دعيني أسامر أمتي!!
د. محمد سليمان صعنون
في زحمة مألوفة تتكاتف فيها الأحذية لا فرق بين حذاء وحذاء، فكلها مشرية،
وكلها تمشي على أرض عربية، وكلها مسكونة بقدم مغسولة، وأصابع مكتوفة، عندما
رفعت نظري إلى أعلى وجدت وجوهاً مختلفة؛ مبتسمة فرحة، وأخرى مقهورة وجلة.
تبصرت ثانية فيها، لم يطاوعني قلبي أن أرى الفقر مبسوطاً، طأطأت رأسي من جديد،
أتأمَّل أحذية حرة تحبس أنفاس أصابع بالحديد، طأطأت أكثر لاحظت أصابع تتململ،
تتحرك رافضة تتحلل، أمسكت بالجوال لأخبر عنها قلبي الأرعن.
لماذا تتحرك أصابعك في جسد أمَّن لك القهر والذل ثم الموت الأسعد؟؟!!
لماذا تكره من دشن لك المأتم؟؟!! ولماذا؟؟
صحيح، لماذا تلبَس حذاء أسود؟؟!! انطِقْ من صيدا أنت أم من بيروت الطريدة؟؟!!
ألا تذكر؟؟!! أنت من المدينة الدفينة.
يا خسارة الخسارة أوتحزن على لبس حذاء أسود؟؟!! تهمتك: سرقت الحجر الأسود.
صرخت: لم أحزن!! إنه ما أملكه في جسدي الحزين!