عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-12-2020, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي ما رأيكم بالزواج من فتاة أكبر مني بعامين؟

ما رأيكم بالزواج من فتاة أكبر مني بعامين؟
أ. محمد شوقي




السؤال



ملخص السؤال:

شاب يبحث عن فتاة للزواج منها، فوجد فتاة متدينة ذات مستوى اجتماعي جيد، لكنها تكبُره بعامين، وهو متحيِّر في إتمام الزواج منها، ويريد النصيحة، ويسأل: هل أكمل هذا الزواج أو لا؟



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكركم على مجهودكم الرائع في هذه الشبكة الماتعة، فجزاكم الله عنا خيرًا.



أنا شابٌّ عمري 32 عامًا، من أسرةٍ متدينةٍ وميسورةٍ، ولله الحمد، منذ فترةٍ وأنا أبْحَثُ عن زوجةٍ صالحةٍ يتوافر فيها الدين والخُلُق والقَبول، ولم يحدثْ نصيب حتى الآن.



رشح لي أحد أقربائي فتاةً مِن العائلة، لكنني لم أكنْ أعرفها مِن قبلُ، وبالفعل رتَّب قريبي هذا مناسبةً لأراها؛ فوجدْتُها جميلةً رقيقةً، وأخبرني قريبي بأنها متدينة وتقية، وذات مستوى اجتماعي راقٍ!



المشكلة أن الفتاة أكبر مني بعامين، وتأخُّر زواجها كان بسبب تفرُّغها لرعاية والدتها المريضة، وانشغالها بإكمال دراستها العليا، حتى أصبحتْ تعمل في مكان ممتاز!



ترددتُ في بادئ الأمر لأنها تكبرني، وبصراحة متخوِّف بعض الشيء مِن فُرَص حَمْلها في هذه السن ونظرة الأهل، مع أنَّ شكلها يبدو أصغر بكثير مِن عمرها.



أشعُر براحةٍ تُجاهها، وخاصَّة بعدما سمعتُ عن تضحيتها مِن أجْل والدتها، علمًا بأن نساء عائلتها معروف عنهنَّ كثرةُ الحمل حتى في السنوات المتأخِّرة.



فبِمَ تنصحونني؟ وهل يكون لِعُمْرها هذا تأثيرٌ على إمكانية الحمل بسلام



أو فقدان شيء مِن جمالها؟


الجواب



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا أخانا الفاضل على ثنائك الحسن، ونقدِّم لك ترحابًا على انضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله أن نعينك ونفيدك فيما أرسلتَ بشأنه.



أخي الحبيب، تسأل عن الفارق العمري بينك وبين قريبتك التي طلبتَها للزواج والذي يُمَثِّل عامين اثنين.



اعلم أن الفارق بينكما ليس كبيرًا، ومثلُ هذا الفارق وغيره - إن توفرتْ فيه شروط الزوجة الصالحة والتي منها دينُ الفتاة وخلُقها، كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ((تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعَةٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)) - لا يُتوقف عنده كثيرًا، ولله الحمدُ الفتاة - كما تقول -: متدينة تقية جميلة رقيقة متعلِّمة تعليمًا عاليًا، ذات مستوى اجتماعي راقٍ، تُضَحِّي مِن أجل والدتها، فمم تخاف؟



أجيبك: إنما أتتْ تخوُّفاتك مِن ثلاثة أمور:
الأول: مِن نظرة المجتمع والأهل لك، ولومهم بأنك لَم تتزوَّج الصغيرة.



ومثلُ هذا لا يُعبأ به كثيرًا؛ لأنك أنت مَن سيتزوج، ولأن الفارق - كما قلتَ - عامان فقط، ولن يُلاحَظ، خاصة أن الفتاة تبدو أصغر بكثير من عمرها، وحتى لو كان الفارقُ أكثر من ذلك، فالأولى بك وبغيرك أن ترجحَ كفة الصفات الحسنة، وكسب الزوجة الصالحة التي تحترمك وتحترم أهلك، ومِثْلُ هذه التي ضحَّتْ بعُمْرِها من أجل والدتها المريضة جديرة بالظفر بها، وحقيقةٌ بأنْ تحملَ مسؤولية بيت وزوجٍ، وأن تعرف معنى كلمة: الحياة الزوجية.



الثاني: إمكانية الحمل من عدمه.



الإنجابُ مِن الأمور المحبَّبة لدى النفس والشرْع؛ وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج من الوَلود؛ فقال: ((تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم))، ويُعرف القيدان - أي: الودود الولود - مِن أقاربها؛ لأن الغالب سراية طباع الأقارب من بعضهن إلى بعض؛ كما قاله الطيبي وغيره، وأنت نفسك قلت: إن نساء عائلتها معروف عنهنَّ كثرة الحمْل حتى في السنوات المتأخرة؛ فليس ثمة مشكلة في هذه الناحية - إن شاء الله.



أما سؤالك عن إمكانية فقد المرأة شيئًا مِن جمالها بسبب الحمل.



فنعم، سنوات الحمل والرضاعة تؤثِّر بلا شك في جمال المرأة، وتفقدها الكثير من القدرة والتحمل، لكن الجمال ليس كل شيء، فيكفيك أن تكون المرأة جميلة في عينك، تملأ قلبك، فالمحب - أخي الفاضل - إذا أحب بصدق، أعطى وضحى وسعى لإرضاء من يحب، بدون النظر إلى جسمه وشكله، فإذا كنتَ مرتاحًا لها، سعيدًا بجمالها، فلا تجعل الشيطان يلعب برأسك، ويصرفك عنها لتفكيرك في شيء مُحتَمَل، وكم من النساء حملنَ ووضعنَ وهن كما هن جميلات في الشكل والجسم والمعشر!



الثالث: أن تكون المرأة لكِبَر سنها عنك قيِّمة على البيت، وأنت تابع لها.



وأقول لك: إن أي امرأة في الدنيا أسيرة بأخلاق زوجها، طفلة في عين رجلها مهما كبرتْ، تحتاج في جميع سني عمرها أن تكون طفلة، حتى وإن شاب شعرها فهي ضعيفة في كل حالها مهما قويتْ، ولا تنسَ أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها وهي تكبره بسنوات، وكان لها نعم الزوج والصاحب، وكانت له نعم الزوجة والمعين، وغيره من الصحابة فعلوا ذلك، فأنت بسلوكك وتعاملك معها وإحسانك إليها تستطيع أن تملكها، وأن تجعلها طفلة بين يديك.



ونصيحتي لك أخي في هذه النقطة بالذات: إنك إن رضيت بها زوجة، وتم أمرك على خير، فإياك أن تعيِّرها يومًا بكبرها، أو صغرك، أو تقول في خِضَمِّ معركة زوجية حامية: أنا كنتُ أستحق زوجة أفضل منك صغيرة أشكِّلها على يدي، أو تسمع كلام أحدٍ فتشعر من داخلك بالندم؛ فإنك إن فعلتَ ذلك يومًا لربما كان ذلك جرحًا لا يندمل مهما مرَّ عليه الزمان، ووقتها لن تستقيم حياتك كما كانتْ.



قد تحدُث مشكلات بينكما نتيجة الفارق العمري، أو اختلاف البيئات، وهذه يمكن تجاوزها بالتحلي بالصبر والحكمة، وعدم التركيز عليها، مع تمسُّكك بحسن الخلق والصبر عليها، وعدم الاستهزاء بصغرك وكبرها، وتذكر أجْر ذلك عند الله.



ولا أخفيك النصح أن الزواجَ بالصغيرات فيه محاسنُ تَترى، لكن بشرط أن تتوافر فيهنَّ تلك الصفات الواردة في سؤالك؛ من التقوى والدين والخُلُق وحمل المسؤولية الزوجية وغيرها مما تفقده بعض الصغيرات في زماننا.



فانظر في أمرِك، وتأمَّلْ حالك جيدًا، وراجعْ موقفك منها، وعليك بصلاة الاستخارة؛ فقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا همَّ أحدُكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاَّم الغيوب، اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، ويسِّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، قال: ويسمي حاجته)).



وفي الختام أدعو الله عز وجل أن يرزقَك الزوجة الصالحة والذرية الصالحة




وأن ينعمَ عليكما بالرَّحمة والسكينة؛ إنه سميع مجيبٌ


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.55 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]