عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 01-05-2019, 05:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الطهارة
(78)


- باب حجب الجنب من قراءة القرآن - باب مماسة الجنب ومجالسته

يمنع الجنب من قراءة القرآن ومس المصحف، أما مجالسته ومماسته فجائزة، لأن المسلم لا ينجس.
حجب الجنب من قراءة القرآن

شرح حديث علي في منع الجنب من قراءة القرآن
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب حجب الجنب من قراءة القرآن.أخبرنا علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: أتيت علياً رضي الله عنه أنا ورجلان فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من الخلاء فيقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يحجبه عن القرآن شيء ليس الجنابة)].هنا أورد النسائي رحمه الله: باب حجب الجنب من قراءة القرآن. والمراد بالحجب: المنع، ولكن النسائي عبر بكلمة الحجب ولم يذكر المنع؛ لأنها توافق ما جاء في الحديث، لأن الحديث فيه ذكر الحجب، فهو جعل الترجمة بلفظ الحجب وليس بلفظ المنع؛ حتى تطابق الترجمة ما جاء في الحديث من ذكر الحجب.وقد أورد النسائي حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من الخلاء فيقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يحجبه عن قراءة القرآن شيء ليس الجنابة)؛ يعني: وليس شيء يحجبه من قراءة القرآن إلا الجنابة، فإنه كان يمتنع من القراءة في تلك الحال التي هو فيها على جنابة.ثم من جهة المعنى فإن الخلاص من الجنابة والانتهاء منها هو بيد الإنسان؛ لأنه يستطيع أن يتخلص من الجنابة بأن يبادر إلى الاغتسال، وعند ذلك يتمكن من قراءة القرآن؛ لأن أمر الانتهاء من الجنابة بيده، فيمكن أن ينتهي بسرعة وبوقت قصير، ولا يحتاج الأمر إلى وقت طويل، ولهذا فإن الجنابة كما جاء في هذا الحديث تمنع الإنسان من قراءة القرآن، وذلك الامتناع مؤقت، والتأقيت بيد الإنسان؛ لأنه يستطيع أن يتخلص منها بالاغتسال إذا كان الماء موجوداً، وإلا بالتيمم إذا كان الماء غير موجود.

تراجم رجال إسناد حديث علي في منع الجنب من قراءة القرآن
قوله: [أخبرنا علي بن حجر].هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وقد مر ذكره كثيراً فيما مضى.[أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم].هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المشهور بـابن علية نسبة إلى أمه، وهو ثقة ثبت، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وقد مر ذكره أيضاً فيما مضى كثيراً.[عن شعبة].هو شعبة بن الحجاج الذي وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو ثقة ثبت، وقد وصف بهذا الوصف الذي هو من أعلى صيغ التعديل، وأرفع صيغ التعديل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو من الذين لهم معرفة بالجرح والتعديل، وهو أيضاً مشهور بأنه لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما صرحوا فيه بالسماع أي: إلا ما كان مسموعاً لهم، وأما ما كان غير مسموع لهم فإنه لا يرويه عنهم.[عن عمرو بن مرة].هو عمرو بن مرة المرادي الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الله بن سلمة].هو عبد الله بن سلمة وهو أيضاً الكوفي، وهو صدوق تغير حفظه، وحديثه عند أصحاب السنن الأربعة.[أتيت علياً].هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وهو أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره، وأبو الحسنين، ومناقبه جمة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وقد مر ذكره كثيراً فيما مضى رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

شرح حديث علي في منع الجنب من قراءة القرآن من طريق أخرى
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن أحمد أبو يوسف الصيدلاني الرقي حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي رضي الله عنه أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على كل حال ليس الجنابة)]. هنا أورد النسائي حديث علي رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن على كل حال ليس الجنابة)، أي: أنه كان يقرأ القرآن على كل حال من الأحوال ليس الجنابة، ولكن ليس معنى العموم الذي في هذا الحديث أنه يشمل جميع الأحوال مطلقاً بحيث لا يخرج عن ذلك حالة قضاء الحاجة؛ لأنه في حال قضاء الحاجة لا يقرأ القرآن، ويفسره ويبينه الرواية السابقة وهي: (أنه كان يخرج من الخلاء فيقرأ القرآن ويأكل معهم اللحم، وليس شيء يمنعه من قراءة القرآن إلا الجنابة).فإذاً: هذه الأحوال ليست على عمومها في جميع الأحوال مطلقاً، وإنما في الأحوال التي ليس فيها تلبس بقضاء حاجة أو ما إلى ذلك، وهذا إنما هو بالنسبة للقراءة من الحفظ، أما بالنسبة للقراءة من المصحف فإن الذي حدثه أصغر كذلك لا يقرأ القرآن من المصحف، ولكنه يقرؤه من حفظه، وإنما الذي فيه المنع من القراءة مطلقاً من المصحف ومن الحفظ هو الجنب.

تراجم رجال إسناد حديث علي في منع الجنب من قراءة القرآن من طريق أخرى
قوله: [أخبرنا محمد بن أحمد أبو يوسف الصيدلاني الرقي].هو محمد بن أحمد أبو يوسف الصيدلاني الرقي، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وابن ماجه ، ولم يخرج له البخاري ومسلم ولا أبو داود ولا الترمذي.[حدثنا عيسى بن يونس].هو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وجده أبو إسحاق، وهو أخو إسرائيل بن يونس، وهو ثقة ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، وقد مر ذكره مراراً.[حدثنا الأعمش].هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي ولقبه الأعمش وهو مشهور به، وكثيراً ما يأتي ذكره باللقب كما هنا، وأحياناً يأتي ذكره باسمه ونسبه، وأحياناً باسمه فقط، وقد ذكرت فيما مضى أن معرفة ألقاب المحدثين من الأمور المهمة في علم مصطلح الحديث؛ وذلك أن معرفة الألقاب يؤمن بها أن يظن الشخص الواحد شخصين؛ وذلك فيما إذا ذكر مرة باسمه ومرة بلقبه؛ لأنه من لا يعرف أن هذا اللقب لهذا الشخص فإنه يظن أنهما شخصان، فمثلاً إذا وجد سليمان بن مهران في إسناد، ثم وجد الأعمش في إسناد آخر، فإنه يظن أن الأعمش ليس سليمان بن مهران، ولكن الذي يعرف أن سليمان بن مهران يلقب بـالأعمش فلن يلتبس عليه هذا، ولن يظن الشخص الواحد شخصين، وإنما يعرف أنه شخص واحد، ولكن ذكر مرة باسمه ونسبه ومرة بلقبه، ومثل هذا كثير من المحدثين الذين اشتهروا بألقابهم، مثل بندار، ومثل غندر، ومثل الأعرج، وغيرهم ممن اشتهروا بألقابهم ويأتي ذكرهم بألقابهم وبأسمائهم.[عن عمرو بن مرة].هو عمرو بن مرة وهو الذي تقدم، وهنا يتفق الإسناد مع الإسناد السابق. وحديث علي هذا اختلف في ثبوته؛ فمن العلماء من ضعفه كالشيخ ناصر الألباني ولهذا لما أورد الباب أسقط الحديثين اللذين تحت الباب في صحيح النسائي؛ لأنه سيأتي بهما في السلسلة الضعيفة، ومن العلماء من أثبته وأيده ببعض الآثار التي تدل على منع الجنب من قراءة القرآن.ثم أيضاً شيء آخر -وهو الذي أشرت إليه- من أن الجنب جنابته التخلص منها بيده، فيستطيع أن يتخلص -إذا أراد أن يقرأ القرآن- منها بسرعة، ثم أيضاً التخلص من الجنابة أمر مطلوب، والرسول صلى الله عليه وسلم كان -كما عرفنا في الأحاديث السابقة- يغتسل أو يتوضأ قبل أن ينام؛ حتى تخف بذلك الجنابة.وهذا بخلاف الحيض والنفاس؛ فإن الحائض والنفساء ما جاء شيء ثابت يدل على منعهما من قراءة القرآن، ثم أيضاً التخلص من الحيض والنفاس ليس بيدهما، بل هذا يتوقف على انقطاع الدم، وعلى انتهاء الحيض أو النفاس، ولو تركت المرأة قراءة القرآن في تلك المدة فقد تنسى حفظها وتنسى ما تحفظه.إذاً: ففرق بين الحيض والنفاس، وبين الجنابة.

مماسة الجنب ومجالسته

شرح حديث حذيفة: (إن المسلم لا ينجس) في مماسة الجنب

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب مماسة الجنب ومجالسته.أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الشيباني عن أبي بردة عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي الرجل من أصحابه ماسحه ودعا له، قال: فرأيته يوماً بكرة فحدت عنه، ثم أتيته حين ارتفع النهار، فقال: إني رأيتك فحدت عني، فقلت: إني كنت جنباً فخشيت أن تمسني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المسلم لا ينجس)].هنا أورد النسائي رحمه الله باب مماسة الجنب ومجالسته. والمقصود من هذا أن الجنب لا مانع من كونه يمس غيره ويمسه غيره، أو يحصل مصافحة بينه وبين غيره، أو يمس شيئاً، أو يجالسه، أو يمشي معه، أو يتحدث معه فهذا لا بأس به ولا مانع من هذا.وقد أورد النسائي هنا أحاديث أولها: حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم بكرة)، أي: في أول النهار، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حاد عنه، ثم لما ارتفع النهار جاء إليه وكان قد اغتسل من جنابته، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (إني رأيتك حدت)؛ يعني: لما رآه حاد ومال وانصرف، ولم يتجه إليه ليلقاه، قال: (إني كنت جنباً)؛ يعني: بين السبب الذي جعله لا يتجه إليه، وجعله يميل بحيث يذهب ليغتسل حتى لا يلتقي به عليه الصلاة والسلام؛ لأنه كان على جنابة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المسلم لا ينجس)؛ يعني: أنه لا مانع من هذا العمل الذي ظننت أنه لا يصلح، ولا بأس به.وهذا فيه دليل على أن غسل الجنابة لا يكون على الفور، وعلى أن الإنسان له أن يمشي وأن يخرج للسوق وعليه جنابة، ولا بأس بذلك؛ لأن هذا الصحابي وكذلك أبو هريرة -كما سيأتي في الحديث- أيضاً أنهم لقوه وقد خرجوا من بيوتهم وعليهم جنابة، فدل هذا على جواز مثل ذلك.وكون مصافحة الجنب وملامسته، وكونه يمس غيره وغيره يمسه، وكذلك عرقه وما يحصل منه لا شيء فيه ولا محذور؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن المسلم لا ينجس) وفيه دليل على أن الجنب ليس بنجس وليس عليه نجاسة.وهذا هو معنى الحديث، وهذا الذي يدل عليه الحديث، وهو مطابق لما ترجم له النسائي.

تراجم رجال إسناد حديث حذيفة: (إن المسلم لا ينجس) في مماسة الجنب
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المشهور بـابن راهويه، وهو ثقة، محدث، فقيه، وقد وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، فهو من الذين وصفوا بهذا الوصف الرفيع، وهذا اللقب العالي، وقد خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً. [أخبرنا جرير].هو جرير بن عبد الحميد، وهو ثقة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن الشيباني].هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.[عن أبي بردة].هو ابن أبي موسى الأشعري أبو بردة، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن حذيفة].هو حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد مر ذكره فيما مضى.

شرح حديث حذيفة: (إن المسلم لا ينجس) في مماسة الجنب من طريق أخرى
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور أخبرنا يحيى حدثنا مسعر حدثني واصل عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه وهو جنب فأهوى إليه، فقلت: إني جنب، فقال: إن المسلم لا ينجس)].هنا أورد النسائي حديث حذيفة من طريق أخرى: (أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو جنب فأهوى إليه، فقال: إني جنب، فقال عليه الصلاة والسلام: إن المؤمن لا ينجس)، فإذاً: مجالسته وملامسته ووضع يده بيد غيره، أو على يد غيره، أو لمسه لأحد لا محظور فيه ولا مانع كما دل عليه الحديث السابق، وهذا هو حديث حذيفة من طريق أخرى.

تراجم رجال إسناد حديث حذيفة: (إن المسلم لا ينجس) في مماسة الجنب من طريق أخرى
قوله: [ أخبرنا إسحاق بن منصور].هو إسحاق بن منصور الكوسج، وهو مشهور بـالكوسج، وهو ثقة حافظ، حديثه خرجه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود فإنه لم يخرج له شيئاً.[أخبرنا يحيى].هو يحيى بن سعيد القطان المحدث المشهور، المعروف بالجرح والتعديل، وهو ثقة ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة..[حدثنا مسعر].هو مسعر بن كدام، وهو ثقة ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[حدثني واصل].هو واصل بن حيان الأحدب، وهو ثقة ثبت أيضاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبي وائل].هو شقيق بن سلمة الكوفي، وهو أيضاً ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، ويأتي ذكره كثيراً بكنيته، وكما أنه يأتي ذكره أحياناً باسمه شقيق بن سلمة، وقد ذكرت فيما مضى أن معرفة أصحاب الكنى- كنى المسمين- فائدتها مثل فائدة معرفة ألقاب المحدثين؛ حتى لا يظن الشخص الواحد شخصين، وذلك إذا ذكر مرة باسمه، ومرة بكنيته، وأبو وائل هذا مخضرم، تابعي ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن حذيفة].وحذيفة قد تقدم ذكره.

شرح حديث أبي هريرة: (إن المؤمن لا ينجس) في مماسة الجنب
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا حميد بن مسعدة حدثنا بشر وهو ابن المفضل حدثنا حميد عن بكر عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في طريق من طرق المدينة وهو جنب فانسل عنه، فاغتسل، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال: أين كنت يا أبا هريرة ؟! قال: يا رسول الله! إنك لقيتني وأنا جنب فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل، فقال: سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس)].هنا أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي فيه أنه كان يمشي في طريق من طرق أسواق المدينة، (فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانسل منه) أي: ذهب بخفية، فلما شعر بذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام فقده، فلما لقيه ذكر له ما حصل منه من الانسلال، فبين له عذره، وقال: إنه كان على جنابة، وأنه كره أن يجالسه وهو جنب، فقال عليه الصلاة والسلام: (سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس).وحديث أبي هريرة مثل حديث حذيفة المتقدم، وأنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانسل أبو هريرة ولم يبق مع رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأنه كان على جنابة، فأحب ألّا يجالس النبي صلى الله عليه وسلم وهو على جنابة، فلما سأله رسول الله عليه الصلاة والسلام عن سبب انسلاله منه أي: ذهابه بخفية، قال: إنه كان جنباً، وأنه كره أن يجالسه وهو على غير طهارة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبحان الله)! تعجباً من هذا الصنيع، ومن هذا الفعل، ومن هذا الفهم الذي هو كون الجنب لا يجالس غيره، ثم بين عليه الصلاة والسلام فقال: (إن المؤمن لا ينجس). إذاً: فمجالسته ومخالطته وملامسته لا بأس بها.


تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (إن المؤمن لا ينجس) في مماسة الجنب

قوله: [أخبرنا حميد بن مسعدة].هو حميد بن مسعدة، وهو صدوق، خرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[حدثنا بشر] وهو ابن المفضل.هو ابن المفضل، وكلمة (وهو ابن المفضل) هذه أتى بها من دون حميد بن مسعدة ليوضح بها هذا الاسم؛ لأن حميد بن مسعدة لما روى عن بشر ذكر اسمه وما ذكر نسبه، وإنما اكتفى بذكر اسمه، فمن دون النسائي عندما يريدون أن يوضحوا اسم شخص جاء في أثناء الإسناد لا يضيفون نسبته بدون ما يدل على أنها ليست من التلميذ، وإنما يأتون بلفظ يدل على أنها أضيفت ممن هو دون التلميذ؛ لأن التلميذ لا يحتاج إلى أن يقول: هو، بل ينسبه كما يشاء، مثلما ذكر النسائي أحياناً في شيوخه فيختصر في الاسم، وأحياناً يطول، مثلما ذكر في الاسم الذي مضى قريباً وهو محمد بن أحمد أبو يوسف الصيدلاني الرقي فكل هذا ذكره النسائي؛ لأنه شيخه يأتي به كما يريد، لكن من دون التلميذ عندما يريد أن يذكر ذلك يأتي بكلمة (هو)؛ حتى يعرف بأنها ليست من تلميذه، وإنما هي ممن هو دون تلميذه؛ لكي يوضح بها ذلك الاسم الذي يحتاج إلى توضيح، فقال: وهو ابن المفضل.وأما التلميذ إذا أراد أن ينسبه يقول: ابن المفضل بدون كلمة (هو)، لكن كلمة (هو) فهم منها أن هذه الزيادة ممن دون التلميذ، ولكنه أراد بها توضيح ذلك الشخص الذي هو بشر بن المفضل؛ لأن كلمة (بشر) تحتمل أشخاصاً، فلما جاءت (وهو ابن المفضل) ميزتها، ومن دون التلميذ زادها وأتى بكلمة (هو) الدالة على ذلك.وبشر بن المفضل ثقة ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [حدثنا حميد].هو حميد بن أبي حميد الطويل المشهور، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، وقد ذكر الحافظ في التقريب في ترجمته: أنه توفي أو مات وهو قائم يصلي.[عن بكر].هو بكر بن عبد الله المزني الكوفي، وهو أيضاً ثقة ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبي رافع].هو نفيع الصائغ المدني، وهو مشهور بكنيته، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة أيضاً.[عن أبي هريرة].هو الصحابي الجليل، وهو من أكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، وهو أكثر السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.69 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.83%)]