: (المعطوف عليه) حتى يجوز العطف عليه، كما هو القول الثالث.



[64] فليس الجواز مقيدًا بضرورة الشعر، كالقول الثاني.




[65] على قراءة الجر[*]، وهي قراءة حمزة رحمه الله من السبعة، ووجه الشاهد فيها على مسألتنا: أن جر كلمة (الأرحام) يكون عطفًا على الضمير المخفوض المتصل: (الهاء) في (به)، وذلك من غير إعادة حرف الجر: (الباء) مرة أخرى في الاسم المعطوف (الأرحام)، ويؤيده: قراءة عبدالله بن مسعود:ï´؟ وبالأرحامِ ï´¾ بإظهار الخافض.

[*] فكلمة (الأرحام) في هذه الآية قد قُرئت بالرفع والنصب والجر، ولكل قراءة من هذه القراءات الثلاثة توجيه، وانظر في ذلك: (معجم القراءات) للخطيب 2/ 5 - 7 و(تحفة الأقران فيما قرئ بالتثليث من حروف القرآن) لأبي جعفر الرعيني صـ 164 - 172.




[66] بعطف (المسجد) على الضمير المتصل المجرور: (الهاء) من (به)، من غير إعادة حرف الخفض (الباء) مرةً أخرى مع الاسم المعطوف: (المسجد).

ومثال ذلك من كتاب الله تعالى أيضًا: قول الله عز وجل: ï´؟ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الأنفال: 64]، فقد استدل ابن القيم رحمه الله تعالى بهذه الآية على جواز العطف على الضمير المتصل المخفوض من غير إعادة الخافض؛ قال رحمه الله: إن قوله تعالى: ï´؟ وَمَنِ ï´¾: في محل جر؛ عطفًا على الضمير المجرور في قوله: ï´؟ حَسْبُكَ ï´¾، وتقرير المعنى عليه: حسبك الله: أي: كافيك، وكافي من اتبعك من المؤمنين.

وجعل بعض العلماء من ذلك أيضًا: قوله تعالى: ï´؟ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ï´¾ [الحجر: 20]، فقال: ï´؟ وَمَنْ ï´¾ في موضع خفض؛ عطفًا على ضمير المخاطب المتصل المجرور: (الكاف) في قوله تعالى: ï´؟ لَكُمْ ï´¾، وتقرير المعنى عليه: وجعلنا لكم ولمن لستم له برازقين فيها معايش.

إلى غير ذلك من الآيات التي استدل بها أصحاب هذا القول.




[67] قال ابن حجر رحمه الله: قوله في رواية عبدالله بن دينار: ((إنما مثلكم واليهودِ والنصارى))، هو بخفض (اليهود)؛ عطفًا على الضمير المجرور[**] بغير إعادة الجار، وإنما يأتي على رأي الكوفيين؛ ا هـ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[**] يعني رحمه الله: الضمير المتصل (الكاف) في مثلكم.




[68] بجر الاسم المعطوف (فرسه)؛ عطفًا على الضمير المتصل المجرور: (الهاء) في (غيره)، وكان ذلك العطف من غير إعادة الخافض.




[69] اللغة: قربت: أخذت، وشرعت، ويؤيِّده رواية الكوفيين في مكانه: فاليوم أنشأت.

والمعنى: قد شرعت اليوم في شتمنا والنيل منا، إن كنت قد فعلت ذلك، فاذهب فليس ذلك غريبًا منك؛ لأنك أهله، وليس عجيبًا من هذا الزمان الذي فسد كل من فيه.

والشاهد في هذا البيت: قوله: بك والأيامِ؛ حيث عطف الشاعر قوله: (الأيام) على الضمير المتصل المجرور محلًّا بالباء - وهو الكاف في (بك) - من غير إعادة الخافض حرف الجر (الباء).

ومن شواهد ذلك أيضًا: قول الشاعر:

لو كان لي وزهيرٍ ثالثٌ ورَدَتْ *** مِن الحِمامِ عِدَانا شرَّ مَورودِ

فعطف (زهير) بالواو على الضمير المتصل المجرور (ياء المتكلم) في (لي) من غير إعادة الخافض حرف الجر (اللام).

ومنه كذلك: قول الآخر:

بنا أبدًا لا غيرِنا يُدرَكُ المنى *** وتُكشَف غمَّاء الخطوب الفوادح

فعطف الشاعر (غيرنا) بحرف العطف (لا) على الضمير المتصل المجرور (نا) في (بنا)، من غير إعادة حرف الخفض (الباء).




[70] تأمل - أخي طالب العلم - هذا يقوله الرعيني رحمه الله في مسألة نحوية، يدعو رحمه الله إلى اتباع النص الوارد عن العرب فيها، وترك تقليد أيٍّ من قول الكوفيين أو البصريين من غير دليل، فإذا كان هذا يُقال في مسألة نحوية لغوية، فما بالك بالمسائل الفقهية التي يرد فيها النص النبويُّ واضحًا بيِّنًا، فترى طائفة من الناس يتركون النص والدليل، ويميلون إلى قول إمامهم، فرحم الله علماءنا؛ إذ جعلوا التقليد كالميْتة؛ لا يُصار إليه إلا عند الضرورة.




[71] انظر - أخي الكريم - إلى أدب العلماء بعضهم مع بعض، فالرعيني رحمه الله لم يذمَّ، ولم يُقبِّح[*]، مع أن ابن عطية رد قراءة سبعية متواترة، وهذا هو ما سار عليه سلفنا الصالح رحمهم الله، فها هو الإمام الذهبي رحمه الله يقول عن ابن خزيمة رحمه الله صاحب كتاب التوحيد: أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولو أن كل إمام أخطأ تركناه، لم يبقَ لنا إمام.


وروى الخطيب البغدادي في (الكفاية) صـ 138، من طريق مالك بن أنس، قال: سمعت الزهري، يقول: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: (ليس من شريف، ولا عالم، ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب، لا بد، ولكن من الناس من لا تُذكر عيوبه، مَن كان فضلُه أكثرَ من نقصه وُهِب نقصُه لفضله).

وقال العلامة ابن القيم في (مفتاح دار السعادة) صـ 176: من قواعد الشرع والحكمة أيضًا: أن من كثرت حسناته وعظُمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر: فإنه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره، ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل؛ فإنه يحمل أدنى خبث). اهـ

وأخيرًا فقد قال الشاعر:

إذا قِيسَ إحسانُ امرئ بإساءة *** فأَرْبَى عليها فالإساءةُ تُغفَرُ


[*] كما نرى من صغار بعض طلبة العلم في هذه الأيام هداهم الله، يشجعهم على ذلك بعض المشايخ، وللأسف الشديد! فنعوذ بالله من هذا النبت الفاسد، وممن سقاه من أهل الضلال والانحراف.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]