عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 22-02-2019, 07:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لماذا يفكر الشباب العربي في الهجرة إلى الدول الغربية

لماذا يفكر الشباب العربي في الهجرة إلى الدول الغربية (4)



محمد رضوان الذهبي





اليوم كان مشرقًا ومليئًا بالنشاط والحيوية، الطرقات مزدحمةٌ منذ الصباح الباكر بالسيارات والحافلات، والأرصفةُ مليئةٌ بالمارة من الأطفال والأهالي والشباب والفتيات.
الجميع يقصد مدرستَه، والبسماتُ المشرقةُ تملأُ وجوهَهم، البعضُ كان مرتديًا اللباس المدرسي، وآخرون ارتدَوا ملابسهمُ المعتادةَ، لكنْ جميعُهم كانت ملابسُهم نظيفةً ومكويةً بعناية، والطقس المعتدل يزيد المدينةَ جمالاً إلى جمالها في هذا اليوم.
نعم؛ فقد كان هذا هو اليومَ الأول للعودة إلى المدرسة، بعد عطلة صيفيةٍ امتدت لشهرين ونصف تقريبًا.
من بين الوجوه المشرقة كان وجه "حلا" أشدَّها إشراقًا، وبسمتُها أكثرَها جمالاً، وهي تسير ممسكةً يدَ أبيها في طريقها إلى المدرسة للمرة الأولى؛ حيث أصبح عمرها ست سنواتٍ، وهي اليومَ في الصفِّ الأول الابتدائي.
طيلةَ أعوامٍ وهي تنتظر هذه اللحظة؛ فقد كانت ترى إخوتَها في كل عامٍ وهم ذاهبون إلى مدارسهم، وكثيرًا ما كانت تبكي وهي تريد الذهاب معهم، لكن جواب أمها كان دائمًا: "تمهّلي يا بنتي، فغدًا عندما تصبحين في السادسة تذهبين معهم إليها".
وأخيرًا أتى اليوم الموعود، ولبسَت ملابسها المدرسية الجديدة بلونها الأزرق الجميل، وحملت حقيبتها الصغيرة وقد وضعت فيها قلمًا ودفترًا، وأمسكت يدَ أبيها وخرجت معه قاصدةً مدرستَها الجديدة.
لم يكنِ الطريقُ طويلاً، ووصلت "حلا" إلى مدرستها سريعًا، ورغم سعادتها فإنها وجدت صعوبةً في ترك يد أبيها لتدخل إلى صفها مع رفيقاتها الجدد.
أخذت "حلا" تفكر في الأصدقاء الجدد الذين ستتعرفُ إليهم وتلعبُ معهم، وكيف ستتعلمُ الكتابةَ والقراءة، وكانت مشاعرُها في هذا اليوم مزدحمةً بين فرحةٍ بالحياة الجديدة، وحزنٍ لبُعدها عن أمِّها تلك الساعاتِ الطويلة، وخوفِها من السيارات التي تعبر الطريقَ لأنها ستضطرُّ للعودة إلى منزلها وحدَها كلَّ يوم.
تركَ الأبُ ابنته بمشاعرها المختلطةِ تلك، وذهبَ بدورِه إلى عمله وهو سعيدٌ لرؤيته سعادةَ ابنتِه الصغيرة المدلَّلة.
مضت الساعات سريعًا، كعادتها عندما تكون الحياةُ سعيدةً، لكنها لم تكنْ كذلك بالنسبة لـ "حلا".
فما إن عاد الأب إلى منزله حتى استقبلتْه ابنتُه وهي تبكي بصوتٍ عالٍ وتقول:
بابا، أنا لا أريد الذهاب إلى المدرسة!
صدمتْ هذه الكلماتُ الأبَ وسألها بلهجةِ حنانٍ:
ولماذا يا حلوتي؟ هل اشتقتِ إلينا بهذه السرعة؟
أجابت حلا:
لا.. ولكنَّ المعلمةَ شتمتْ صديقتي وضربتْها؛ لأنها كانت تبكي وتريدُ العودةَ إلى أمها!
صَمَتَ الأبُ بألمٍ واحتضنَ ابنتَه وعجزَ لسانُه عن الكلام.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحشِ، ولا البذيءِ))؛ حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين.

أحد أسباب تفكير الشباب العربي في الهجرة إلى الدول الغربية:
إن العلم فى بلادهم مشقة ___وفى بلاد الغرب متعة


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]