عرض مشاركة واحدة
  #258  
قديم 21-10-2020, 06:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة آل عمران
تفسير سورة آل عمران تفسير آل عمران تفسير سورة آل عمرانتفسير سورة آل عمران- (1)
الحلقة (142)



تفسير سورة آل عمران (1)

بعث الله عز وجل محمداً صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام، وأنزل عليه القرآن مصدقاً لما بين يديه، كما أنزل التوراة والإنجيل من قبل على موسى وعيسى، وهذا القرآن الذي أنزل على محمد أنزل عليه بالحق، لا يفارقه ولا ينفصل عنه، فلو اجتمع علماء الأرض ومثقفوها ليثبتوا ورود خطأ واحد في القرآن، لما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

بين يدي سورة آل عمران

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال فداه أبي وأمي والعالم أجمع، قال: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ) فالحمد لله أن أهلنا الله لهذا الخير!ووراء ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( من أتى هذا المسجد لا يأتيه إلا لخير يعلمه أو يتعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله )، ووراء ذلك: ( لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظر التي بعدها، ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مسجده: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث ). فهذه غنائم باردة لا تكلفنا شيئاً، ومع هذا أعرضنا عنها وأدبرنا فحرمنا تزكية أنفسنا وطهارة أرواحنا، وحرمنا العلم الذي يرفع تعالى أهله درجات، وساد الجهل وخيم في ديارنا، ولهذا نبكي ونتباكى!لم لا نعود إلى ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأحفادهم وأبناءهم؟أما بلغنا قول الله عز وجل وإبراهيم وإسماعيل يبنيان الكعبة وهما يتقاولان: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ [البقرة:129]؟أما استجاب الله لهما وبعث في ذرية إسماعيل محمداً صلى الله عليه وسلم، وكان يجلس لأصحابه رجالاً ونساء كباراً وصغاراً يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم؟!بلى. وقد امتن الله تعالى بهذه النعمة علينا في آيتين من كتابه إذ قال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [الجمعة:2]. زكاهم. أي: طيبهم وطهرهم، حتى أصبحوا لا يماثلهم بشري على سطح هذه الأرض مما عدا أنبياء الله ورسله.فكيف زكوا وطابوا وتعلموا؟ هل تنقلوا من جامعة إلى أخرى؟ لا. بل كانوا يجلسون في بيت ربهم ويتعلمون الكتاب والحكمة، وما زالوا يتعلمون حتى أصبحوا علماء ربانيين؛ فاختفى كل مظهر من مظاهر الشر والخبث والفساد والظلم في حياتهم، فهيا نعود إلى ما كان عليه أسلافنا!أما تستطيعون أن تجتمعوا كل ليلة في جامعكم الذي يجمعكم ساعة ونصف بين المغرب والعشاء؟ يا أهل المدن! إن لكم أحياء تعيشون فيها فاجتمعوا في جامع حيكم بنسائكم وأطفالكم ورجالكم كل ليلة وطول الحياة من المغرب إلى العشاء! أتعجزون عن هذا؟ فكيف إذاً تخترقون السبع الطباق وتنزلون بالملكوت الأعلى وتجتازون مسافة سبعة آلاف وخمسمائة عام؟أين يذهب بعقولكم؟نريد ألا نرى مظهراً من مظاهر الظلم والفسق والفجور والخبث، وألا نرى فقراً ولا مرضاً ولا تعاسة ولا ظلماً ولا جوراً، ولكن هذا لا يتأتى بالكلام فحسب، بل لا بد من العمل. ووالله أنه لا سبيل إلى نجاتنا إلا هذا الطريق، وإلا فإننا سنتمزق ونخسر خسراناً أبدياً، فإن لله تعالى سنناً لا تتبدل ولا تتغير: الطعام يشبع، والماء يروي، والنار تحرق، والحديد يقطع، تلك سنن لا تتبدل، الكتاب والحكمة يطهران وينظفان ويعلمان ويرفعان إلى الملكوت الأعلى!خذوها من باب التعليم الواضح! ألسنا نقتدي بالأوروبيين حتى في الزي واللباس، فلم لا نقتدي بهم في هذه القضية؟ هم إذا دقت الساعة السادسة أوقفوا دولاب العمل، فلبسوا أحسن ثيابهم وأخذوا بناتهم ونساءهم وأولادهم إلى الملاهي والمراقص والمقاصف ودور السينما، فلماذا نحن لا نوقف العمل عند أذان المغرب ونذهب إلى بيوت الرب لنتعلم الكتاب والحكمة لتزكو أنفسنا ونأخذ صك الفلاح من ربنا: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [الشمس:9]؟هذا الكلام يا أهل الدرس مكرر سئمتموه ومللتموه، ولكن هل بلغكم أن أهل قرية قالوا: آمنا واجتمعوا في جامعهم يتعلمون الكتاب والحكمة، النساء وراء ستارة، والأطفال دونهن، والفحول أمامهن، ومعلم الكتاب والحكمة بين أيديهم، ليلة آية، وأخرى حديثاً، طول العام؟تصور إذا دقت الساعة السادسة لم يبق دكاناً مفتوحاً ولا مقهى ولا متجراً ولا فلاحاً بيده مسحاة.. ولا ولا، فجميع أهل القرية في بيت ربهم! الله أكبر! أي شرف هذا؟ فلو يجلسون فقط يبكون بين يديه سبحانه لرحمهم ورفعهم إلى الملكوت الأعلى، فضلاً على أنهم يتعلمون الكتاب والحكمة لتزكية نفوسهم، ثم لتطهير أرواحهم، ثم للتأدب بالآداب التي لا يساويها أدب في هذا العالم.والآن مع سورة آل عمران ثالثة السور القرآنية من الكتاب العظيم القرآن الكريم، فالسورة الأولى الفاتحة وبها افتتح الله كتابه، والثانية البقرة ذات الألف حكم، والثالثة (سورة آل عمران) على الحكاية، و(آل) بمعنى: أهل. (عمران) من أعلام بني إسرائيل.وعدد آيات هذه السورة: مائتا آية بلا خلاف، كل آية كالشمس تضيء الحياة، وكل آية علامة على أنه لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن لقاء الله حق ثابت لا ينكره إلا أحمق أو مجنون.

تفسير قوله تعالى: (الم)

يقول الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:1-6].فما معنى: الم [آل عمران:1]؟الجواب: هذا من المتشابه الذي امتحن الله به عباده، واستأثر تعالى بعلمه ومعرفته، فقال: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7]، آمنا به، فكل من المحكم المتشابه من عند ربنا!وقد قرأنا في البقرة وقلنا: لهذه الحروف فوائد عجيبة عظيمة، فعندما تريد أن تفسرها فقل: الله أعلم بمراده بها، فوض الأمر للعليم الحكيم.

فوائد الحروف المقطعة في أوائل سور القرآن

إن سئلت عن فوائد الحروف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم فقل:أولاً: لما أعرض المشركون في مكة عن سماع القرآن، وأصدروا أوامرهم بمعاقبة من ضبط يسمع القرآن، كما بين ذلك الله تعالى في سورة فصلت فقال: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت:26]. أي: إياكم أن تسمعوا، وإذا أخذ يقرأ صيحوا أنتم وضجوا وصفروا حتى لا يسمع أحد! هذا حفاظاً على الوطنية، فأيام الحزبية والوطنيات كان إذا قام رئيس حزب يخطب قام أعداؤه من الحزب الثاني يفعلون كما فعل حزبه فيصيحون ويصفرون حتى يحجبوا كلامه.إذاً: لما منعت قريش سماع القرآن جاءهم الله عز وجل بهذه الحروف التي ما عهدوها، ولا سمعوا بهذا النغم وهذا الصوت، فما عرفوه أبداً طول حياتهم هم وأجدادهم وآبائهم، فكان أحدهم إذا سمع: طسم [الشعراء:1] يضطر اضطراراً إلى أن يستمع ليعلم ما وراء ذلك. وإذا سمع: المر [الرعد:1] سمع نغماً جديداً فيصغي ويسمع، حتى ولو كان من جنودهم وزبانيتهم فلا يبالي، وإن أخذ أجرة وتعهد ألا يسمع. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمعهم القرآن حول الكعبة، فلا يستطيعون أن يحضروا، فما إن يعتم الظلام حتى يتسللون إلى مكان بجوار النبي صلى الله عليه وسلم فيسمعون ترنمه بالقرآن وهو يصلي، حتى إذا التقى بعضهم ببعض لاموا أنفسهم وتعاهدوا أن لا يفعلوا ذلك مرة أخرى، وقد جاء هذا في سورة الإسراء إذ قال تعالى: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا [الإسراء:47]. وأما نحن فقد صرفنا عن القرآن بالحيلة الأدبية.. بالأغاني، وهذا أسلوب جديد من مكر أعداء الدين، فأصبح أهل البيت المسلم بدل أن يجتمعوا حول كتاب الله قبيل تناول طعام العشاء أو بعد صلاة العشاء فيتلون آية ويبكون وتنشرح صدورهم وتسمو آدابهم، بدل هذا أصبحوا يطربون للأغاني، وهذا أسلوب شيطاني وضعه بنو عمنا اليهود، وانجذبنا ومشينا وراءهم، فما أصبحت تسمع قرآناً في بيت إلا إذا كان فيه ميت فقط، أما أن يجتمعوا على أن يتلوا آياته ويتأدبوا بآدابه ويتعلموا أحكامه فلا يوجد ذلك أبداً، وهذه الحيلة أكثر خطراً من قانون أبي سفيان وزمرته فقد كانوا لا يسمحون للناس بالسماع ومع هذا هم يسترقون السمع ويتسمعون شوقاً ورغبة، أما بيوت المسلمين اليوم فقد تركت للأغاني والمزامير؛ وذلك حتى يعرضوا عن ذكر الله فيهلكوا ويتمزقوا فيتمكن اليهود من أن يسودوا ويحكموا. هذه الفائدة الأولى من الحروف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم.الفائدة الثانية: لما حاج المشركون الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: هذا ليس بقرآن إنما هو شعر، هم في حقيقة أمرهم يعلمون أنهم يكذبون، فما هو بالشعر، وقالوا سحر وما هو بسحر، وكل ذلك ليدحضوا الحق بالباطل، فتحداهم الحق عز وجل بهذه الحروف، فهذا القرآن مؤلف من هذه الحروف: كهيعص [مريم:1]، يس [يس:1]، طه [طه:1]، ق [ق:1]، فألفوا مثله أو اعترفوا بأنه كلام الله وتوبوا إليه.إذاً: تحداهم الله بهذه الحروف وطالبهم أن يأتوا بسورة فقط، واقرءوا لذلك قول الله تعالى: وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ [البقرة:23] أي: شك مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ [البقرة:23] ممن تعولون عليهم مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة:23-24]، ما قال: أعدت لكم بل قال: (للكافرين)؛ لأن العبرة بالكفر.قال أهل البصيرة: قوله تعالى: وَلَنْ تَفْعَلُوا [البقرة:24] هذه الكلمة لا يقدر على قولها إلا الله. وقالوا: هيا بنا إلى اليابان أهل الصناعة هل في بإمكان اليابان أن تنتج آلة من الآلات أو مركباً من المراكب أو حتى ملعقة وتقول لك: أتحدى العالم الإنساني سبعين سنة أن يوجدوا مثلها؟ هل يمكن أن تفعل اليابان هذا؟ أمريكا؟ ألمانيا؟ لا، يملكون أن يحتفظوا بهذا النوع من الصناعة إلى بعد سبعين سنة أو مائة سنة ثم يوجد من يصنع مثله، فلا يقولون هذا أبداً. أما الله فقال: (ولن تفعلوا) وقد مضى من السنين ألف وأربعمائة وخمسة عشر سنة فهل استطاع أحد أن يأتي بسورة من مثل هذا القرآن؟ لم يستطيعوا، فدل هذا على أنه كلام الله.

تفسير قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)

قال تعالى: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران:2]. (الله) لفظ الجلالة اسم للرب تبارك وتعالى، يخبر تعالى عن نفسه بأنه: لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [آل عمران:2] وحده لا شريك له.أيها الملاحدة والمبطلون والسحرة هل تستطيعون أن تجدوا إلهاً مثل الله يخلق ويرزق مخلوقه ويدبر حياته من أولها إلى نهايتها؟والله لو تجتمع الدول الصناعية بأكملها على أن يخلقوا من لا شيء حيواناً ولو ذبابة والله ما قدروا، ووالله ما استطاعوا! قد يقول قائل: يا شيخ! صنعوا الطيارة تحمل خمسمائة نسمة، وهذا المسجد يتسع لهذا العدد، فأقول له: هذه صناعة علمهم الله إياها وأقدرهم عليها وأوجد إمكانياتها، فهم ما خلقوا شيئاً، فالطين لله والحجارة والحديد والنار والعمال كلهم خلق الله وتذليله، فماذا فعلوا؟

يتبع‏

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.55 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.60%)]