محمد حماسة رحمه الله وخلق الكبار
محمود زكي
لستُ أزعم أنه كان لي اختصاصٌ بالأستاذ الدكتور محمد حماسة عبداللطيف، رحمات الله عليه؛ أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم، ونائب مَجْمع اللغة العربية بالقاهرة، ولكنَّ مقولةً مُعينةً منه شَهِدْتُها وأحببتُ أن أُقيِّدَها، وهي أيضًا مُسجَّلة صوتًا وصورةً، وأفراد مقامها أحياءٌ، متَّع الله بهم.
وقبل أن أسردَ المَقولةَ لا بأس أن أقول: إني نلتُ شرفَ التَّلْمذة للراحل الكريم مرتين؛ مرةً في كلية دار العلوم في مُقرَّرَيْنِ للنحو والعروض، ومرةً بدبلوم الدراسات العليا في علم المخطوطات وتحقيق النصوص؛ بمعهد البحوث والدراسات العربية، أيضًا في مقرَّرَيْنِ للعَروض والتصحيف والتحريف، وفي المقرر الأخير كان يُتْحِفُنا - بأسلوبه المرح الفَكِه - بذكريات وتجارِبَ علميَّة وإنسانية لا تُنسى، لا سيَّما عن أستاذه المحقق السيد أحمد صقر، وزميله المُحقِّق الدكتور محمود الطناحي، رحمات الله عليهم جميعًا، وهو تاريخٌ جديرٌ بالنشر والإذاعة.
أما المقولةُ، فمقامها من سنوات، أثناء تقديم الدكتور حماسة لجلسة مناقشة أطروحة الدكتوراه الخاصة بتلميذه أستاذِنا الدكتور تامر عبدالحميد أنيس، أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم، حيث قال وهو الأستاذ الكبير الذي ملأ الدنيا علمًا، مُعلِّمًا مَن خلفَه كيف تكون أخلاق الكبار، الواثقين من أنفسهم، العارفين لأقدار النَّاس، الخالين من العُقد النفسيَّة، المُتخفِّفين من الإِحَن، قال رحمه الله ما معناه: "جَرَت عادةُ الأستاذ (أو قال: المشرف) أن يفيد منه الطالبُ، ولكني أفدتُ من تامرٍ أكثرَ مما أفاد هو مني"!