عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17-10-2020, 03:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المعمرون من الشعراء

وهناك من الشعراء من رحَّب بالمشيب كدعبل الخزاعي الذي قال فيه:



أَهْلاً وَسَهْلاً بِالمَشِيبِ فَإِنَّهُ

سِمَةُ العَفِيفِ وَحِلْيَةُ المُتَحَرِّجِ[25]








إلا أنَّنا نعتقد أنَّه قولٌ غير صادق، فشاعرنا نفسه هو الذي قال:

ضَحِكَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ فَبَكَى[26]



وإنَّك لَتلمَحُ الصدق في بكائه على الشباب الراحل، إذًا فترحيبه بالمشيب لا يخدعنا عن حقيقة نفسه، وكان الأحقُّ به أنْ يعترف كما اعترف الشريف المرتضى في قوله:



لاَ مَرْحبًا بِالشَّيْبِ أَظْلَمَ بَاطِنِي

لَمَّا تَجَلَّلَنِي وَأَشْرَقَ ظَاهِرِي[27]








شكوى الضعف:

أمَّا وصف آيات الكِبَر وطلب المساعدة فهو الملمح الرابع الذي يُميِّز شِعرَ المعمَّرين، فمحمد حسن فقي يتخيَّل نفسه طللاً بائدًا بل مثلاً سائرًا فيقول:



أَرَفِيقَتِي فِي اللَّهْوِ مَعْذِرَةٌ

مِنِّي إِلَيْكِ فَإِنَّنِي طَلَلُ




قَدْ كِدْتُ أَذْهَبُ فِي الوَرَى مَثَلاً

لَوْ كَانَ يَنْفَعُ عِنْدَهُمْ مَثَلُ[28]








ويُلخِّص المستوغر بن ربيعة شَكواه في الأبيات الآتية حينما سأله معاوية - رضِي الله عنه -: كيف تجدك يا مستوغر؟ فقال:





سَلْنِي أُنَبِّئْكَ بِآيَاتِ الْكِبَرْ

نَوْمُ العِشَاءِ وَسُعَالٌ بِالسَّحَرْ




وَقِلَّةُ النَّوْمِ إِذَا اللَّيْلُ اعْتَكَرْ

وَقِلَّةُ الطُّعْمِ إِذَا الزَّادُ حَضَرْ






وَالنَّاسُ يَبْلَوْنَ كَمَا تَبْلَى الشَّجَرْ[29]



وإذا كان حُمَيد بن ثور يقول:

أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْدَ صِحَّةٍ[30]



وعوف بن محلَّم يقول:



إِنَّ الثَّمَانِينَ وَبُلِّغْتُهَا

قَدْ أَحْوَجَتْ سَمْعِي إِلَى تَرْجُمَانْ[31]








أمَّا البارودي فلا يكتَفِي باختلال البصر وثقل السمع، بل يَصِفُ الكثير من شَكواه المرَّة قائلاً:



أَخْلَقَ الشَّيْبُ جِدَّتِي وَكَسَانِي

خِلْعَةً مِنْهُ رَثَّةَ الجِلْبَابِ




وَلَوَى شَعْرَ حَاجِبَيَّ عَلَى عَيْ

نَيَّ حَتَّى أَطَلَّ كَالْهُدَّابِ




لاَ أَرَى الشَّيْءَ حِينَ يَسْنَحُ إِلاَّ

كَخَيَالٍ كَأَنَّنِي فِي ضَبَابِ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]