عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-03-2021, 04:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي النصرة في العشرة

النصرة في العشرة












د. جمال يوسف الهميلي




قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء؛ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء. فقال له عوف بن مالك: كذبتَ، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه. بنزول قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65، 66].







ثلاثُ جملٍ في جمع صغير، كانت كافية لتُعتبر جريمة نكراء وفعلةٌ شنعاء لتتحرك لها السماء فتزل الآيات فتسبق الصحابي لتخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم بما قيل، إنه المنهج الرباني الذي لا يسمح بالتعدي على المقام العظيم والصحب الكريم ولو كان في السر، وعلى هذا النهج سارت الأمة على مدار تاريخها المديد فلم ولن تسمح بالاستهزاء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام مهما كان المتحدث، وعلى هذا الطريق نسير ونستمسك بحبله المتين، فالنصرة لقائدنا صلى الله عليه وسلم وصحابته واجبٌ لن نتراجع عنه، وسنفديه بأرواحنا، ومن هنا أرى من الواجب عليَّ وعلينا تحقيق النصرة ولتكن بإحدى تلك العشرة أو بها جميعًا:



1) الاجتهاد في التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم على المستوى الفردي بمختلف جوانب الحياة، فمن أحب شخصًا اجتهد في اتباعه.







2) التعبير عن رفض الاستهزاء بكل وسيلة قولية أو فعلية لا تؤدي إلى منكرات.







3) لا تجاوز في الأحكام العاطفية ورود الفعل اللامنطقية، وعدم أخذ الآخرين بجريمة لم يفعلوها ولم يرضوا بها، إلا في حدود ما يردع الفاعل.







4) المراجعة لأفعالنا وأقوالنا، فقد تكون سببًا في نفرة الآخرين عن هدي سيد المرسلين.







5) الشمول في النظرة إلى المخالفات لهديه صلى الله عليه وسلم، ربما تكون هناك مخالفات أكبر من الاستهزاء مثل تعطيل الشريعة وإخماد السنة، وأحيانًا في بلداننا ومن أُناس يتكلمون بألسنتنا، فالحكمة وضع الشيء في موضعه.







6) فرصة لتذكير أنفسنا وغيرنا من الصغار والكبار بسيرته صلى الله عليه وسلم العطرة وموافقه النبيلة مع الموافقين والمخالفين والمعاندين.







7) الدعوة إلى الله هي سبيله صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، فليسأل كل واحدٍ منا ما مدى سيره على هذا السبيل.







8) لا يأس ولا رسائل سلبية، بل أمل وأضواء إيجابية في تغيير أحوالنا، فكلما اشتدت الازمة وزاد الطَرقُ قَرُب الفجر والفتح بإذن الله، فمن بذل الاستعداد فيما يستطيع وُهب النصر.







9) الله أكبر، فنشر رسوم الاستهزاء دليل عجز الأعداء، فالله أكبر الذي رد كيدهم كما رد كيد الشيطان (معلمهم) إلى الوسوسة فقد جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ إني أُحَدِّثُ نفسي بالشيْءِ لأنَّ أَخِرَّ من السماءِ أحبُّ إليَّ من أن أتكلَّمَ بهِ قال: فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ الحمدُ للهِ الذي رَدَّكيدَهُ إلى الوسوسةِ. يقصد كيد الشيطان.








10) الدعاء بنصرة الدين وظهور سنة سيد المرسلين وأن تكون (نكون) سبيلًا لذلك، مع تحري أسباب الإجابة من الإكثار من الحسنات، والبعد عن المحرمات، وتجنب الموبقات، واختيار أفضل الأوقات، فلا تدري فقد كلماتك الصادقة سببًا للنصر والتمكين.








أخيرا تلك فرصة مهيأة للعمل والبذل، فهل سنستثمرها:



قد هيّؤوكَ لأمرٍ لو فطنتَ لهُ *** فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهملِ






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]