أمّاه ودّعيني قبل رحيلي
أمّاه : سمعتُ صوتاً وأنين ..!؟
يا ولدي لابُدًّ بأنّك في جنين
أمّاه : أين تُباع الحريّة لأشتريها ...؟
آهٍ يا ولدي ...
اذهب للمقابر واقتنيها ، و أعِدَّ لنفسك فِراشاً فيها ، و بالتراب تدثّر ونم فيها ...
أُمّاه : كلّ حديثك معي حزين ؟!!
آهٍ يا ولدي ...
لقد قطّعوني بالسكّين ، وصبّوا فوق رأسي بنزين ، فهنا في القلب جرحٌ دفين
يا ولدي ...
أما علمتً بأن هناك خلف تلك الأسوار أكثر من 5000 ما بين أسيرٍ و سجين ...
فهذا حديثي حتّى حين .
أُمّاه : متى سيأتي يوم النصر والتمكين .؟
يا ولدي ...لن يحدث حتّى نمضي نحو الأقصى ثائرين مجاهدين
بصيحة الله أكبر داخلين مُكبّرين
وتصرخ الجموع كالأمواج الهادرة : جئنا نحرر أرض فلسطين
منّا خالدُ وصلاح الدين
و نحن خلفهم سائرين
نهتف : نموتُ ... نموتُ و تحيى فلسطين ...
وإلى ذلك نمضي بثباتٍ لا نخضع ولا نستكين ...
أُمّاه : صارحيني من تُحبين أكثر أنا أم الوطن ؟
يا ولدي أما علمتً إلى الآن أنّك كلاكما عندي وطن ،
و فيكما الروح والسكن ،
وعشتُ معكما في فرحٍ و شجن ...
فمعزّتك من معزّة الوطن ...يا وطن ...
أُمّاه : ودّعيني قبل رحيلي ...
ولِمَ الوداع يا صغيري ؟
أمّاه: إنّي ذاهبٌ لأدوس رؤوس الشياطين ، و أُدّك عروش الظالمين
وأين سلاحكٍ يا ابن عماد الدين ؟
أمّي : سلاحي ديني ، قرآني ، بندقيتي في يميني
صلاتي ، دعائي ودماء من شراييني
و قبلةُ من فمّك الطاهر تلثمينها على جبينِ
يا ولدي معكٍ من وعدك بالنصر والتمكّين
فهذا عهدي بربي ويقين
فعين الله ترعاك لتُرجع لنا حطّين
بقلم :
أختكم في الله :
فجر العزّة
يوم الأحد الموافق : 2014/3/30م