عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24-02-2019, 08:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لماذا يفكر الشباب العربي في الهجرة إلى الدول الغربية

لماذا يفكر الشباب العربي في الهجرة إلى الدول الغربية (6)



محمد رضوان الذهبي




كانت "غنى" فتاةً من أسرةٍ محافظةٍ، نشأت وتربَّتْ على تعاليم وأخلاق دينها الإسلامي؛ حيث درَستْ الإعداديةَ في مدرسةٍ شرعية، تأسَّستْ خلالها على حبِّ الله وحبِّ رسولِه صلى الله عليه وسلم، وطاعتِهما كما يرضى اللهُ ورسولُه صلى الله عليه وسلم.
فلما أنهتْ "غنى" دراستها الإعدادية قررت أن تتابع دراستها في الثانوية العامة، ولأن الأسرة كانت تعرف أحكامَ دينها بشكلٍ سليمٍ، استجاب والدا "غنى" لرغبتها؛ إيمانًا منهما بأن العلمَ لا يمكن أن يَنجح طالبُه إذا كان مدفوعًا إليه غصبًا، وإنما ينجح فيه عندما يكون اختيارًا.
وبالفعل تركتْ "غنى" الثانوية الشرعية وانتقلت منها إلى الثانوية العامة، وفي أحد الأيام الأولى لدراستها دخل حلقةَ الدراسة أستاذُ مادةِ "الفلسفة" التي كانت مقررة في سنتها تلك، وتعرَّف الأستاذُ على طالباتِ الحلقة وبدأ بإلقاء الدرس المقرر، لم تمضِ دقائق معدودات حتى بدأ الدرسُ بتناولِ الأدلةِ العقليةِ ودلالتِها على الحقائق؛ فما كان من الأستاذ إلا أن قال: "لا يوجد في القرآن دليلٌ عقليٌّ على وجود الله".
صُدمت "غنى" بهذه الكلمات وانتظرت هنيهةً لتستوعب ما قاله الأستاذ؛ منتظرةً أن يفسِّر ما يقصده بكلماته تلك؛ لكن الأستاذ تابع حديثه دون أي تفسير.
فما كان منها إلا أن استأذنت الأستاذ للحديث رافعةً يدها؛ فأذن لها بذلك، فقالت له بلهجة مؤدبةٍ:
"كيف قلتَ يا أستاذ: إنه لا يوجد دليلٌ عقليٌّ في القرآن على وجود الله؟ أين هذا الكلام من قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22]؟ بل وكل ما في كلام الله يدل على وجود الله، كفى بالقرآن معجزةً ودليلاً عقليًّا على وجوده تعالى، خصوصًا مع تحديه للعرب والعجم جميعًا أن يأتوا بآية مِن مِثْلِه"!
سكت الأستاذ ولم يجد ما يرد به على تلك الطالبة، ولم يجد لنفسه بدًّا من التراجع عن مقولته تلك معتذرًا بأن هذا ما تعلمه في الجامعة.
واستمر الدرس، ولكن الأستاذ تعلم أن لا يقْفو ما ليس له به علم؛ بل أصبح فيما بعد كلما أراد أن يتحدث بكلمة عن دين الإسلام نظر إلى "غنى"؛ لتؤكِّد له موافقتها لما يقول، أو منتظرًا لتنبيهاتها بتصحيح مقالته.
ونالت "غنى" احترام صديقاتها وأستاذها وإن ساءَها أن أحدًا من صديقاتها لم تتعلم عن إسلامها إلا ما تسمعه في منزلها من بعض الأحكام التي ربما يكون بعضها لا يمُتُّ للدِّين بِصِلةٍ.
قَالَ تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.73%)]