الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 02-02-2024, 07:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,807
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين -1206


الفرقان





الشاب المستقيم في ظل عرش الرحمن
الشاب المستقيم في ظل عرش الرحمن يوم القيامة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سبعةٌ يظلُّهم الله -تعالى- في ظلِّه، يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عَدْلٌ، وشابٌّ نَشَأَ في عبادة الله، ورجلٌ معلَّقٌ قلبُه في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله؛ اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شِماله ما تُنفِق يمينُه، ورجلٌ ذَكَرَ الله خاليًا ففاضَتْ عيناه».
من أسباب استقامة الشباب
لا شك أن الله -عزوجل- جعل للاستقامة على الدين والخير أسبابًا برحمته وفضله، فمن أخذ بهذه الأسباب جنى ثمارها اليانعة، وتتلخص هذه الأسباب في أمور عدة:
  • أولها: وجود القدوة الحسنة
فوجود القدوة الحسنة للشاب في التربية والرعاية الحسية والمعنوية سبب مهم من أسباب استقامته؛ لذلك ينبغي على الشباب البحث عن القدوة الحسنة، وأسمى قدوة حسنة في حياتنا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو الأسوة الحسنة، ثم العلماء الربانيون الذين ساروا على منهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته.
  • ثانيًا: الارتباط بالمساجد
من أسباب استقامة الشباب الارتباط بالمساجد لأداء الفرائض، والحرص على السنن الرواتب، ولا سيما الوتر وسنة الفجر، والحرص على قيام الليل، فالتزام الشباب بذلك له أعظم الأثر في حسن سلوكهم، وسداد حالهم، وصلاح نفوسهم وقلوبهم، وفي استقامتهم وفي الثبات على هذه الاستقامة.
  • ثالثًا: مجالسة العلماء
من أسباب استقامة الشباب الحرص على مجالسة العلماء وطلبة العلم الشرعي، واختيار الصاحب الصالح، والصديق الذي يعين على الخير، الذي شبهه النبي - صلى الله عليه وسلم - بحامل المسك الذي إذا جلست إليه إما أن يعطيك من المسك وإما أن تجد منه ريحا طيبة.
  • رابعًا: استثمار أوقات الحياة
من أسباب استقامة الشباب استثمار أوقات الحياة في كل علم نافع وعمل صالح، بل وفي كل ما من شأنه أن يكون نافعًا في دينهم ودنياهم؛ فالشباب مسؤولون أمام الله -عزوجل- عن أعمارهم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟».
  • خامسًا: الحذر من أصحاب السوء
إنَّ مجالسة الأشرار والسفهاء والفساق، تؤثر على استقامة الشباب، فليس عند هؤلاء إلا لغو القول، وقبيح الفعل، وسوء الخلق، وعاقبة ذلك خسارة الدنيا والآخرة، والنبي -صلى الله عليه وسلم - شبه الصاحب السيء بنافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا كريهة.
الحذر من إضاعة الأعمار والأوقات
احذروا يا شباب أشدَّ الحذر من هدر أعماركم في غير طاعة واجتهاد، أو إضاعته في الذُّنوب والسيئات! فإنَّ الخاسر يومَ القيامة من يَجد نفسَه بلا حسنات تثقل ميزانه، فيتمنى يومَها العودة إلى دار العمل، فلا يُجاب، كما أخبر الله - تعالى - عن هذا الصنف في كتابه؛ فقال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (المؤمنون: 99 - 104).
الطريق الأمثل للاستقامة
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: إن الطريق الأمثل ليسلك الشباب طريق الاستقامة في الدين هو أن يستقيم على النهج القويم بالتفقه في الدين ودراسته، وأن يعنى بالقرآن الكريم والسنة المطهرة، وأنصحه بصحبة الأخيار والزملاء الطيبين، وملازمة العلماء المعروفين بالاستقامة حتى يستفيد من علمهم ومن أخلاقهم، كما أنصحه بالمبادرة بالزواج، وأن يحرص على الزوجة الصالحة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».
كن دائمًا مع الله -تعالى
من وصايا الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- للشباب: احرص على أن تكون دائماً مع الله -عزوجل- مستحضراً عظمته متفكرًا في آياته الكونية مثل خلق السموات والأرض وما أودع فيهما من بالغ حكمته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته وآياته الشرعية التي بعث بها رسله ولا سيما خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن يكون قلبك مملوءًا بتعظيم الله -عزوجل- حتى يكون في نفسك أعظم شيء، وباجتماع محبة الله -تعالى- وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائماً بما أمر به لمحبتك إياه تاركاً لما نهى عنه لتعظيمك له.
الشباب وعلو الهمة
دعا القرآن الكريم المؤمنين إلى علو الهمة في الأعمال الصالحة، قال -تعالى-:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}، وقال -تعالى-:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}، ويقول ابن القيم: «وهمة المؤمن إذا تعلقت بالله-عزوجل- طلبا صادقا خالصًا محضًا، فتلك هي الهمة العالية»، فعلى المؤمن أن يوجه همته لعلو الدين.
السعيد من اتعظ بغيره
قال مطرف: «اللهم إني أعوذ بك، أن يكون أحدٌ أسعد بما علمتني مني، وأعوذ بك أن أكون عبرة لغيري»، يا لها من دعوة عظيمة وصفها شيخ الإسلام ابن تيمية بأنَّها (من أحسن الدعاء)، ومن لم يعمل بعلمه ودعا الناس إليه كانوا أسعد بعلمه منه، ومن لم يعتبر بحال غيره من المفرطين الذين سبقوه كان لمن بعده عبرة.
حال الناس مع الحق
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: الناس في تحري الحق وطلبه قسمان: قسم يريده ويطلبه وإذا ظفر به فرح وتلقاه بالقبول، وقسم آخر نفسه عازفة عن الحق وغير مقبلة عليه، وإذا عرض له شيء من الحق تكلف في رده، ولكلٍّ منهما علامة، قال الدارمي -رحمه الله في كتابه الرد على الجهمية-: «الَّذِي يُرِيدُ الشُّذُوذَ عَنِ الْحَقِّ، يَتَّبِعُ الشَّاذَّ مِنَ قَوْلِ الْعُلَمَاءِ، وَيَتَعَلَّقُ بِزَلَّاتِهِمْ، وَالَّذِي يَؤُمُّ الْحَقَّ فِي نَفْسِهِ يَتَّبِعُ الْمَشْهُورَ مِنْ قَوْلِ جَمَاعَتِهِمْ، وَيَنْقَلِبُ مَعَ جُمْهُورِهِمْ».
علو الهمة عند شباب الصحابة
«كان شباب الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- يتأسون بنبيهم وفخرهم في الدنيا والآخرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأوصلتهم همتهم إلى العلياء؛ فقد أسلم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو ابن ثماني سنين، ودعت همة أرقم بن أبي الأرقم لأن يفتح داره للدعوة في أول الإسلام، ويتعلم زيد بن ثابت لغة اليهود في نصف شهر، ولقد دفعت همة ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه -، أن يقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -،: «أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار»؛ لما قال له رسول الله- - صلى الله عليه وسلم - «سلني يا ربيعة أعطك

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]