عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-02-2019, 01:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه

إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه


رشا أحمد




"يتّق الله في معاملتي ويحسن معاشرتي " كانت هذه العبارة قاسماً مشتركاً في ردود الكثير من الفتيات عند سؤالهنّ عن أهمّ الشروط التي يبحثن عنها في شريك الحياة.
رنيم. م كانت إحدى هؤلاء الفتيات، والتي أشارت إلى أنّ توافر هذان الشرطان سيضمنان لها العيش في أسرة متماسكة ، ومتحابّة، مردّدة قول الله تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[1])، وقوله تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[2]) .
روحان فى جسد واحد
ولمّا كانت الحياة الزوجيّة هى علاقة توافق وانسجام، وهي روحان في جسد واحد ، و التقاء للأفكار والأهداف والمفاهيم ، لذا بات من الضروريّ أن نحسن اختيار شريك الحياة، فهى الخطوة الأولى و الصحيحة لبناء حياة زوجيّة سعيدة ومستقرّة ، ومن ثمّ يمكننا تحقيق أهداف الزواج ، والوصول إلى غاياته ومنافعه .

لكن ترى هل كلّ الفتيات يبحثن عمّا أشارت إليه رنيم، أمّ تتعدّد وتتباين الشروط من فتاة إلى أخرى ؟

شرط التكافؤ
تقول الجوهرة .م:" أنا دائماً ما أحلم بيوم زفافي بشخص يتوافق معي فى كل شيء، سواء في المرحلة العمريّة، أوالمستوى التعليميّ، أوالاجتماعيّ، أوالثقافيّ، وأرى أنّ هذه المرتكزات في مجموعها ثمثّل المقوّمات الأساسيّة لإقامة حياة أسريّة سعيدة، وإن لم تتوافر مثل هذه المتطلّبات، ستندلع المشاجرات اليوميّة التي قد تتسبّب انهيار الحياة الزوجيّة.

أما رانيا.ع طالبة جامعيّة فتقول:" القبول والراحة النفسيّة عند مقابلة من يتقدّم إليّ هو ما أبحث عنه، حتّى أستطيع العيش مع شخص يحبّني ويحتويني، وأستطيع تحمّل الحياة معه بحلوها ومرّها".
وتابعت: "أنا لن أستطيع العيش في منزل يفتقد لمعاني المودّة والحبّ والرحمة".

أريده غنيّاً
وأشارت هاجر.ا طالبة جامعيّة إلى أنّها تبحث بالدرجة الأولى عن شاب غنيّ يعوّضها الحرمان التي عانت منه طوال سنوات عمرها، ويقيم لها حفل زفاف تتحاكى به كلّ الناس، وتعيش في بيت واسع مملوء بالأثاث الغالي، وهذا يكفيها لتعيش حياة سعيدة.

فى حين رأت فاطمة. ك طالبة أنّ كون الشاب وسيما أهمّ ما تبحث عنه في شريك حياتها، لأنّها ستتفاخر به بين أصحابها، وستنجب أطفالا يتمتّعون بوسامة أبيهم وتقول :" أنا جميلة فلم لا أرتبط بشخص يساويني فى الجمال؟"

وأكّدت مرفت. ح أنّ أهمّ شرط يجب أن تبحث عنه الفتاة هوالأصل و الحسب، أي أن يكون الزوج من بيت صالح، ويعلم جيّداً تعاليم الدين، ليربّي أولادهما تربية حسنة ، ويشبّوا على المبادئ والقيم السامية.

ومن جهتها تساءلت انتصار .م إذا كانت ترغب في التوافق الثقافيّ ، والفكريّ ، أو ترغب في الارتباط بشخص متديّن ، فكيف تستطيع التأكّد من ذلك في الشخص الذي يتقدّم لها ؟ فطبيعة مجتمعنا منغلقة، ولا تستطيع رؤية من يتقدّم لخطبتها ، إلا بعد عقد قرانها ، بل أنّ أباها يرفض تحدّثه معها عبر الهاتف حتّى بعد عقد القران لتظلّ أسيرة للقدر، فإما أن تكون حياتها سعيدة،أو تصبح حياة زوجيّة فاترة، الهدف الوحيد من استمراريتها، تربية الاولاد.

الأولويّة للتديّن والخلق الحسن
وفي مواجهة تلك الآراء والشروط، ترى ما الذي يحثّنا عليه ديننا الإسلاميّ عند اختيار شريك الحياة؟
الإسلام دعا المرأة إلى الارتفاع برغباتها، والبحث عن الرجل الذي تتوافر فيه صفة التديّن، والخلق الحسن، لأنّهما المعيار الأساسيّ، والركن الأصيل، الذي يجب أن يكون حجر الزاوية في قبول أو رفض شريك الحياة ، لقول رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - : ((إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير[3])).

وأكّد العلماء على أنّ الزيجات التي لا تتوافر فيها تلك الصفتين ، زيجات ينتج عنها الكثير من المشاكل ، و الخلافات التي تهدّد استقرار الحياة الزوجيّة، وأشاروا إلى ضرورة نظر المرأة إلى الخلق والدين، وعندما تريد أن تنظر إلى الجوانب الأخرى ككونه ذا مركز اجتماعيّ ، أو وسيم ، أو غنيّ، أو ما شابه ذلك، فعليها ألا تعتبرها الأساس، بل عليها أن تنظر إلى العناصر التي تمسّ طبيعة العلاقة الزوجيّة، من حيث هي علاقة إنسانيّة اجتماعيّة تحتاج إلى الأخلاق ، التي تحكم نظرة كلا من الزوجين للآخر ، وإلى الالتزام الدينيّ الذي يمثّل الضابطة التي تضبط تصرّفات الزوج ، وتحكم طريقة تعامله معها، لأنّ كلّ الأمور الأخرى قد تزول ، كأن يفقد منصبه الإجتماعيّ، أو يخسر ماله،وفي النهاية، لا يدوم إلا الدين، والخلق الطيّب، لأنّهما الجمال الحقيقيّ.
وأوضحوا أنّ الهدف من الزواج أن تدوم العشرة وتطول، وأن تُبنى البيوت على تقوى من الله تعالى وطاعته، وعلى المودّة والرحمة، اللتين هما ركنان أساسيّان من استقرارالحياة الزوجيّة ، لقول الله تعالى في كتابه الكريم"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[4]).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]