[د. سمير عبد الغفار]

الأخت الرائعة نور
السلام عليكم و رحمة الله و اعتذر عن تأخر ردى لظروف عملى
بالنسبة للأسئلة :
1- أرجو أن تفيدنا عن المرضى و المعلومات لديهم عن المرض و المعلومات الخاطئة التي تلاحظها لدى المريض خلال تقدمه للعلاج ؟
المرضى اما
- ليس لديهم اى فكرة عن المشكلة او علاجها و يتجهون مباشرة للطبيب للمشورة الطبية
- واما يهملون فى مشكلتهم الطبية و يستشيرون اقارب , اصدقاء او صيدلى غير متخصص
- واما يعتقدون بوجود خبرة لديهم تمكنهم من علاج انفسهم و بعضهم لا يلتزم باراء الأطباء.
- و اخيرا ظهر نوع جديد من المرضى و هو المريض الذى يبحث عن معلومات عن المشكلة المرضية و خصوصا فى الأنترنت و هو ما اصبح متاح لعدد كبير من الناس الآن و هو عادة اما شخصية مثقفة تحب الإطلاع على المعلومات و فهم ما يحدث اما مريض محتار فى مشكلته المرضية ما بين تضارب التشخيص او طريقة العلاج بين الأطباء
المريض المثقف مريح فى التعامل بالنسبة للدكتور الواثق من نفسة الذى يحترم المريض
المريض المطيع ايضا مريح للطبيب و لكن قد يكون ضحية بعض الأطباء الغير اكفاء او عديمى الضمير و هذا موجود فى كل مهنة بالطبع
المريض ذو الإحساس بالخبرة متعب جدا و كثيرا ما يكون غير متعاون
المريض المهمل يضر نفسه و ايضا يتعب الطبيب بسبب احساسة ان لديه معلومات طبيه من اصدقاء و الكير منهم يضر بعضه لأنهم النوع الذى يتبع الإشاعات و اى طريقة جديدة مثل الأعشاب و المستحضرات الغريبة و الطرق العجيبة و اللجوء للمشعوذين الخ..
2- ما رأيك بالجراحات التي تتم بدون سبب لإستصال الرحم ؟

"من اجل عدم اللجوء للقسطرة او اخبار المريضة عنها يتم يوميا مئات العمليات الجراحية لإستئصال الرحم بحجة انقاذ حياة المريضة او لعدم احتياجها للإنجاب مرة اخرى"

لقد ضغطت او لمست الجرح بهذا السؤال
هذا الموضوع يؤلمنى و يزعجنى بشدة و سأشرح الآن لماذا يحدث هذا:
- طوال السنين الماضية كان هناك فى الطب الجزء الباطنى و الكشف لدى الطبيب و اخذ العقاقير و الأدوية الطبية
- فى حالة فشل العلاج الدوائى يمكن اللجوء للجراحة فى بعض المشاكل الأخرى مثل التهاب الزائدة الدودية.
المهم بدأ ظهور تخصصات فى كلا الفرعين الباطنى و الجراحة و ظهرت تخصصات الكلى و القلب و الصدر و امراض النساء و التوليد و الأطفال و من كل فرع ظهرت تخصصات اكثر دقة
و فى الثلاثين عاما الماضية بدأ تخصص طبى جديد فى الظهور و هو الأشعة التدخلية و و هو يعتمد على علاج المشاكل الطبية بدون فتح او شق جراحى لأن الكبيب المعالج يستطيع رؤية المشكلة داخل جسم الإنسان باستخدام طرق التصير الطبى مثل الموجات الصوتية او الأشعة التقليدية و بالتالى لا يوجد داعى للفتح الجراحى و يمكن حل المشكلة من خلال فتحات صغيرة بالجلد
هذا التخص غير معروف لدى الكثير من الناس لأنه جديد نسبيا مقارنة بمئات السنين من الطب التقليدى (الباطية و الجراحة) و لقلة عدد المتخصصين فيه
هذا التخصص جلب معه ثورة علمية و طبية حتى انه يطلق علية جراحات القرن الواحد و العشرين الدقيقة او الميكروسكوبية و لكن التعبير الأدق انها عمليات طبية بدون جراحة مثل عمليات القساطر و المناظير
المشكلة:
هنا تكمن المشكلة و هى ان المريض معتاد على الذهاب لمتخصص فى امراض الباطنة او الجراحة مثل اطباء النساء و التوليد الذين هم اساسا متخصصين فى جراحات النساء و التوليد
و حيث ان العديد من عمليات الأشعة التداخلية استبدلت الكثير من الجراحات فى و بالذات عمليات استئصال الرحم و فى حالات الأورام الليفية او الياف الرحم (البعض يطلق عليها اسم تليفات رحمية ) و ايضا فى علاج النزيف الرحمى بالأخص بعد الولادة فهذا معناه ان المريضة سوف تلجأ الى هذه العمليات التى تحافظ على الرحم و ليس لها خطورة او نسبة مضاعفات الجراحات التقليدية القديمة مثل ازالة الرحم او استئصال الورم الليفى.
كل هذا سبب ازعاج شديد لأطباء النساء و التوليد من امكانية سحب البساط من تحت ارجلهم فى هذا المجال (الأورام الليفية و النزيف الرحمى) و هو ما يعتبر مورد مالى ممتاز لدى الكثير من هؤلاء الأطباء لكثرة السيدات المصابات بهذه المشكلة.

https://samirabdelghaffar.com/اورام-...-embolization/
و لإستكمال الحديث ما ان بداالوعى الطبى عن العلاجات الحديثة و الجديدة فى هذا المجال حتى بدأ بعض اطباء النساء و التوليد من معدومى الضمير من تضليل الكثير من المريضات و اعائهم معلومات طبية مغلوطة او ناقصة بهدف تخويفهم منه و الإضطرار لللجوء للجراحة. من الأمثلة التى اسمعها من المرضى انه علاج تجريبى و انه لا يستخدم فى الإنسان و انه يدمر الرحم و انه يمنع الإنجاب و انه يفقد السيدة البكارة و كل هذا الكلام كذب و تضليل للمريضة و الدليل هنا فى هذا الرابط
https://samirabdelghaffar.com/اورام-...د-قسطرة-الرحم/
مكتوب لدى الكلية الأمريكية لأمراض النساء و التوليد ان العلاج بالقسطرة
uterine fibroid embolization
آمن على الحمل و الجنين و هو ما يكذب كل هذه الأقاويل و هو منشور فى المراجع الخاصة لدى اطباء النساء و التوليد
كما ان كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكة السابقة قامت بعمل قسطرة تداخلية لعلاج اورام ليفية فى الرحم لديها و لا اعتقد انه يخفى مدلول هذا لدى المريض و هو انها امنه و بالـتأكيد افضل من الجراحة و إلا ما كانت وزيرة امريكية فى منصب هام و على درجة عالية من الثقافة قد اختارتها و فضلتها على الجراحة و بالطبع لن تعالج وزيرة الخارجية الأمريكية بعلاج تجريبى كما يشيع بعض اطباء النساء
المهم يوجد حاليا اطباء اشعة تداخلية يحاولون نشر الوعى الطبى عن القسطرة من ناحية و اطباء يحاربون العلاج الحديث الذى يمثل تهديدا مباشرا لأساليبهم القديمة و الدخل المادى المتوقع من وراء الجراحة بالطبع.
مشكلة المريضة انها معتادة على اخذ المشورة الطبية فقط من طبيب النساء و التوليد الكثير من اطباء النساء و التوليد يجن جنونهم عند سماع العلاج بالقسطرة الشريانية للأورام الليفية او لنزيف الرحم و يرفضه بشدة و الكثير كما ذكرنا يضطر للكذب على المريضة حتى يرهبها من مجرد التفكير فيها و البعض الآخر يتجاهل الموضوع و يطلب من المريضة فى "هذا نسيان هذا الكلام الفارغ" على حسب قوله و حسب ما اسمع من المريضات .
هذا الكلام الفارغ على حد قولهم هو ما ينقذ المريضة الآن فى جميع دول العالم من فقدان الرحم او فقدان حياتهم اثناء الولادة او عند علاج الأورام الليفية و من حق المريضة ان تلجأ للقضاء اذا فقدت الرحم بسبب عدم اخبار الطبيب المعالج عن الطرق الحديثة التى من الممكن ان تجنبها الجراحة مثل قسطرة الرحم الشريانية.
و ببساطة النزيف مصدرة شريان و يمكن الوصول لهذا الشريان بالقسطرة و هى انبوب رفيع يدخل شريان الفخذ مثل قسطرة القلب و يصل الى مصدر النزيف و يتم حقن هذا الشريان و غلقه بدلا من الفتح الجراحى .
https://samirabdelghaffar.com/اورام-...-embolization/
مشكلة المريضة انها فى الكثير من الأحيان لا تعلم بوجود هذا العلاج او الطبيب الذى يقوم به او كيفية الوصول له
المشكلة الأكبر هى حين تصل له و تعلم عادة تحتاج للتأكد من طبيبها الخاص الذى تثق فيه لفترة طولية و تسأله عن امكانية العلاج بالقسطرة فتأخذه الكرامة و العزة انه يمكن اللجوء لطبيب آخر غيره ليساعد المريضة و يخاف ان يفقدها و يفقد العائد المادى و هنا تبدأ الأكاذيب و الضحية النهائية هى المريضة.
المريضة كما ذكرت معذورة فهى معتادة على اخذ المشورة الطبية من طبيبها الخاص و كلنا نسمع عن بعض الأطباء المحتالين فغالبا ما تلجأ الى طبيبها او طبيبتها الخاصة للتأكد من صحة المعلومات و لكن فى هذه الحالة تكون للأسف النتيجة عكسية.
السبب الآخر فى حيرة المريضة هو التقدم المذهل فى العمليات التدخلية مثل القسطرة الذى يجعلها غير متخيلة لكم المزايا الموجودة و يجعلها تعتقد ان طبيب الأشعة التدخلية يحاول اظهار القسطرة بصورة غير واقعية و لكن فعلا العلاج بالقسطرة يعتبر طفرة طبية تتفادى اغلب مشاكل الجراحة لدرجة تفوق خيال المريضة. بالطبع لها بعض الأعراض الجانبية و مثل الشعور بالألم المؤقت او بالشعور بالغثيان او القيء فى اول يومين فى بعض الأحيان و لكن كيف يمكن مقارنة هذا بمضاعفات الجراحة.
من اجل عدم اللجوء للقسطرة او اخبار المريضة عنها يتم يوميا مئات العمليات الجراحية لإستئصال الرحم بحجة انقاذ حياة المريضة او لعدم احتياجها للإنجاب مرة اخرى و يوجد العديد من الفتيات الغير متزوجات او الحديثى الزراج ممن فقدن الرحم بسبب هذه القرارات بسبب الكبرو العناد و الطمع لدى بعض اطباء النساء و التوليد.
3- ما نسبة جراحات إستئصال الرحم بالجراحة مقابل العمليات بدون جراحة؟
الأثنين تقارب نسبتهما ال 98% و لكن المشكلة فى كم المضاعفات بعد كل عملية. بالطبع مضاعفات الجراحة اكثر و اخطر على المريضة.
4- برأيك ، هل هناك ظلم من الأطباء أو محاولة إيجاد العلاج الأسرع للمرضى في مقابل أن هناك علاجات بسيطة ممكن أن تؤدِ الغرض من العلاج بدون إستئصال أو جراحة ؟
لقد شرحت هذا بالتفصيل فى الأعلى و كما ذكرت تأخذ الطبيب العزة بالأثم و يفضل عمل الجراحة و استئصال الرحم عن اخبارها عن العلاج بالقسطرة بدون جراحة

5- هل هناك من أحداث لاحظتها خلال العلاج ، مشاكل لفتيات حدثت لها بعد الزواج أو عدم الإنجاب بسبب إستئصال الرحم لهن في مقابل كان بالإمكان العلاج ؟
فى احد المستشفيات الجامعية حدثت الواقعة التالية:
مريضة بعد الإنجاب مباشرة حدث لها نزيف و هو شىء محتمل و لكن الشىء الرهيب انه فى المستشفى الجامعى حيث يعمل اساتذة الجامعة الذين يعتبرون العلماء فى هذا المجال. القرار الطبى كانالعلاج بالطرق التقليدية و محاولة علاج النزيف و هو بالفعل قد يعالج المريضة و لكن للأسف فشلت هذه المحاولات و بدلا من ارسال المريضة بعد اسبوع كامل من الفشل فى السيطرة على النزيف الرحم لوحدة الأشعة التداخلية و القسطرة حيث يسهل علاجها و كان يمكن فعل ذلك من اول يوم, تم استئصال الرحم بالكامل.
الشىء الذى يدعو للأسف هو انه عندما سأل احد الأطباء الشبان عن سبب عدم اللجوء للقسطرة و هو اجراء روتينى الآن فى اوروبا و امريكا فى حالات نزيف الرحم اخبره طبيب النساء و التوليد انها سيئة !! و عندما سأل الطبيب الشاب عن السبب العلمى او المرجع لهذا الرأى كان رد الطبيب "اخبرنى استاذى انها سيئة " !!!!
هذا الكبيب الشاب سأل طبيبة نساء و توليد عن حقيقة الموقف فأخبرته ببساطة "لو كنت اقوم انا بإجراء القسطرة لأخبرت المريضة عنها كعلاج افضل من الجراحة"
و لا تعليق آخر لدى
6- ما هي حقوق المريض حيال الطبيب في فهم ما يتعرض له من جراحة أو علاجات بديلة بدون جراحة ؟
هناك قائمة من الحقوق و الواجبات ل و على المريض هنا فى هذا الرابط
www.samirabdelghaffar.com/patient_rights_ar.html
و قد كتبت ايضا عن موضوع مناقشة المريض فى القرارات الطبية هنا
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=89638
و سأعود لاحقا لأكمل الكتابة ان شاء الله و الرد على باقى الأسئلة
تحياتى